تحتفى مجلة ديوان الأهرام الصادرة عن مؤسسة الأهرام فى عددها الجديد رقم 40، والتى ترأس تحريرها الكاتبة الصحفية زينب عبدالرزْاق، بالذكرى الخامسة والأربعين لرحيل الفنان الكبير فريد الأطرش، من خلال نشر ملف شامل عنه الراحل تحت عنوان "فريد الأطرش.. نغم العود الحزين". وتشير المجلة من خلال الملف إلى أهمية الدور الذى لعبه فريد فى تطوير الموسيقى والغناء العربى، كما يمتلئ الملف بالعديد من المفاجآت والانفرادات، والتطرق إلى علاقة أمير العود بأم كلثوم وسر عدم تغنيها بأي من ألحانه وحقيقة خلافه مع عبدالحليم حافظ وطبيعة علاقته بالرئيس جمال عبدالناصر وسر إحساسه الدائم بالاضطهاد خلال فترة الستينيات. ويتضمن الملف سيرة حياة الموسيقار الحزين المليئة بالمآسى والأوجاع منذ جاء إلى مصر فى بداية العشرينيات في القرن الماضي مع أسرته، والصعوبات التى واجهته حتى بدأ مشواره الفنى، مرفقا بمجموعة من الصور النادرة. وإضافة لملف فريد الأطرش تقدم ديوان الأهرام ملفا سياسيا وثقافيا مميزا بعنوان "الصين.. التنين القادم" وذلك تزامنا مع مرور70 عامًا على قيام الجمهورية الجديدة، وكذلك مرور 40 عامًا على دخول الصين عصر الإصلاح والانفتاح. كما تطرقت إلى طريق الحرير باعتباره أحد أهم المشروعات الاقتصادية التاريخية والذى تحاول الصين إحياءه منذ مطلع التسعينيات، ودور "ماو تسى تونج" في صناعة نهضة الصين الحديثة من خلال تناول سيرة حياته ودوره الوطني أثناء الغزو الياباني وجهوده فى مجال الصناعة والصحة والتعليم، بالإضافة إلى عدة موضوعات تتعلق بالسينما الصينية وتطورها من مرحلة أفلام الأكشن لبروس لى وجاكى شان إلى أفلام حديثة ذات صنعة متطورة، ولم يغفل الملف البعد التاريخي والثقافى للصين فإحتوى على موضوع عن كونفوشيوس الفيلسوف الذى حارب الفساد، والاختراعات الأربع العظيمة للحضارة الصينية. وإيمانا من «ديوان الأهرام» بدورها الوطنى وفى إطار الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر تقدم للقارئ صورة عن الحرب فى حوار لم ينشر من قبل مع الكاتب والروائى الكبير جمال الغيطانى الذى كان مراسلا حربيا أثناء المعركة، والذى عاين الوقائع كلها، منذ كان النصر جنينا معذبا فى رحم الهزيمة حتى رست سفينة النصر على شاطئ الجزيرة المقدسة. ولأن للبعد التاريخى مكانا مميزا فى المجلة، حيث يمثل محورا رئيسيا من اهتماماتها، فإن ديوان الأهرام تقدم عددا من الموضوعات والدراسات التى لا غنى عنها لكل مهتم بهذا المجال، حيث تحتفى المجلة بمرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس. وتشمل الموضوعات التاريخية كذلك عددا من الوثائق ينشرها د.عماد أبوغازى لحجج الأمراء والسلاطين، والمحفوظة فى دار الوثائق بالقاهرة، والتى يصل عددها لأكثر من 300 وثيقة تكشف عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فى العصر المملوكى، كما تكشف لطبيعة الدور والقصور فى ذلك العصر. أما د.هالة فؤاد فتقدم على صفحات «ديوان الأهرام» عرضا شيقا لسيرة «الشيخ الأكبر .. محيى الدين بن عربى»، حيث تتناول فى هذا العرض فلسفته وأفكاره ورؤيته للتصوف، كما تتعرض لنصوصه السردية الصعبة والغريبة والتى تحتاج لقارئ خاص يستطيع التعامل معها، وسر عدم انتشار تلك النصوص مقارنة بكتابات جلال الدين الرومى، وكذلك سر تشدد السلفيين تجاه تلك النصوص . وتقدم المجلة ملفا آخر عن أحد أهم رموز هذا الفن فى مصر، وهو الفنان منير كنعان.. فارس التجديد فى الفن التشكيلى المصرى الحديث ، ورائد الخروج على الإطار، حيث يقدم لنا الفنان عصمت داوستاشي قراءة مهمة لسيرة الفنان الكبير ،بمناسبة مئوية ميلاده، وتحليلا لأسلوبه ومراحله الفنية، كما يكشف داوستاشى عن سر العلامة x التى صاحبت رسوم كنعان عقب نكسة 67، وسر عشق هذا الفنان الكبير لروح المغامرة والتجريب رغم عمله في الصحافة واهتمامه برسم البورتريه، حتى أنه رسم لحبيبته 70 لوحة مختلفة على مدار حياتهما معا. ويتميز ملف منير كنعان باحتوائه على مجموعة كبيرة من لوحات الفنان ترصد من خلالها المجلة مراحل تطور أسلوب هذا الرائد الكبير. كما تقدم المجلة موضوعا موسعا عن المعمارى العظيم حسن فتحى، الذى يعد بحق موسيقار البنايات البسيطة ورائد عمارة الفقراء، فتعرض المجلة لسيرته الشخصية وفلسفته المعمارية الخاصة التى استمدها من عشقه للموسيقى الذى انعكس على أسلوبه فى البناء. وللمسرح والأدب فى «ديوان الأهرام» نصيب أيضا، حيث تنشر موضوعا عن «نجيب الريحانى.. عملاق المسرح الذى خلدته السينما»، وتتناول من خلاله المجلة مسيرة كشكش بك عمدة كفر البلاص وطبيعة علاقته بسيد درويش وبديع خيرى، ولماذا هاجمه يحيى حقى وسعد الدين وهبة بينما أنصفه طه حسين وعباس العقاد، وسر عداء الإنجليز له رغم اتهامه الكاذب من البعض بمحاباة الاحتلال كما تقدم المجلة ملفا عن «أجاثا كريستى.. المرأة التى جعلتنا نحب الجريمة»، حيث تحتفى المجلة برائدة أدب الجريمة، وأكثر كتاب هذا المجال شهرة على مستوى العالم، والتى كان عميد الأدب العربى يعشق رواياتها ويصنفها كأديبة من طراز رفيع، ويستعرض الملف علاقتها بمصر ومدى ولعها وارتباطها بالحضارة الفرعونية، كما يتناول الملف مسرحيتها (المصيدة) والتى تعد إحدي أهم المسرحيات فى العالم ، حتى أصبحت واحدة من معالم لندن التى يقصدها السياح كما يقصدون آثارها ومتاحفها، حيث ما زالت تعرض على خشباتها بلا انقطاع منذ 66 عاما.