زعم المحلل السياسى "اريك تراجر" المتخصص فى الشأن المصرى بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أن الرئيس المصري الدكتور "محمد مرسي" قد منح نفسه سلطة تشريعية وتنفيذية كاملة، بالإضافة إلى سلطة اختيار كُتَّاب الدستور الجديد، مؤكدًا أنه قد تحقق أخيراً من "انتقال مصر الكامل إلى حكم مدني" والتى كانت تسعى إليه إدارة أوباما لكنه ليس ليبرالياً ولا ديمقراطياً. وقال" تراجر" المعروف بصلته الوطيدة بصناع القرار فى اسرائيل مهاجمًا الرئيس "مرسى" بعد أن أقال كبار المسؤولين العسكريين أصدر الرمز المخضرم في الإخوان والرئيس الجديد لمصر محمد مرسي إعلاناً دستورياً يمنحه سلطة تشريعية وتنفيذية كاملة، بالإضافة إلى سلطة اختيار كتاب دستور مصر الجديد وبعد الإطاحة بمبارك بثمانية عشر شهراً أصبح لمصر دكتاتور جديد. واستمر فى هجومه الحاد قائلا: "بل إن الطريقة التي اقتنص بها مرسي السلطة تنبأنا أكثر بما ينتوي أن يفعله بها لاحقاً". واضاف ان مرسى قد اخذ الهجوم الذى وقع فى سيناء والذى راح ضحيته ستة عشر جندياً مصرياً ذريعة لإقالة مسؤولي الأمن الذين شكلوا أكبر تهديد على سلطته الداخلية وخاصة قادة المجلس العسكري المصري. واتهم مرسى بأنه سوف يستخدم الرئيس المصري سلطته الموسعة لتعزيز الأجندة المحلية لجماعة الإخوان المسلمين غير المتسامحة في جوهرها. وانتقل بعد ذلك الى هجومه على رؤساء التحرير الذي عينهم الرئيس مرسى فاتهم رئيس تحرير "الأهرام" الجديد بانه من محاسيب نظام مبارك حيث وصف انتفاضة العام الماضي بأنها "ممولة من الخارج" وخسر عموده في 2010 بسبب كتابته مقالات ضد المسيحيين. ورئيس تحرير الجمهورية بانه دعا إلى قتل ناشط بهائي معروف في 2009. وأما رئيس تحرير الأخبار فقد منع مؤخراً مقالة تنتقد الإخوان. ولم يفلت وزير الدفاع الجديد الذي عينه مرسي وهو عبد الفتاح السيسي من هجومه حيث قال: "قد اعترف بأنه خلال قيام الجيش بقمعه الوحشي ضد احتجاجات ميدان التحرير فى مارس 2011 أخضع الناشطات لاختبارات كشف العذرية. زعم "تراجر" أنه سرعان ما سيركز انتباهه على السياسة الخارجية المصرية موجهاً إياها بالتأكيد في اتجاه معاد للمصالح الأمريكية حيث إن تعديلاته على الدستور المؤقت من العام الماضي تمنحه السلطة لتوقيع وربما إلغاء المعاهدات، ورغم توقع الكثيرين بأن سلطة السياسة الخارجية الفعلية سوف تبقى بيد الجنرالات إلا أن تغيير مرسي السريع لقيادات الجيش قد جعل القوات المسلحة تحت امره. وابدى "تراجر" مخاوفه من استضافة مرسي مرتين وفداً من حماس رغم تدفق المسلحين من غزة إلى داخل سيناء، ووعد حماس بإبقاء معبر رفح الحدودي مفتوحاً وترحيبه بنائب الرئيس الايراني مؤكدا انه لو شارك في هذه القمة فسيكون أول رئيس مصري يزور إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. واضاف "تبيّن بأن طريقة عمل مرسي ليست هي التسوية أو التدرج والآن بعد أن أعلن عن منح صلاحيات واسعة لنفسه، فإن الحل الوحيد لمنعه من التحرك بسرعة ضد المصالح الأمريكية هو الضغط عليه فوراً. واختتم تقريره بانتقاد الادراة الامريكية بدلاً بوصفه بأنه رئيس منتخب ديمقراطياً وطالب واشنطن بأن تستنكر طريقة اقتناصه هذه السلطات كما يجب ان تصر على أن يثبت التزامه بالحكم الديمقراطي من خلال الأفعال وإلا سيخاطر بفقدان حسن النية الدولي الذي حصل عليه عقب الانتخابات. واضاف أن الفشل في ذلك سيمكنه من مواصلة تعزيز قدرته داخلياً دون أن يدفع ثمناً لذلك في الخارج مما سيزيد من احتمالية ظهور مفاجأة غير متوقعة أخرى قد تكون أكثر إيذاءً.