أكد أن هناك أكثر من 105 حِرَف فى مصر لا تجد من يلتفت إليها ويدافع عن حقوقها أو يحل مشكلات عمالها ويجمعهم فى مكان واحد له شرعية حكومية، يستطيعون من خلاله بناء الوطن وسد متطلباتهما، الكثيرون من أصحاب الحرف كالمنجد والنجار والاستورجى وعامل الفسيفساء والأرضيات والنحات وعامل الرخام والعاج وغيرهم قد هجروا حرفتهم بحثاً عن الرزق بعيداً عن حرفتهم ومنهم من انتهى به الأمر والمطاف كسائق على عجلات توك توك، بدلاً من حرفة بلا هوية ومنهم من تحول إلى عاطل.. هكذا هو حال الحرفيين فى مصر كما لخصه علاء عبدالصادق، رئيس النقابة العامة للعاملين فى الحرف التراثية، حاورته «الوفد» عن أوجاع وآلام الحرفيين والمشكلات التى تواجهها المهنة فكان الحوار التالى: الحرفة فى مصر تتراجع.. هل تم غلق الكثير منها فى الفترة الأخيرة؟ - كان عدد الورش 7000 ورشة أغلق منها حوالى 60٪ بأيدى أصحابها. ولماذا اتجه الحرفيون إلى غلق مصدر رزقهم؟ - لأنه لم يعد مصدر رزق حقيقياً بعد هجوم الاستيراد العشوائى، فالمستورد يلجأ إلى شراء أى منتج سياحى شبيه للمصرى بسعر بخس من الصين أو الهند أو باكستان والتجار فى مصر غير مصريين فى الغالب والمصريون المستوردون هم فى الحقيقة «ستار» لهم فقط. ولماذا لا يوجد بائعون مصريون فى البازارات يكونون على دراية بحقيقة المنتج المقلد وشرحه للسائح؟ - البازارات الآن أصبحت سوقاً مفتوحاً لا يوجد فيها بائعون ولا حرفيون يتفهمون الصناعة، ولكن كل منتج يحمل سعره، ويقوم السائح بالتسوق وكأنه فى سوبر ماركت دون معرفة حقيقة هذا المنتج، والحقيقة أن شكل المنتج مصرى ويتم «تفنيشه» من جانب الدول الأخرى المذكورة بشكل جيد، وطبعاً دون أى مراعاة لموافقات الجودة، بل على العكس فإن الصناعات الصينية مصنوعة من مخلفات القمامة شديدة الضرر على الصحة العامة. هل كان لمركز تحديث الصناعة دور بشأن الحرفيين؟ - بلى.. كان لهم دور فى مبادرة التدريب وتطوير لحرفة من أجل التشغيل، ولكننا نبحث عن كيان وليس لنا وجود لأنه لم يتم ذكرنا فى اتحاد الصناعة، رغم أن الحرفة هى أساس الصناعة، كما أن المركز يصعد من يحملون سجلاً صناعياً أو تجارياً أو جمعيات ويكون مؤمناً على 10 عمال.. وهذا غير متوفر. هل تحتاج الحرفة إلى علم؟ - نعم..الصناعة اليوم تعتمد على العلم، على سبيل المثال، فى منطقة البر الغربى، عبارة عن فئة من الصعايدة المحترفين فنياً وهم ورثة الفراعنة فى الحرفة التراثية، يستطيع الحرفى بأدوات بدائية، أزميل وشاكوش ومبرد صناعة تماثيل رائعة، كذلك حجر العمر يستخرج منه بودرة «تلك» البيبى، وتستطيع النساء من خلال السكين العادى صناعة قط فرعونى ويقومون ببيعه للمصانع، فماذا لو تم تدريب هؤلاء وغيرهم، ووضعهم فى هيكل قانونى.. مما لا شك فيه سيرتفع شأن الصناعة فى مصر. ما رأيك فى شكل التعليم الفنى فى مصر؟ - التعليم الفنى فى مصر مهان، وينظر المجتمع إليه نظرة سيئة وقد تقدمت سابقاً لوزارتين سابقتين بمشروع لتدريب طلبة المدارس الفنية، على أن يذهب إليهم أحد العاملين بالنقابة ليوم واحد فى الأسبوع ولم نتلق أى رد. ما رأيك فى الاتفاقيات الدولية مثل الجات والكويز؟ - أنا ضد الاتفاقيات الدولية لأنه تم إبرامها لمصلحة الصناعة ولكنها للأسف أضرت بها اتفاقية الجات تنص على عالمية الموافقات فهل لمنتجات الصين التى أغرقت الأسواق مواصفات عالمية علامية أو مواصفات جودة. وما المطلوب للقيام بهذه الصناعة؟ - نحتاج إلى تعاون مركز تحديث الصناعة لزيادة الورش والتعامل مع النقابة ومعرفة مشاكلهم، ومطلوب أن يكون لنا غرفة تجارية وصناعية للحرف التراثية، ووضع مواصفات جودة تمنع الاستيراد العشوائى، والحصول على دعم الصناعات الصغيرة الذى لا نعرف عنه شيئاً أولاً أين يذهب وإدخال ماكينات فى الورش تختصر 5 أو 6 مراحل للصناعة، وهذا ليس معناه الاستغناء عن الحرفى، بالعكس سنحتاج إلى أعداد أكبر كما أن «التفتيش» سيكون يدوياً كما أن الماكينات ستزيد القيمة. ومن ناحية أخرى، لابد من اجتماع النقابات الحرة مع الوزارات المعنية لأن لدينا مشاكل ولدينا كذلك الحلول، وكذلك مطلوب توفير الأراضى الصناعية، حيث حاولت الحصول على أرض فى منطقة عرب أبوساعد بطريق الكريمات وهى منطقة صناعية جديدة متخصصة للرخام، وقوبل الطلب بالرفض لأن الحرفيين ليسوا على الخريطة. وقد تقدمت مؤخراً بتقديم طلب للواء مصطفى راضى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأحوال المدنية، باعتماد نموذج الخاتم الخاص بالنقابة ومسمى المهن التابعة لها حتى يتسنى لهم اتخاذ ما يلزم من اعتماد المهن فى استمارات الرقم القومى. أليس للنقابة مقر حتى الآن؟ - سنحاول الاستقرار قريباً فى مقر بمنطقة الخيامية حتى يستطيع الحرفيون للتجمع فى مكان لمناقشة مشاكلهم.