متى يفطن الورى أنه ليس كل مايلمع دررا ؟ فمن حفرة الى حفر ، ندور كالغرباء فى عجب ، صار كل شئ بثمن ، وعندما نبحث عن الصدق ، عن الحكمة والموعظة ، نصدم ، ياوطنى....... ماالسر ؟ حب الآخر من الوهم والعبث ، ياوطنى ..... إلى من سنحتكم ؟ ونحن بين منتظر ومرتقب قسوة كنت معى فى الميدان ، نرتل ونكبر ، لم أدر أنك مخادع ، رسمتك على الورق ، فسرق منى رسمك ماسرق مات غصنا كان عطرا ، أشعلت عينى نيرانا ، ولم تحاول اختراق صمتى وسكونى ، لم تحاول تضميد جراحى وشجونى أصبحت الدمع الذى يجرى فوق مقلتى ، فيجذبه النزف ، أنت كالألم ، فكم من المرات تسببت فى ذلك الصدع ، تاهت أفراحى ، أبوابى مثقوبة ، دخان ، برق ورعد قلق يامصر الثورة ....ذبت بحرف كبّلنى ، أوقدنى ، جلجل فى كفّى ، أهدانى وردا من شوك ، وجواد العتمة يخطو كنجم ، يتخبط أفلاكا ، وحروف الصبح كما النيران ، أتألق فى حزنى ، القلق فى عينى ،والقلب من الهدم يعانى ، وينادى : ياوطنى ياساكن كل الأحياء ، هاأنذا بين جدار وجدار ، كحروف جفت ، تتساقط من حولى ، أنزلق الآن غريبا نحو القيعان ، بقاياى الباردة تتناثر فوق الحائط ، تنقش ألما فى إطارات الصور يامصر لن أفوّض أمرى ، لغيرى لن أرضى وأسلّم دون قتال ، لن أرفع راياتى المهترئة ، لن أرضى من غير حوار ، مازال يرهقك الأقزام ! جفاف ياوطنى .....أعترف بعجزى أحيانا عن الكتابة ، قلمى أصبح رمزا للكآبة ، وأن بركان الألم الغائر فى صدرى ، مازال حبيسا يتفجّر ، يغلى كالمرجل ، يزأر ، وأن حروفى باهتة اللون ، وخواطر قلمى مرتبكة جفت محبرتى مرات عدة ، وانتحرت أقلامى بعد لهاث لايتوقف فوق الأوراق المشطوبة ، لكنى لم أبلغ بعد المرتبة الدنيا فى وصف شجونى ، وضجيج الأحزان يدقّ الصدر ، يلاحقنى ، فرّت كل إجاباتى ، وانهارت أركانى ، حين تحوّل حلم القلم هشيما ، هامت نفسى فى ظلام ، لم يبق فى الوادى حرف أو شجر ، أو بعض ركام يامصر أين الحراس ؟ إنى أخشى الطوفان !