مسلمو البلقان هم سُكان المنطقة الأصليون الذين اعتنقوا الإسلام على امتداد قرون طويلة، وينقسم معظمهم إلى اثنتين كبيرتين، هما: الإليرية (الألبان)، والسّلافينيّون الذين يضمون البوشناق, والتربشيين, والغورانيين، ومسلمي بلغاريا البوماك، ويتحدث هؤلاء عشر لغات مُختلفة أكثرها شيوعاً هى الألبانية والبوسنية والتركية ولغة الغجر والبلغارية، وهذه المُجتمعات هى خليط يتسم بالتنوع السياسي، والإثنى والثقافى واللغوى، اضافة للاختلافات المذهبية الدينية. ويتبع مسلمو البلقان المذهب الحنفي, إلى جانب وجود أقلية علوية في بلغاريا, الا ان معظمهم ينتمى للثقافة العثمانية، نظراً لأن وجودهم يعود لزمن الفتح العثماني، حينما اعتنق عدد كبير منهم الإسلام, و تحولوا بعد الانسحاب العثماني إلى أقليات متناثرة فى دول عدة وباتوا أقليات مهمشة ومضطهدة, وقد تعرضوا لعدد عشر مجازر كبرى منذ الانسحاب العثماني، كانت من اشهرها مجزرة سربينيتسا التى شهدتها البوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين، وتعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، كما انه خلال الحرب التي شنها الصرب ضد المسلمين، تم تدمير 90% من المساجد والمدارس والاثار القديمة وتحولت الى حطام على يد الصرب الذين دمروا اكثر من 700 مسجد واكثر من 850 مكتبة عامة ومقبرة اسلامية واثراً تاريخيا. كما ان منطقة البلقان لم تكن بعيدة عن ساحة الصراع الاسلامي المسيحي على مر التاريخ، لانها تشكل الخط الامامي الذي شكله الصليبيون ابان الحروب الصليبية ضد المسلمين. وجرائم النظام الصربي الحديثة ضد المسلمين في كوسوفا منذ عام 1981م إلى يومنا هذا مستمرة وتمثلت فى قتل أكثر من 100 جندي ألباني خلال خدمتهم العسكرية في الجيش اليوغوسلافي (الصربي) وجرح أكثر من 600، ووضعت السلطات الصربية سنة 1990م السم في خزانات مياه المدارس في كوسوفا وتسمم أكثر من (7000) طفل، كما تم فصل أكثر من 150 ألف عامل مسلم من العمل وكان عددهم الإجمالي قبل ذلك 200 ألف عامل مسلم فقط، كما احتلت صربيا جميع مستشفيات كوسوفا وطردت جميع الأطباء والممرضين الألبان فليس اليوم للمسلم في كوسوفا مستشفى يتجه إليه للعلاج، كما أغلقت معظم المدارس الألبانية، والمكتبات واستولت على معظم الكتب العلمية النادرة، وهكذا يهدف الصرب القضاء على المسلمين فى البلقان وتراثهم وثقافتهم.