تحدث الكاتب الصحفى البريطانى "روبرت فيسك" فى مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية تحت عنوان "بعد الترحيب بهم بدأت سوريا تلفظهم الآن" عن مأساة ومحنة الفلسطينيين الذين فروا من سوريا الى لبنان. والتقى الكاتب بثلاث شقيقات في مخيم برج البراجنة في بيروت كانت أسرتهم قد نزحت أصلا من حيفا في ذلك الجزء من فلسطين الذي أصبح إسرائيل اليوم. وروت الشقيقات لفيسك كيف كن ينعمن كبقية اللاجئين الفلسطينيين الذين يقارب عددهم نصف مليون بالحقوق كافة التي ينعم بها السوريون في سوريا من صحة وتعليم وتوظيف وسكن. وهي امتيازات يقول الكاتب كانت الأفضل مقارنة بما تقدمه أي دولة عربية أخرى للاجئين الفلسطينيين الى أن اندلعت الاحتجاجات. ونقل فيسك عن إحدى الشقيقات التي كانت تعيش في مخيم قرب درعا التي انطلقت فيها الشرارة الاولى للمظاهرات القول إنهم وقفوا الى جانب الشعب الذي تعرض لإطلاق النار وقدموا الاسعافات الطبية للجرحى. "وعندما شاع نبأ لجوء معارضين مسلحين الى المخيم الشهر الماضي بدأت الشائعات تسري بان الشعب السوري لم يعد يرغب في بقاء الفلسطينيين في بلاده، لذا غادر بعضنا وبقي البعض الآخر وعندما بدأت طائرات الهليكوبتر تقصف بيوتنا .. هربت وأسرتي من المنزل الذي تركناه مفتوحا وعندما عدت لفترة وجيزة وجدته قد دمر ونهب المعارضون المسلحون وأفراد الجيش وحتى جيراننا كل الأثاث الذي كان بداخله".