رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن الهجمات الجوية العسكرية التي يشنها الجيش المصري بالطائرات والدبابات وتوجيه الصواريخ ضد المتشددين المسلحين المشتبه بهم في سيناء ليس الحل الأفضل لتطهير سيناء فى ظل الأزمة المتصاعدة والمتراكمة بالمنطقة منذ أمد بعيد. وأضافت الصحيفة أنه دون التعامل بإيجابية وفاعلية مع تحديات سيناء الاجتماعية لاسيما مع شعور البدو القاطنين منذ آلاف السنين بشبه جزيرة سيناء بالتمييز والإهمال والتهميش، فإن تكتيكيات الجيش وطائراته الحربية وهجماته الضارية لن تكون سوى أحد العوامل الجديدة المشاركة في تفاقم الأزمة وتصاعد الأوضاع في سيناء. وأوضحت الصحيفة أنه على مدى العقدين الماضيين، تدهورت الحالة الأمنية في شبه جزيرة سيناء بسرعة البرق بسبب معاناة شعب سيناء من الفقر المدقع والتهميش الاجتماعي والاقتصادي والبطش وسوء المعاملة التي يتلقاها بدو سيناء على يد الأجهزة الأمنية التي شكلها الرئيس السابق "حسني مبارك" بدكتاتورية واستبداد. وقالت الصحيفة أنه ابتداء من تسعينيات القرن الماضي تدفقت المليارات من الدولارات لتطوير صناعة السياحة في شرم الشيخ بجنوب سيناء ولكن البدو لم يحظوا بفرصة عمل واحدة في أراضيهم التي باع "مبارك" جزءًا منها إلى رفاقه وهدى مساحات شاسعة من أراضي سيناء إلى الرأسماليين ليثير غضب البدو الذين شعروا بأنهم ممنوعون ومستبعدون من تطوير مزارعهم التي تمثل مصدر رزقهم وتحسين الحياة الزراعية في أراضيهم. واستطردت: "يجني اتباع مبارك ثروات سيناء، فى الوقت الذي يعيش فيه 50% من بدو سيناء تحت خط الفقر مع قلة فرص العمل لبقائهم على قيد الحياة، فبدأوا يعتمودن على التجارة غير الشرعية بما في ذلك تهريب البضائع والأسلحة إلى قطاع غزة وتهريب المهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة والمصريين إلى أوروبا واندرجوا في تجارة المخدرات حتى حلت الفوضى في المنطقة ورفعوا شعار "لا للقانون" ليرفرف على صحراء سيناء وتصبح بذلك ملاذا للمتطرفين والإرهابيين. وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي الجديد الذي يواجهه القيادة المصرية الجديدة هو أن يمنح الأولوية للأمن في سيناء وهذا يعني التنمية الاقتصادية داخل سيناء ووضع استراتيجيات سياسية للمجتمعات المحلية وليس الرأسمالية والنهضة بالبدو وسد احتياجاتهم الصحية والخدمية والتعليمية وتوفير فرص عمل لهم بالمنطقة حتى ينجرفوا بعيدا عن تيار التطرف ويصلوا إلى المجتمع المدني الذي يعيشه المصريون في كافة أنحاء البلاد.