قال فواز جرجس، الخبير السياسى الأمريكى من أصل لبنانى، ومدير مركز الشرق الأوسط بكلية اقتصاد لندن، إن مشكلة سيناء لن يتم حلها بتوجيه ضربات جوية، مشيرا إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك قد استغل شبه الجزيرة وجعل 50% من البدو يعيشون فى فقر، داعيا القادة الجدد فى مصر إلى ضرورة عدم التركيز على إغلاق قطاع غزة. وحذر الكاتب فى مقاله بصحيفة "الجارديان"البريطانية من أن تكتيكات الجيش قد تؤدى إلى تفاقم الوضع المتردى بالأساس فى سيناء لو لم يتم التصدى للتحديات الاجتماعية الحادة فيها، لا سيما الشعور الواسع بالتمييز والإهمال والتهميش بين البدو. ويؤكد جرجس أن الوضع الأمنى فى سيناء قد تردى بشكل سريع على مدار العقدين الماضيين وقد ساعد على ذلك الفقر المدقع والتهميش الاجتماعى والاقتصادى وسوء معاملة البدو من قبل الأجهزة الأمنية فى عهد مبارك. وأوضح أنه بدءا من تسعينيات القرن الماضى، تم صب مليارات الدولارات لتطوير السياحة فى شرم الشيخ فى جنوبسيناء وشبه الجزيرة بشكل عام، لكن ذهبت أغلب الوظائف لآخرين غير البدو. وباع مبارك وأعوانه مساحات شاسعة من سيناء للرأسماليين مما أثار غضب البدو الذين شعروا بأنهم محرمون من تطوير المزارع الزراعية فى قلب معاقلهم. ويمضى الكاتب قائلا إنه بالرغم من أن السلطات المصرية فى مرحلة ما بعد مبارك تدرك خطورة الأزمة فى سيناء، إلا أنه يوجد افتقار إلى الوسائل والرغبة فى التعامل بشكل فعال مع المطالب المشروعة للبدو مثل تمكينهم وتخصيص حصص لهم من السياحة فى سيناء. وتابع الكاتب قائلاً إن الرئيس محمد مرسى وجنرالات المجلس العسكرى كانوا يأملون تأجيل أمر لا مفر منه وهو إعادة النظر فى بنية الأمن المصرى فى سيناء بعد الإطاحة بمبارك الذى تعاون مع الدولة العبرية لفرض حصار على غزة وعمل باعتباره رجل واشنطن فى المنطقة. لكن لم يعد بمقدورهم فعل هذا. وخلص جرجس إلى القول بأن التحدى الذى يواجه القيادة المصرية الجديدة هو بناء نظام ما بعد مبارك الذى يجعل أولويته الأمن الإنسانى بمفهومه الأوسع. وهذا يعنى التنمية الاقتصادية فى الداخل والاستراتيجية السياسية التى توفر الأمن لإسرائيل والعدالة للفلسطينيين. وشدد على أن أى نهج آخر يركز فقط على إغلاق غزة وتفضيل التعاون ضد الإرهاب سيواجه معارضة شديدة من المصريين وسيفشل على الأرجح فى تحقيق الأمن لكل من المصريين والفلسطينيين والإسرائيليين.