خسة ونذالة وانحراف دينى وأخلاقى ينم عن كراهية للإنسانية وخروج على ناموس الكون الطبيعى.. هذا هو ما فعله المفسدون فى الأرض الذين اغتالوا زهرة شبابنا فى رفح المصرية.. اغتالونا غدراً دون وازع من ضمير فى ساعة الإفطار، اختلط الدم الطاهر بالطعام نتيجة الحادث الإرهابى الأثيم على قوة حرس الحدود بين مصر وغزة، ذهب الشهداء إلى ربهم وهم صائمون حيث سيوفيهم ربهم أجرهم بغير حساب.. ماذا فعل شهداء الواجب الأطهار والمصابون؟ كل جريمتهم أنهم لبواء نداء الوطن ويؤدون الواجب المقدس.. «إنهم فتية آمنوا بربهم» استشهدوا فى سبيل الله دفاعاً عن وطنهم.. لقى حراس الوطن حتفهم على أيدى خونة تجردوا من كل مشاعر الإيمان والإنسانية.. اختاروا ساعة الصفر وقت الإفطار فهل هؤلاء الوحوش يمتون بأى صلة للإسلام وهل لديهم ذرة إيمان؟.. اختار الجبناء ساعة الإفطار لتنفيذ جريمتهم ليلقى الشهداء رصاصات الغدر ليلقوا ربهم وهم صائون.. ليلقوا ربهم ليوفيهم خير الجزاء، حيث يسقيهم ويطعمهم الملائكة الأطهار. 16 شهيداً من الضباط والجنود سقطوا على أيدى أعداء الله وأعداء الوطن والإنسانية ماذا فعلوا حتى يقتلوا؟ سقطوا ضحايا كما «الموءودة» التى ستسأل يوم القيامة بأى ذنب قتلت.. لن نبكى كثيراً على شهدائنا فقلوبنا تنزف دماً، ولكن حان وقت الجد والعمل والأخذ بالثأر حتى يهدأ الشهداء فى قبورهم وحتى يفكر كل من تسول له نفسه الاعتداء على خير أجناد الأرض بأنهم سيلقون جزاء رادعاً. كفانا ما مضى من وقت فى هذه الحالة الرخوة التى استمرت سنوات طويلة منذ زمن الرئيس المخلوع يضربنا «الحمساوية» فى غزة ولا يعتذرون دون رد فعل من جانبنا، يقتلنا جنود الصهاينة وردنا هو الصمت الرهيب وكأن الدماء التى سالت ليست دماءنا وكان من قتلوا أليسوا أبناءنا واستمر هذا الموقف المعيب منذ قيام الثورة وحتى الآن.. ما حدث فى سيناء على الحدود هو استمرار لحالة البلطجة التى تسيطر على الشوارع والميادين دون رادع!!.. أين القانون ومتى سيصحو من غيبوبته ويطبق على الجميع دون تفرقة؟ وهل يسمح النظام المصرى والقوات المسلحة أن تتحول سيناء إلى إمارة إسلامية أو نتركها للبلطجية والخارجين على القانون و«الحمساوية» ليصولوا ويجولوا فيها دون رادع؟.. إن استمرار تلك الحالة الرخوة دون مواجهة وحسم ستؤدى إلى تحطيم عظام الوطن وتمزيق أوصاله، كفانا هزلا مضيعة للوقت.. لابد من المواجهة والقصاص بكل شدة وحزم.. كفانا ما ضاع من عمرنا وعمر الوطن فى الطبطبة ولابد من تفعيل القانون على الجميع حتى لا ينفلت زمام الأمور فى البلاد. هناك ثلاثة أطراف لهم أياد فى العملية الإرهابية وربما اتفقوا بشكل أو بآخر لتنفيذ عمليتهم الدنيئة.. إسرائيل من ناحية والتى لا تريد لمصر أماناً واستقراراً حتى تصبح القوة الأولى فى المنطقة وكذلك مخربو غزة الذين يصولون ويجولون فى سيناء عبر الأنفاق التى تزيد على 1200 نفق يتم تهريب كل شىء من خلالها من السيارات والوقود والتموين والمواشى وحتى السلاح.. والتى تحصل حكومة حماس فى غزة على رسوم وضرائب من أصحاب تلك الأنفاق.. فهل هناك حكومة فى العالم ترعى التهريب والخارجين على القانون إذا كانت هى حكومة أصلاً.. ثم هناك البلطجية والخارجون على القانون وعناصر من تنظيم القاعدة الذين اتخذوا من سيناء وكراً لممارسة أنشطتهم الإجرامية من تهريب بشر وتهريب أسلحة وتجارة مخدرات وعمليات إرهابية وقت اللزوم.. بدليل قيام البعض منهم كل حين بخطف السياح للمساومة على خروج بعض المساجين من السجون.. ولولا تدخل زعماء ورؤوس القبائل السيناوية للإفراج عن السياح كانت فضيحة عالمية وبداية النهاية للسياحة فى سيناء والتى تمثل عصب السياحة للبلاد. إنهم يريدون أن يقتطعوا سيناء من مصر.. إسرائيل تريد تصدير مشكلة الفلسطينيين للتخلص منهم بعد أن ضاقت غزة بسبب صغر مساحتها بأهلها.. والحمساوية يريدون سيناء امتداداً لغزة لإقامة دولتهم بعد ترك الضفة الغربية لإسرائيل أو للسلطة الفلسطينية.. إضافة إلى الخارجين على القانون وبعض أهالى سيناء الذين يريدون استمرار الفوضى وبعد سيناء عن قبضة الدولة لممارسة أعمالهم الإجرامية.. هناك بعض السذج من يدعى أن العملية الإرهابية تستهدف الرئيس مرسى شخصياً وتهدف إلى تعطيل تنفيذ برنامجه الاقتصادى والتنموى رغم أن الأصل فى برنامج الرئيس أن يهتم بسيناء وكل المناطق الحدودية حفاظاً على أمن مصر القومى، هناك من يتبنى نظرية المؤامرة فى أن إسرائيل تدق «إسفين» بين الإخوان وجماعة حماس، خاصة بعد التقارب الملموس الذى حدث عقب زيارة إسماعيل هنية، رئيس وزراء حماس، المقال واستقباله من الرئيس مرسى وقيادات جماعة الإخوان لذلك فإسرائيل لا تريد هذا التقارب وتعمل على تحطيمه.. الدولة المصرية مخترقة حين سمحت باستمرار ظاهرة الأنفاق التى لابد وأن تنتهى وفوراً لما تمثله من استنزاف موارد الوطن فى التهريب إلى غزة، إضافة إلى خطورتها على الأمن القومى، حيث تهريب الأسلحة والإرهابيين من غزةلسيناء.. أصابع إسرائيل واضحة فى العملية الإرهابية حين حذرت رعاياها بعدم زيارة سيناء قبل ثلاثة أيام من الحادث.. أليس هذا إنذاراً مبكراً لما يمكن أن يحدث؟ ولماذا لم تأخذ الأجهزة الأمنية المصرية هذا التحذير مأخذ الجد بالاستعداد والاستنفار؟ هل هناك تقصير وهل يخطف اليهود والحمساوية والخارجين على القانون فرحة انتصار أكتوبر فى شهر رمضان من المصريين؟ لابد من رد الصاع صاعين بشكل قاس وعنيف لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن ومطاردتهم فى الداخل والخارج، لابد من تطهير سيناء من العناصر الإجرامية التى تدعى أنها «جهادية» وهم مفسدون فى الأرض يحاربون الله ورسوله، لابد من اجتثاثهم حتى يعود الأمن والأمان والرخاء لسيناء والوطن.. لماذا لم يعين الرئيس مرسى وزيراً لشئون سيناء والمناطق الحدودية لحل مشاكلها وتطويرها وتنميتها، كفانا إهمالاً حتى لا يسيطر الإرهابيون والطامعون على أرضنا والخارجون على القانون.. كفانا إهمالاً لسيناء ويجب تنميتها وهدم كل الأنفاق وتغليظ عقوبة تهريب السلاح إلى الإعدام لأن السلاح مقدمة لحرب أهلية.. يجب إنشاء منطقة تجارة حرة بين غزة ورفح المصرية لكى يحصل الفلسطينيون على احتياجاتهم بطرق مشروعة بعيداً عن التهريب.. ومنح إعفاءات ضريبية كبيرة للمستثمرين ليذهبوا إلى سيناء.. لابد من القصاص للشهداء فى أسرع وقت ممكن فهل نحلم كثيراً يا سيادة الرئيس؟