شارك عدد من الشعراء والملحنين فى الندوة التى أقيمت بمعرض فيصل للكتاب حول مستقبل الغناء؛ وكان من أبرز الحضور فيها الشاعر عماد حسن والملحن والموزع الموسيقى إيهاب عبد السلام، ومن النوبة مصطفى عبد القادر . أدارالندوة الدكتور أحمد مرسى حيث أكد فى كلمته أن الأغنية يصنعها الانسان وهى تصنع الناس، وكيف يمكن أن تصيغ الأغنية وجدان الناس وسلوكهم, وهو ما تؤكده بعض الصور سواء كانت سلبية أو إيجابية، و نفى أن يكون أعذب الشعر أكذبه؛ مؤكدا أن هذا غير صحيح فأعذب الشعر أصدقه وأعذب الفن أصدقه، وهناك ألوان كثيرة من فن الغناء مثل الأغنية النوبية، ولكن هناك تصور أننا عندما نتحدث عن تنوع ثقافى داخل المجتمع المصرى أننا نشق المجتمع, وإنما التنوع هو إثراء ولا يوجد أى نوبى يفكر فى أقامة الدولة النوبية وإنما اقصى ما يتمنوه -وهو حقهم- فى أن يصبحوا جزءاً حيا من هذا الوطن. وأكد الشاعر عماد حسن أن الغناء هو أقرب فن للناس ويمارسوه بصفة يومية؛ فهو يصاحب الانسان فى كل لحظاته ومشاعره وفى كل المواقف ودائما يكون معبرا عنهم وعن حالة المجتمع الذى يعيشون فيه، فالمهم القيمة التى يوصلها للناس من خلال الأغنية، وأضاف عماد : "تحكمنى فى العمل قيم الحرية والحق والمساواة ودورى موجود مهما اختلف شكل الحكم سواء كان حكما ليبراليا أو أى حكم آخر؛ فهذا لايعنينى ودورى مستمر وسأظل أبدع لأقدم فنا محترما يصل للناس". أما الملحن ايهاب عبد السلام فقال: "إذا كان الشاعر يعبر عن مشاعره فى النص فمطلوب من الملحن الذى سيتعامل مع هذا النص أن يفهم مقصد الشاعر ويقرأ ما بين السطور ليعبر عن المعنى المقصود؛ وإذا لم يفهم مقصده فيكون التعبير سطحيا، والملحن الحقيقى هو الذى يمتلك أدواته ويكون دارسا للموسيقى وملما بالمقامات الموسيقية؛ وما يخرج منها عن ثقافته أو ثقافة الآخر ويستطيع أن يصنع منها توليفة توصل ما يقصده باللحن والأغنية، والموزع الموسيقى هو الذى ينظم عملية العزف ويصنع إطارا وشكلا للحن وعن طريقه يقدم اللحن للجمهور والتوزيع الموسيقى مرتبط بالحالة الثقافية للموزع ولكن المطلوب من الموزع أن يكون ملما بجميع الثقافات" . وعن علاقة الأغنية بالثقافة وخاصة الثقافة النوبية تحدث مصطفى عبد القادر قائلا: "الجميع يسمع أغانى نوبية ويشاهد أفراحا نوبية وتشاهدوهم يرقصون ويغنون؛ والاغانى النوبية التى نستمع إليها فى الأفراح أغان بسيطة, وإنما الأغانى النوبية هى شعر كأى أغنية أخرى وهى رافد من روافد قناة هامة جدا فى الادب الشعبى وهى الفن الشعبى"، وأضاف عبد القادر : "أود أن أوضح أن الأغنية النوبية تتواكب مع الاغنية العربية ، وتحمل ثقافة الجماعة النوبية وقد شاءت الأقدار أن تكون لغتها غير مكتوبة فهى ثقافة شفاهية والأغنية النوبية فى هذا الإطار لا تختلف عن أى أغنية فى مراحل تطورها؛ فقد نشأت وتطورت مثل الأغنية هنا فى مصر أو أى مجتمع آخر ومنها أشكال مختلفة كالتواشيح والأغانى وهناك نصوص كثيرة فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ونصوص فى الأدب الشعبى العربى وقصص اجتماعية ونصوص دينية تماما كما فى الاغنية العربية.