تحل اليوم الذكرى الثانية على وفاة الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، أحد رواد حركة التنوير بالمجتمع المصري، من خلال كتاباته وأعماله الدرامية التي لازالت باقية حتى الآن، ومازالت محتفظة بمكانتها في قلوب المصريين على الرغم من مرور سنوات طويلة عليها. ولد الكاتب في 11 يونيو 1941 بمركز كوم حمادة في محافظة البحيرة، وكان يهوى الكتابة والتأليف منذ ريعان شبابه، حتى تخرج عام 1960 من جامعة القاهرة، وعلى الفور التحق بمؤسسة دار الهلال للعمل بها، ثم استقال عام 1963 ليعمل في وزارة الثقافة. وتفرغ عبدالرحمن للكتابة والتأليف عام 1982 بعد استقالته من وزارة الثقافة، وعمل في فترة من عمره في التليفزيون الكويت، قدم فيها الكثير من الأعمال القيمة، ثم عاد واستقر بمصر، وكانت البداية لعلاقته بالفنانة العظيمة سميرة عبد العزيز، حيث جمعتهما صداقة قوية انتهت بالزواج. طلب محفوظ الزواج من الفنانة سميرة عبد العزيز عقب انتهاءهما من تصوير مسلسلهما "عجوز في غرناطة"، وبعدها بعام كامل أثناء تصويرهم مسلسل الكتابة على لحم يحترق في تونس أعاد طلب الزواج منها مرة ثانية وبالفعل تم الزواج وقتها ولكن بشكل إسلامي، نظرًا لعدم وجود مأذون شرعي في تونس، وتم تسجيل عقد الزواج عقب عودتهم لمصر في منزل الفنانة سميحة أيوب. مارس عبد الرحمن كل أشكال وأنواع الكتابة منها القصة القصيرة والنقد الأدبي والمقال والسهرات التليفزيونية والمسلسلات والأفلام والمسرحيات وغيرهم، ففي عام 1967 صدرت أول مجموعة قصصية له وهي "البحث عن مجهول"، وكانت "اليوم الثامن" هي روايته الأولى التي نُشرت عام 1972 بمجلة الإذاعة والتليفزيون. قدم محفوظ أول مسلسل تليفزيوني له عام 1971 وهو "العودة إلى المنفى"، ومن أشهر أعماله الدرامية أم كلثوم، وبوابة الحلواتي، وسليمان الحلبي، وعنترة، أما اعماله السينمائية فمن أشهرها حليم، وناصر 56، وفيلم القادسية. وحصل الكاتب محفوظ عبد الرحمن على مئات التكريمات والجوائز أهمها جائزة الدولة التشجيعية عام 1972، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2002، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة و التليفزيون عن مسلسل أم كلثوم، وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة و التليفزيون. وفارق الحياة في مثل هذا اليوم عام 2017 بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 76 عامًا، حيث خضع فترة للعلاج بإحدى مستشفيات باريس، ولازال الكاتب العظيم محفوظ عبد الرحمن يعيش بيننا بأعماله الراقية وفنه المتميز، فهو حي ولن يموت أبدًا.