قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" تحت عنوان "إنقاذ المستقبل من وسط حطام ودمار سوريا"، إن الدولة السورية التي تقبع تحت حكم آل الأسد منذ 40 عاما تتفتت الآن". وشددت الصحيفة فى افتتاحيتها على ما تصفه بالوهن والضعف الذي أصاب نظام الأسد، لا سيما بعد التفجير الذي أودى بحياة أربعة من أبرز أركان حكمه في الثامن عشر من الشهر الماضي وفرار رئيس حكومته يوم الاثنين الماضي، وتعتبر ذلك مؤشرا على احتمال سقوط النظام قريبا. وحذرت الصحيفة في الوقت ذاته من أن تلك الاغتيالات والانشقاقات قد أعطت النظام أيضا الضوء الأخضر والمبرر من وجهة نظره للمضى إلى أبعد نطاق في استهداف خصومه، بغض النظر عن عدد القتلى الذين يلتهمهم القتال من الطرفين، وعن مغبة ازدياد الصبغة الطائفية للصراع. وقالت الصحيفة: "إن ما يحزن في الأمر هو أن الانقسام الطائفي يتعزز مع تورط اللاعبين الإقليميين في الصراع.. فمن جهة، هنالك إيران الشيعية التي تصطف وراء نظام الأسد وتدعمه، ومن جهة أخرى هنالك دول الخليج السنية التي تضخ الدعم المالي والعسكري للمعارضة". وأشارت "فايننشيال تايمز" إلى زيادة حدة التوتر خلال الأسابيع القليلة الماضية التى دفعت العمال السوريين إلى مغادرة الضاحية، تاركين وراءهم رجال أعمال لبنانيين مرغمين على تشغيل عمال لبنانيين مكانهم، ولكن برواتب وأجور مضاعفة" وأضافت أن العمال السوريين يفرون مع انتقال الصراع إلى شوارع بيروت، نتيجة المضايقات التي بات العمال السوريون يتعرضون لها في الضاحية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية من العاصمة اللبنانية بيروت تدفع بأولئك العاملين إلى البحث عن مأوى جديد لهم وعن لقمة عيشهم في ديار الله الواسعة بعيدا عن تلك المدينة. ويمضي التحقيق إلى القول إن الانتفاضة ضد النظام في سوريا قد أحدثت توترا شديدا في العلاقات بين العمال السوريين في لبنان وبين الأطراف والأحزاب الشيعية اللبنانية المختلفة التي ترمي بثقلها وراء نظام الأسد الذي تعتبره حليفها الاستراتيجي في المنطقة.