نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم الخميس تحقيقا بعث به مراسلها نيكولاس بلانفورد من سهل البقاع في لبنان يقول فيه ان لبنانيين سنة يلبون "الدعوة للجهاد في سوريا" ويشير بعضهم الى ان هناك متطوعين من بلدان عربية اخرى يقاتلون بجانبهم ضد نظام الرئيس بشار الاسد، منهم تونسيون، واردنيون وسعوديون وجزائريون. وهنا نص التحقيق: "ليس بستان أشجار فواكه مكانا محتملا لمخيم تدريب عسكري. ولكن هنا، وفي مواقع نائية اخرى في سهل البقاع، شمالي لبنان، هناك فرق صغيرة من المتطوعين السنة الذين يجري إعدادهم للمعركة ضد نظام بشار الأسد، بحسب ما وصل إلى علم صحيفة "ذي تايمز". وتسلل خلال العام الماضي حوالي 300 من السنة اللبنانيين من هذه المنطقة عبر الحدود الى سوريا، وانضموا لصفوف الجيس السوري الحر، وفقا لناشطين محليين. وقد شاركوا في العمليات في حمص، ثالث اكبر المدن السورية، والنقاط الساخنة الأخرى. معظمهم انضموا لكتائب الجيش السوري الحر الموجودة حاليا، لكن هناك وحدة كل عناصرها من اللبنانيين تضم ما بين 20- 30 مقاتلا تعمل قرب الحدود اللبنانية. وقال خالد، وهو مقاتل بدين في اواخر الأربعينات له لحية كثة وعمامة سوداء: "هناك حاجة للجهاد في سوريا. الجهاد من اجل الحق. وهو واجب ديني لمساعدة إخوتنا المسلمين". وكان يتحدث في بيت مزرعة بعيد قريب من الحدود مع سوريا التي عبرها قبل ساعة، آتياً من قاعدته في حمص. التدريب العسكري نوعي، ويحدث عندما يتجمع عدد كاف من المتطوعين. وتشمل المرحلة الاولى منه دروسا في صفوف ثم تدريبا عمليا على الاسلحة الصغيرة في واد ضحل بجانب البستان. وقال مصطفى، وهو رجل ميليشيا محترف خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، ويقوم بجانب من التدريب :"التدريب الأهم يجري في أماكن نائية، ويشمل كيفية زرع القنابل على جوانب الطرق والالغام، والتحرك تحت النار، ومهارات القنص". وتشرف على البستان جبال مرتفعة مغطاة بالشجيرات، يقوم حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من سوريا وإيران بتدريب مجنديها فيها. والكشف عن تدرب السنة عسكريا هنا ربما يثير توترات طائفية في لبنان. وتبنت الحكومة اللبنانية سياسة النأي بنفسها عن الأزمة في سوريا، لكنها تواجه بصعوبة الاستقطاب المتزايد في لبنان بين مؤيدي نظام الاسد ومعارضيه- وهو انقسام منتشر بين الطائفتين السنية والشيعية ادى إلى اقتتال في بيروت، وفي الشمال اسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل. ويوضح البقاع الشمالي هذا الانقسام. ففي الجانب الشرقي من الوادي هناك عدة قرى يقطنها السنة، يدعم سكانها بقوة المعارضة السورية من خلال التطوع في القتال، وتهريب الأسلحة إلى سوريا أو مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان. وفي الجانب الغربي هناك معقل لحزب الله ومجموعة من القرى والبلدات الشيعية. وقال راكان جعفر، رئيس بلدية مدينة قصر على الحدود مع سوريا: "لا توجد مشكلة هنا، لأننا جميعا من نفس اللون". لكنه قال إن السكان يتجنبون المناطق التي يقطنها السنة "لأن هناك قدرا كبيرا من التوتر معهم. هم جميعا متطرفون. والأمور ستسوء للغاية إذا سيطروا على سوريا". وتحمّل السلطات السورية المسؤولية عن العنف "للعصابات الإرهابية المسلحة" وتؤكد ان "القاعدة" مسؤولة عن عدة تفجيرات كبيرة بسيارات مفخخة في دمشق وحلب. وقال المتطوع السني خالد ان هناك مواطنين من بلدان عربية مختلفة يقاتلون الى جانبه في سوريا، بمن في ذلك تونسيون، وجزائريون وسعوديون واردنيون - وهو ما يبرز كيفية تحويل الصراع سوريا الى مسرح جديد للجهاد للمتشددين الاسلاميين. وكان ايمن الظواهري، قائد "القاعدة" قال في شباط (فبراير) ان من واجب المسلمين في البلدان المحيطة بسوريا ان يهبوا لنجدة المعارضة المناوئة للأسد. واصر خالد على ان لا وجود ل"القاعدة". وقال: "لو كانت هناك قاعدة في سوريا لكان الاسد قد ذهب الآن". واضاف انه لا يشاطر "القاعدة ايديولوجيتها، وقال: "انا مسلم اجاهد للدفاع عن مسلمين. اذا لم يفهم الغرب ذلك ويعتقد انني من القاعدة، فان هذه هي مشكلة الغرب". ويتردد الغرب في السماح بنقل اموال واسلحة الى مجموعات المعارضة في سوريا بسبب عدم التأكد من انتماءات الجماعات المختلفة. ولكن بسبب وجود خيارات محدودة لاحتواء نظام الاسد، فان الولاياتالمتحدة تدعم الآن خطةً تفحص بموجبها من يتلقى مساعدةً من حليفتيها، قطر والمملكة العربية السعودية.