يطلق البنك المركزى المصرى مؤشراً جديداً لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر كونيا (CONIA) أول أكتوبر المقبل، ويخضع للمراجعة بعد ثلاثة أشهر من التطبيق، ويقيم بشكل دورى كل عام وجاء مؤشر Cairo Overnight Interbank Average، بعد رحلة عمل استمرت أكثر من 15 شهراً بالتعاون مع البنك الأوروبى للتنمية وإعادة الإعمار و11 بنكاً تجارياً تستحوذ على %80 من سوق الإنتربنك.وهو تطوير لمتوسط سعر الفائدة لليلة واحدة للتعاملات بين البنوك فى القاهرة فى سوق الانتربنك.وسيقوم البنك بإعلان سعر مؤشر كونيا CONIA ثانى يوم للتعاملات الساعة 10 صباحاً من خلال شاشة رويترز وبلومبرج. ووصف أكسيل فان ندرفين، أمين صندوق بالبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) الحد المعيارى الجديد بأنه يشارك بصورة مهمة فى تطوير أسواق المال المصرية، مشيراً إلى أنه تم بالفعل استخدام حدود معيارية مماثلة لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر، وذلك لعملات رئيسية فى اسواق نقدية أخرى وعقد البنك المركزى المصرى مؤتمراً صحفياً كشف فيه تفاصيل المؤشر الجديد، بحضور رامى أبوالنجا وكيل محافظ البنك المركزى والدكتور صفوت صادق وكيل محافظ مساعد السياسة النقدية والدكتورة نعمت حافظ مدير عام ادارة تنفيذ السياسة النقدية بالمركزى ومهندسة زكية إبراهيم وكيل محافظ مساعد مسئول أسواق النقد والمال بقطاع الأسواق بالمركزى وماجدة غنيم مسئول إدارة أسواق النقد والمال بالمركزى. قال رامى أبوالنجا، وكيل محافظ البنك المركزى لقطاع أسواق النقد، فى مؤتمر صحفى بالبنك المركزى أن المؤشر لن يؤثر فى السياسة النقدية، وإنما يعمل على تعزيز قدرة البنك المركزى على تنفيذ السياسة النقدية بكفاءة أعلى، ودعم وتنفيذ إصلاحات سوق النقد والمشتقات أسوة بالتطورات والمتغيرات الراهنة فى هياكل التسعير فى الأسواق العالمية مثل الليبور واليورايبور تمهيداً للتخارج منها، حيث يتم بالفعل استحداث والبدء فى استخدام حدود معيارية مماثلة لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر كبدائل لليبور واليورايبور، وأيضاً لعملات رئيسية فى أسواق نقدية أخرى دون أى تغير فى إطار السياسة النقدية.موضحاً أنه يتم احتسابه عن طريق متوسط الحجم المرجح لسعر الفائدة لليلة الواحدة من واقع التعاملات الفعلية بين البنوك فى سوق الإنتربنك فى القاهرة بعد استبعاد أكبر وأقل 15% من القيم الخارجة، ودمج الصفقات ذات معدل الفائدة الواحد، وبالتالى يكون المؤشر هو متوسط سعر الفائدة على ال70 % من العمليات المتبقية.كما عمل منهجية أخرى عند حساب المؤشر تشمل سعر الإيداع لدى البنك المركزى المصرى (الكوريدور) مضافاً إليه الهامش بين سعر الإيداع ومتوسط مؤشر كونيا فى آخر 5 أيام عمل.وعلى سبيل المثال إذا كان سعر الإيداع وفقاً للكوريدور المعلن من البنك المركزى .75 ومتوسط مؤشر الفائدة الحالية من المخاطر آخر 5 أيام عمل هو % 16.25 فالفارق بينهما يكون %0.5 تتم إضافة هذا الفارق لسعر الإيداع المعلن من الكوريدور .75 ويكون مؤشر CONIA فى هذا اليوم هو .25.وهذه المنهجية تعتمد على 3 حالات تراجع عدد العمليات فى سوق الإنتربنك عن 5 عمليات. وتراجع عدد البنوك المقرضة عن 5 والمقترضة عن بنكين. وانخفاض إجمالى قيمة الصفقات 500 مليون جنيه. وأضاف وكيل محافظ البنك المركزى ان البنك المركزى قام بإجراء دراسات على أسواق النقد والمال، وظهرت بعض المشاكل فى هيكل السوق والتسعير، وتمت الاستعانة بالبنك الأوروبى ومجموعة من البنوك، لوضع مؤشر للحد المعيارى لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر وتم إجراء ورش عمل مع عدة بنوك اكثر فاعلية فى سوق النقد فى مارس 2018، مشيراً إلى أن البنك المركزى وضع خطة تنفيذية وتم تخصيص فريق لدراسة الأسواق الدولية يضم الدكتور صفوت صادق وكيل محافظ مساعد السياسة النقدية والدكتورة نعمت حافظ مدير عام ادارة تنفيذ السياسة النقدية بالمركزى ومهندسة زكية إبراهيم وكيل محافظ مساعد مسئول أسواق النقد والمال بقطاع الأسواق بالمركزى وماجدة غنيم مسئول إدارة أسواق النقد والمال بالمركزى، مشيراً إلى أن البنك المركزى يستهدف من هذه الآلية تنشيط سوق المشتقات المالية فى مصر، ومكملة للكوريدور وتسهم فى تحقيق أهداف السياسة النقدية، مؤكدا أنه لا يوجد أى تعارض بين إطلاق الحد المعيارى لأسعار الفائدة الخالية من المخاطر وسعرى عائد الايداع والإقراض لليلة واحدة لدى البنك المركزى لليلة واحدة «الكوريدور»، مشيراً إلى أن كل الدول بدأت تتجه لوضع حد معيارى خال من المخاطر لأسعار الفائدة وذلك بعد ان شهدت التعاملات الدولية لليبور تلاعباً فى الخارج، وقام المركزى الامريكى بإطلاق السوفت وهو مضمون بأوراق مالية ولا يتعارض مع سعر العائد الذى يحدده الفيدرالى الامريكى كما قامت إنجلترا بإطلاق السونيا وهو الحد المعيارى لأسعار الفائدة وهو غير مرتبط بضمانة، وأطلق الاتحاد الأوروبى الاستر وهو تسليف بدون ضمانة أوراق مالية. ونفى رامى أبوالنجا وجود أى تدخل من قبل البنك المركزى فى آلية تسعير «الكونيا»، مشيرا إلى ان احتساب الحد المعيارى لأسعار العائد الخالية من المخاطر سيتم بشكل مميكن، وسيتم احتسابه وفقا لسعر العائد على العمليات التى تتم بين البنوك بعضها وبعض، منوها بقيام البنك المركزى بإعداد دراسات منذ 5 سنوات سابقة للتأكد من ان الأرقام التى يتم استخدامها لن تحدث أى خلل بالسوق وسيتم نشرها، والبنوك مرتبطة بتسعير المنتجات المقدمة للعملاء وفقاً للكوريدور بل ستعمل على تنويع سوق المشتقات المالية وعقود المبادلة، واستحداث عقود المبادلة سيكون عقب إطلاق معيار اسعار الفائدة خالية المخاطر الكونيا فى أكتوبر المقبل. وقال وكيل المحافظ خلال المؤتمر الصحفى إن «الكونيا» من شأنها تنشيط سوق المشتقات المالية، مشيرا إلى أن البنك المركزى قادر على تقديم المشتقات المالية بعد الإصلاح الاقتصادى الذى تم، فالمركزى كان يفكر فى تفعيل الكيبور ولكنه لم يكن قد تم تفعليه، والأسواق الدولية وجدت ان الليبور لم يعد أداة خالية المخاطر، وطالها التلاعب لذلك تم إطلاق الكونيا، مشيرا إلى أنه عقب قرارات السياسة النقدية فى 2016 وبدء برنامج الإصلاح الاقتصادى بتأييد كبير من القيادة السياسية كان لا بد من وضع إطار عام لتطوير السياستين النقدية والمالية واللحاق بركب الأسواق الناشئة التى اتخذت خطوات سبقت بها مصر فى هذا المجال، منوها بأن الاتجاه لتدشين مؤشرات جديدة للفائدة على مستوى العالم جاء عقب التلاعبات التى تمت من البنوك البريطانية فى سعر الإقراض بين المصارف فى لندن ليبور (Libor).موضحاً أن القيمة التى يضيفها المؤشر الجديد «كونيا» تعكس الفائدة الحقيقية التى نفذت على أساسها البنوك المحلية صفقاتها فى سوق الإنتربنك، على عكس المؤشرات العالمية مثل الليبور.