أثار كلام الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى حول الحجاب سخط وغضب العلماء ،حيث قال إنه لا وجود لكلمة الحجاب في القرآن والسنة، وإن تعبير الحجاب لم يكن يعرفه الصحابة، وأكد العلماء أنه لا يفهم فى الدين وكلامه شاذ لم يقل به أحد من قبل. كان عيسى قال عبر برنامجه "إبراهيم والناس"، إن الحجاب ليس قضية جوهرية في الإسلام، وأركان الإسلام خمسة ليس من بينها الحجاب وأوامر الله لابد من تنفيذها ما دامت واضحة، مشيرا إلى أن ما قيل عليه الحجاب ليس المقصود منه "الطرحة". وقال أيضا الآية التي تتكلم عن الحجاب في القرآن المقصود منها دورة المياه، وهي المكان الذي يحتجب فيه الإنسان ليقضي حاجته. حيث أكد الدكتور عبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون ، جامعة الأزهر، أن ما قاله الصحفي إبراهيم عيسى من أنه لا وجود للحجاب في الإسلام ، كلام لا قيمة ولا وزن له، لأنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية وإجماع العلماء، ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) وقال سبحانه وتعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ) قال العلماء اختمرت المرأة لبست الخمار. ويوضح منصور أنه أجمع العلماء على أن جميع بدن المرأة عورة ما عدا وجهها وكفيها، وزاد بعضهم قدميها، والراجح الأول، فما عدا هذه الأشياء واجب الستر باتفاق العلماء، وفي مسند الإمام أحمد عن عَائِشَةَ أَنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: "لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ حَائِضٍ الا بِخِمَارٍ". قال النووي وأما عورة الحرة فجميع بدنها إلا الوجه والكفين .. وحكى الخراسانيون قولا وبعضهم يحكيه وجهان: أن باطن قدميها ليس بعروة، وقال المزني: القدمان ليسا بعورة، والمذهب الأول. وأشار منصور إلى أن من خلال ما تقدم يتضح بجلاء بطلان ما ذهب إليه إبراهيم عيسى وغيره وهو كلام شاذ، وعلى كل واحد منا أن يقحم نفسه فيما يحسنه، أما أن يتكلم كل واحد في الدين برأيه دون فهم أو علم بأحكام وأصول الشريعة وقواعدها، وإثارة البلبلة بين الناس فكل هذا ما لا نحتاج إليه في المرحلة الراهنة. وشدد منصور على أنه فى ظل وجود مؤسسة الأزهر العريقة وشيوخها الأجلاء لا ينبغي لأحد أن يتقدم عليهم، ويجب علينا نحن المصريين أن نسند إليهم كل ما يتعلق بأمور الشرع، أما وإننا في زمن الفتن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة) ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا الأمر مما علم من الدين بالضرورة ولا يسوغ إنكاره لمسلم. مسألة الحجاب منتهية وأكد محمد حمدي عمر الباحث في المذاهب الدينية والدين المقارن أن ما صرح به إبراهيم عيسى ما هو إلا نتيجة طبيعية لما بدأه في مواجهة التيار الإسلامي منذ سنوات، حيث تحول الأمر الآن إلى استفزاز مشاعر المسلمين بهفواته المتكررة، وهو يمارس ذلك العمل في رمضان بتبجح معروف سببه، وهو استفزاز مشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم. وبخصوص مسألة الحجاب فالمسألة منتهية بالنسبة للإسلام فيقول الإمام الجصاص رحمه الله في "أحكام القرآن" (5/242): " هذا الحكم وإن نزل خاصا في النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فالمعنى عام فيه وفي غيره، إذ كنا مأمورين باتباعه والاقتداء به، إلا ما خصه الله به دون أمته". وأشار حمدى إلى أن عيسى عليه أن يعلم أن الحجاب شريعة يهودية ومذكور في كتابهم المقدس وكذلك لدى النصارى ومذكور في كتابهم المقدس وما يجهله إنه مازالت هناك طوائف يهودية ترتدي النقاب والحجاب. كما توجد الآميش وهي طائفة مسيحية تأسست في العصور الوسطى مع حركات مسيحية كثيرة أتباعها حوالي 200.000 شخص موزعين في 22 مستوطنة في الولاياتالمتحدة وكندا، تحرم هذه الطائفة التصوير ويحرمون الموسيقى والمعازف ويرتدون الحجاب. ويقول حمدي مازال الناس يتذكرون سقطة إبراهيم عيسى عندما ادعى أنه مفكر ولم يستطيع نطق كتاب أُسد الغابة ونطقها أسد بفتح الألف وليس الضمة، فيجب على إبراهيم عيسى أن يركز في السياسة ويترك تفسيره للدين الإسلامي.