حالة من الغضب والاستياء مازالت تتملك الفنان الكبير عزت العلايلي بسبب عدم عرض مسلسله «ويأتي النهار» في وقت ومكان متميزين علي خريطة التليفزيون المصري وأبدي العلايلي استياءه الشديد من تسرب هذا الكم من الألفاظ والمشاهد الصعبة علي شاشة الفضائيات من خلال مسلسلات رمضان؛ وقال العلايلى : بصراحة أنا لم أر مصر الحقيقية في هذه الأعمال حتي الآن رغم سعادتي بهذا الكم الكبير من الإنتاج. وقال: كنت أتمني أن أجد صورة درامية جميلة لمصر بأماكنها الجميلة وشواطئها وشوارعها بشكل يوازي السلبيات والمساوئ التي أبرزتها الدراما هذا العام والتي تسربت اليها عبر أحداث الشارع وفوضي الأمن والأخلاق التي شهدتها مصر عقب ثورتها العظيمة. وأضاف: مسلسل «ويأتي النهار» ملحمة درامية وطنية كان من الضروري عرضه في هذا التوقيت ليظهر الدور الحقيقي للشعب المصري وإصراره علي التغيير للأفضل ومحاربة طيور الظلام التي تصر علي قهره وهدم أحلامه وشده للوراء. * سألته في البداية: بصراحة هل تلمس حالة تخوف من المسئولين عن عدم عرض العمل؟ - ربما ولكن هناك حالة من التخبط وعدم التقدير واللامبالاة أكثر ويمكن أن تسأل المسئولين في ماسبيرو وكيف يتأتي لهم أن يحكموا علي عمل بقيمة وروعة «ويأتي النهار» وعلي أبطاله ومؤلفه ومخرجه الذي أثري الدراما المصرية بقيمته وعطائه وقيمة العمل وكيف لهم أن يستهتروا بهذا العمل ويفكرون بعرضه علي قناة لا محل لها من الإعراب، بصراحة هؤلاء ناس تعيش في الغيبوبة، ونتمني أن تشملهم «رياح التغيير» ويكفينا ربنا شر..... * قد يكون تأجيل العرض لصالح العمل وسط هذه الزحمة؟ - أنا أري أن الناس كانت في أشد الحاجة لهذا العمل وسط هذه النوعية من الدراما ومؤمن بأن العمل الجيد يفرض نفسه في المشاهدة ويجذب جمهوره مهما كانت الزحمة ومؤمن بأن العمل الجيد له طريقه وسط الأعمال ليس طمعا في كثافة المشاهد بل طمعا في عرض وتوصيل قيمة العمل في هذا التوقيت لذلك أنا غاضب جدا من طريقة المعاملة لهذا المسلسل بقيمته وممضونه ونجومه. * هل لدور كمال زاخر علاقة بإبعاد العمل عن العرض المتميز؟ - العمل لا يقترب من المقارنة بين القبطي والمسلم ودور كمال زاخر المحامي والناشط الحقوقي اخترته بقلبي ومقصود منه أن ثورة 25 يناير كانت ولا تزال ملك كل المصريين وكلهم ساهموا فيها وسيحافظون علي مكتسباتها ولم يفرض أحد علي المشاركين فيها أن يكون قبطيا أو مسلما فأنا مثلا لم اختر زميلي في حرب اكتوبر ولم أفتش عن ديانته وكذلك في الثورة كلنا مصر وكلنا يجب أن نتعامل بهذا المنطق، هل أنت مصري أم لا وليس قبطيا أو مسلما فلا فرق بين الاثنين فنحن نعمل علي ترسيخ هذا المبدأ في العمل، وكمال زاخر في المسلسل رفض دعوة زوجته وأبنائه للهجرة بعد الثورة ويقرر البقاء في مصر لآخر نفس رافضا تركها في هذه الظروف فهل عمل بهذه القيمة وهذا المضمون يمكن أن يؤجل أو يلغي في العرض في أوقات غير مميزة. هذا العمل الذي كتبه المؤلف مجدي صابر بقلب وإحساس وطني مصري ولم يفتش عن الديانة بل عن مضمون الوطنية والمصرية وأسرد تفاصيل مهمة عن بعض النماذج المشرفة التي شاركت في الثورة وعاشت أياما طويلة في الميدان تنتظر الحرية والعش والعدالة. * ما ايجابيات دراما رمضان في رأيك هذا العام؟ - مازلت أري في الكم المعروض أنه شيء صحي جمع النجوم الكبار والشباب وفتح الباب لمنافسة قوية تؤكد تفوقنا في هذه الصناعة وإن كنت أري في حشرها في هذا الشهر خسارة كبيرة للمجهود المبذول فيها وعلينا أن نبحث عن موسم آخر ليمهل عقل المشاهد فسحة للمتابعة لأن هناك أعمالا قد تظلم بسبب الزحمة وأعمال ممكن تفلت من المطحنة وتجد طريقها للنجاح رغم كل ذلك. * وما السلبيات التي تراها أيضا! - بصراحة كنت أتمني أن أجد مصر في موضوعات دراما رمضان مصر الصورة الجميلة من شواطئ وآثار وليس الصورة السلبية القاتمة والألفاظ المشينة والصعبة والمشاهد المتردية التي تسربت من الشارع عبر الدراما. صحيح هي الواقع المرير الذي يعيشه الآن للأسف لكن لابد من وجود عناصر إيجابية مشجعة تعطي الأمل والتفاؤل والقدوة وتحفز علي مقاومة التشاؤم والإحباط حتي لو بصورة جميلة، ويضيف: صناع هذه الدراما لم يتأثروا بما يعرض في الدراما التركية من جمال وشوارع وسياحة وسط مشاهد القتل والسب والألفاظ المشينة، والحقيقة المسئولية الأولي تقع علي كتاب الدراما ومخرجيها الذين يستسهلون بمشاهد الغرف المغلقة والضيقة ويتناسون قيمة مصر وعظمتها وشوارعها حتي لو كانوا مجبرين بسبب الظروف الأمنية وروتين وعقبات التصوير في هذه الأماكن. * وكيف تري الوضع في مصر حاليا؟ - بصراحة مازال المشوار طويلا والسكة ليست واضحة ومحتاجين وضوح أكثر في الرؤية والتعامل وليس العمل من وراء الأبواب المغلقة وأن يعبر كل مسئول عن رأيه وليس رأي من ورائه حتي يمكن أن نلمس بأيدينا الأمان والاستقرار. * وماذا عن «أروح منسية»؟ - بصراحة هو موضوع مهم لكن لم نتمكن من إنجازه بسبب ضيق الوقت وأقدم فيه شخصية مصري مغترب عن مصر طوال 30 عاما في فرنسا يعود لمصر ويكتشف متغيرات كثيرة في العادات والتقاليد والسلوك ولا يرتبط في ذاكرته سوي مكان حبيبته التي تركها طوال هذه المدة ويكتشف رحيلها وأن لها بنتا وحيدة تدير البنسيون الذي كانت تملكه ويكتشف أن هذه البنت لم تر الشارع طوال 20 عاما، ويحاول أن يخرجها ويتأقلم معها علي الحياة الجديدة في مصر ويكتشف بعد هذه السنوات أن روحه وروحها كانت منسية وهذا هو الهدف من الموضوع «أرواح منسية» بفعل الزمن والظروف ويشاركني البطولة صابرين وإخراج السوري سمير يوسف وتأليف مؤلف سوري أيضا. * هل تري أن الفضائيات خدمت الدراما هذا العام؟ - خلقت حالة من المنافسة لصالح الدراما والجمهور ولنفسها لكن كان عليها أن تعمل لصالح البلد وتكشف عن جوانب مازالت ايجابية وحلوة بداخله كما ذكرت علي السلبيات وعلينا أن نتعلم من الأتراك في خلق مساحة حلوة من الصورة والقيمة والمضمون لأننا مازلنا الأكثر انتشار والأقوي في مفردات الصناعة. * هل انت نادم علي العمل مع القطاع العام؟ - إطلاقا لأنني وجدت ترحيبا وتشجيعا من صوت القاهرة وقدمت الشركة رغم الظروف المادية الصعبة أكثر من 10 مسلسلات لكن التليفزيون المصري تعامل معها علي أنها درجة ثانية ونحن وقفنا بجوار سعد عباس وشركته التي تمثل عصب الإنتاج الرسمي وهو دعمنا وشجعنا لكن العرض ليس بيده كما نعلم وهو دافع عن إنتاجه بشكل كبير ونرجو أن يتم دعمه أكثر.