الحالة الإبداعية لدي فنانة بحجم موهبة وتميز صابرين مازالت قائمة ومتوهجة، فهي ذات طابع خاص تشعر كأنك تشاهد واحدة من أسرتك وعائلتك ولا تشعر بأنها تمثل بل ترصد هموم وصرخة مجتمع متفجر بالأزمات والمشاكل وهي تعمل بنكهة ومذاق الفن الجميل.. وتعيش النجمة صابرين حالة من الغضب والاستغراب من المعاملة غير المنصفة لمسلسلها «ورد وشوك» وطريقة عرضه علي قناة «المحروسة» في وقت تعتبره محروقا وكانت تتمني السباق مع المسلسلات الموجودة في دراما رمضان بمسلسل «أرواح منسية» لكن ضيق الوقت حرم العمل من المنافسة وأصبحت تشاهد سباق رمضان من موقع المشاهد لكن بفكر ورؤية الفنان الواعي وكان معها هذا الحوار.. * هل مازالت حالة الغضب تسيطر عليك بسبب طريقة عرض «ورد وشوك»؟ - بالتأكيد غضب فقط بل استغراب من تعمد إهدار وقت وجهد وأموال القطاع العام التي أنفقت علي ما تم إنتاجه من دراما هذا العام وبرغم تضحيتنا بالعمل في ظروف صعبة وبنصف الأجر من أجل دعم هذا القطاع ورغم المساندة المعنوية والمادية التي بذلها سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة لكن كل ذلك ذهب مع الريح بسبب تعنت القطاع الاقتصادي لحرق أعمال وإنتاج قطاعاته خاصة صوت القاهرة وطبعا بعد العيد مفيش كعك ولا يسعني إلا أن أقول لهم شكرا علي وعيكم الغائب وعدم التقدير لحجم واسم النجوم الذين تحدوا الظروف وتعاونوا معكم وكان من الممكن أن ننصف شاشة التليفزيون الرسمي في وجودي ووجود نجوم مثل عزت العلايلي وميرفت أمين وفردوس عبدالحميد وكمال أبورية ونيرمين الفقي وهي وجوه غير محروقة ومكررة مثل التي نراها في الفضائيات. * لكن البعض ينتظر الإعادة لإنصاف أعمالكم؟ - ربما يكون ذلك صحيحا وهو ما جعل الأكرم لنا ولفريق العمل عدم عرض المسلسل لكن كنت أتمني أن تقابل مساندتنا للإنتاج الرسمي الدعم من المسئولين في ماسبيرو ورغم عدم رضائي عن بعض المشاهد في العمل بسبب ضيق الوقت والامكانيات وبسبب الاستعجال لكن كنت أراهن علي القيمة الفنية في العمل والقيمة التمثيلية فهو نص اجتماعي متميز يرصد صرخة في المجتمع ويطالب الإنسان بالعطاء بقدر ما كتب له من عيش في الحياة وهو دور لسيدة مات زوجها ولديها ثلاث بنات وتتعرف علي رجل أعمال لديه بنتان أيضا ويطلبها للزواج من أجل مساعدته في تربية بناته وتوافق بعد إصابتها بالسرطان من أجل أن تجد من يرعي بناتها معها لكن يموت من تتزوجه ويترك لها حملا ثقيلا فتضطر للتحمل والعطاء من أجل تربية بناتها وابنتيه وهذا المعني الدرامي القيم الذي كتبته ماجدة خيرالله به دراما اجتماعية تعيشها في الواقع. * وإلي أي مدي وصلت تداعيات حالة الغضب عندك؟ - وصلت لحد انني لن أجامل أحدا علي حساب نفسي وأعمل معهم ان كان هناك نصيب بمنطق القطاع الخاص لأنني تنازلت عن الكثير من الأعمال من أجل «ورد وشوك» وقلت أعوض نقص المشاهدة بعملي «أرواح منسية» في القطاع الخاص لكن للأسف لكن مستغربة من جزائنا من الوقوف مع تليفزيون الدولة ومستغربة من معاملته لكبار مخرجي الدراما مثل محمد فاضل وإسماعيل عبدالحافظ وأحمد صقر وتيسير عبود. * وكيف ترين المردود الدرامي لهذه المسلسلات الضخمة في رمضان؟ - الوهلة الأولي تؤكد أن النتيجة ستكون «زيرو» طالما الرهان تحول من أجل الفوز بالإعلانات وبأكبر قدر من المال وللأسف تسربت من خلال مشاهد وألفاظ لا ترضي أحدا رغم انني لست ضد أرقام أجور النجوم فهذا من حقهم لكن كان لابد من التعامل مع الدراما كرسالة وليست سبوبة، وأضافت: أنا عمري ما جريت وراء العمل كسبوبة بل أقدمه كرسالة والحمد لله رب ضارة نافعة فيكفي أنني كنت أفضل ممثلة العام الماضي وما قبله من خلال مسلسلات «شيخ العرب همام - وادي الملوك - لحظة ميلاد» وغيرها وكنت أتمني منافسة القطاع العام مع الخاص لكن والله أنا مش فاهمة حاجة ومتلخبطة بسبب تعامل القطاع الاقتصادي مع مسلسلاته. * وهل ترين أن نجوم السينما أثروا الدراما هذا العام؟ - ربما يكون عودة هؤلاء النجوم هو إحدي ايجابيات الدراما هذا العام رغم السلبيات الموجودة في الشكل و المضمون والألفاظ والمشاهد وهو يمثل عودة للريادة الدرامية المصرية وصحوة كبيرة لها رغم أن هذه الأعمال لها ايجابيات وعليها سلبيات لكن سعيدة بعودة الكبار والشباب للدراما وجميعهم يعملون معا وتعاقب الأجيال يخلق مساحة من المنافسة وهو جانب يحترم في الدراما المصرية هذا العام. * وما الأعمال التي تعتبرينها الحصان الأسود هذا العام؟ - من الصعب الحكم عليها الآن، لكن بالتأكيد هناك أعمال تستحق المشاهدة للكبار مثل عادل فهو وحشنا ويحيي الفخراني نجم له وزن وأعمال للنجم محمود عبدالعزيز والتمثيل المشرف لباقي الأعمال التي شدتني مثل «ابن موت -طرف تالت - رقم مجهول - سر علني» وأداء طارق لطفي في مسلسل «مع سبق الإصرار» وأعتبر أن كل الأعمال تستحق المشاهدة في العرض الثاني وهذا يتطلب التوافق لعمل «موسم آخر بعيدا عن الحشو الدرامي وأعتبر وجود هذا الزخم من الأعمال انه رحمنا من برامج التوك شو ومن الوجوه المكررة فيها لدرجة الملل التي تمثل علينا «تمثيل الأقرع» كما يقال. * وهل تعتبرين هذا الكم من المسلسلات متعمدا لإلهاء الناس عما يحدث في الشارع المصري؟ - ليس صحيحا لأن شهر رمضان دائما به هذه الكثافة من المسلسلات ولكن هذا لا يلهي الناس عن حالة الزخم السياسي والفراغ الأمني الموجود وإن كنت أتمني أن تشهد جميع القطاعات في مصر مثل ما يحدث من زخم في الدراما في الاقتصاد والسياحة والصناعة والأمن وسنظل فخورين ببلدنا وفرحين بها وسأظل حتي الموت مهمومة بمصر وأوجاعها وهمومها. * وما موقف مسلسل «أرواح منسية»؟ - هذا العمل الذي كتب بدقة وحرفية كان رهاني في السباق الدرامي لكن تم تأجيل عرضه لظروف قهرية وعدم تمكننا من إنجازه قبل رمضان وهو عمل رائع لمخرج ومؤلف رائع، لنجم رائع بقدرات عزت العلايلي الذي يقوم بدور مصري عائد من فرنسا بعد 30 سنة ويذهب للمكان الذي كانت فيه حبيبته فيجدها رحلت ويقابل ابنتها وهو دوري ولم أخرج من البنسيون الذي ورثته عن والدي لمدة 20 سنة حتي يأتي شاب ويعيد لي روحي المنسية ويقع أمامنا بنسيون تعمل فيه فتيات ليل يبحثن عن أرواحهن المنسية أيضا.