أيام ويبدأ مارثون دراما رمضان، وهذا الموسم يستحق بالفعل لقب «مولد دراما رمضان» يعد الأكبرالأضخم إنتاجياً وتسويقياً وتنافسياً عن كل المواسم ولم يشهد له مثيل أكثر من 65 مسلسلاً دراما واكشن وجاسوسي وبوليس وكوميدي وديني واجتماعي تتنافس علي كعكة الجمهور، ومن قبله بالطبع الإعلانات الجميع دخل المولد وموسم جني الثمار بعد عام ونصف العام من حرب الشوارع والصراع علي السلطة ولعبة الكراسي الموسيقية بين التيارات السياسية. والسؤال الذي يفرض نفسه عليرجل الشارع البسيط الذي يجد قوت يومه بقوة الدفع وستر الله لماذا كل هذا الكم من المسلسلات، هل هناك من يريد إغراق الشارع المصري بهذه الأعمال هل هو مقصود لإخراج الناس من حالة «الزهق والقرف» من حال البلد الذي لا يأمل أحد للأسف حتي الآن في إصلاحه ولعب صناع الدراما علي الحالة النفسية وحالة الفقر والجوع والركود الاقتصادي أم هناك شبهة غسيل أموال في هذه الصناعة أم الرغبة الجامحة للنجوم والنجمات في تحصيل أكبر مكسب تحسباً لتغير الاتجاه بعد يقينهم بصعود التيار الإسلامي الذي سينتظر لهذه الصناعة مستقبلاً، بنظرة بالتأكيد ستكون مختلفة، وهل فعلاً هناك رجال أعمال وراء هذه التجارة الرائدة والتي أصبحت أكبر سوق للبزنس بسبب كثرة الفضائيات وهل هذه الأموال داخلية فقط أم هناك أموال خارجية تم ضخها، أسئلة كثيرة ترهق ذهن المشاهد من الآن لان ما يتم عرضه وتسويقه من أعمال بهذه الضخامة الإنتاجية والأجور الضخمة للنجوم والنجمات. تكرار الممثلين وللافت للنظر بشدة تكرار بعض الممثلين في عملين وثلاثة وحتي الأربعة يؤدي لاقتناع المشاهد بحالة تخوف هؤلاء الممثلين من هروب الفرصة خاصة من قبلوا بهذه الأعمال بأجور مخفضة من أجل المكسب «أي مكسب» والتواجد وسط الجمهور وبالنظر في «مولد سيدي رمضان» الدرامي ظواهر كثيرة لعل أولها هو هرولة نجوم السينما من الشباب تحديداً في الاتجاه للدراما بأجور تبدأ من 5 ملايين حتي 8 ملايين مثل محمد سعد وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وخالد النبوي وشريف منير وزينة وعمرو سعد وقبلهم عادل إمام الذي تقاضي في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» أكثر من 25 مليون محققاً أعلي أجر، يأتي بعده محمود عبدالعزيز الذي فضل العودة درامياً عن السينما بأجر يصل ل 12 مليون جنيه يليه نور الشريف ويحيي الفخراني بأجور ما بين 7 و8 ملايين جنيه .. يليهم نجوم السينما الشباب ونجوم الشباب. هيفاء لأول مرة والظاهرة الأخري هي تواجد الممثلة المغنية هيفاء وهبي لأول مرة درامياً بمسلسل «المولد» مع فيفي عبدة بأجر يصل ل 10 ملايين جنيه كما يقال وعودة نبيلة عبيد بعد فترة من الغياب والمفاجأة أن أجرها لا يزيد علي 2.5 مليون جنيه وكذلك النجمة ميرفت أمين بأجر لا يزيد علي 2 مليون جنيه. النجوم مخرجو السينما وبعيداً عن الأجور نجد أن «مولد سيدي رمضان» هذا العام، استقطب عدداً من مخرجي السينما أيضا مثل أحمد مدحت مع نور الشريف في «عرفة البحر» وخالد مرعي مع «يسرا» في «شربات لوز» وعادل أديب مع محمود عبدالعزيز في «باب الخلق» ومحمد مصطفي مع خالد صالح في «9 جامعة الدول» وعمر الشيخ في «كاريوكا»، وكمال منصور مع خالد الصاوي في مسلسل «علي كف عفريت» وعودة أحمد البدري مع «كيد النسا» وكذلك كامل أبوذكري مع «ذات» .. وعثمان أبولبن مع «فرتيجو» مع هند صبري ومحمد علي في الهروب مع كريم عبدالعزيز وسامح عبدالعزيز في المولد مع هيفاء وفيفي وظاهرة أخري موجودة بكثرة هذا الموسم شهدت التواجد درامياً لأول مرة مثل أنغام في «غمضة عين» وهيفاء في المولد وهم من المطربات وشيرين رضا من الممثلات لأول مرة في الدراما أيضاً. ممثلون في أربعة أعمال ومن أكثر النجوم المكررين درامياً- لطفي لبيب في أكثر من أربعة مسلسلات وأحمد بدير 4 مسلسلات وسوسن بدر أربعة مسلسلات وعزت أبوعوف أربعة مسلسلات وحسن حسني ثلاثة مسلسلات وأحمد راتب 4 مسلسلات وعزت العلايلي عملين ومحمود قابيل عملين ومحمود الجندي خمسة مسلسلات، ويوسف شعبان عملين وفادية عبدالغني 4 مسلسلات وفاروق الفيشاوي عملين، وعايدة رياض خمسة مسلسلات وتامر هجرسي ثلاثة أعمال وغادة عادل عملين وأحمد رزق عملين ومصطفي فهمي مسلسلين وعبير صبري ثلاثة مسلسلات وميس حمدان ثلاثة مسلسلات وأتين عامر عملين وكندة علوش عملين وفيفي عبدة مسلسلين وفتحي عبدالوهاب عملين ورانيا فريد شوقي ثلاثة أعمال وعلا غانم أربعة أعمال وشيري عادل ثلاثة أعمال ولقاء الخميسي عملين وأكثر أعمال تكرر فيها الممثلين والممثلات هي شركة صوت القاهرة ودينا فؤاد ثلاثة أعمال. كتاب السيناريو ولكتاب السيناريو أيضا هناك من ينافس منهم لأول مرة مثل السيناريست أحمد عطا بمدرسة الأحلام مع ميرفت أمين وياسين الصوفي «أشجار النار» وسيد الغضبان في «حارة 5 نجوم» وجوزيف فكري في «حفيد عز» ويحيي فكري في ««علي كف عفريت» ومحمد الصفتي في «عرفة البحر»، وهناك أكثر من كاتب له عملان منهم بلال فضل في «الهروب» و«الأخت تريز» وأحمد عبدالفتاح في «الصفقة» و«الزوجة الرابعة» ومحمد سليمان «باب الخلق» وفداء الشندويلي في «في غمضة عين» و«9 جامعة الدولة» ومجدي صابر في «ابن موت» و«يأتي النهار» و«سلسال الدم» وأسامة نور الدين في «البلطجي» وجميلة مصطفي محرم في مسلسلي «المولد» و«ميراث الريح» الذي يشهد عودة للنجم محمود حميدة بعد 20 سنة انقطاعاً عن الدراما بعد مسلسل «الوسية». أموال مجهولة تدير الصناعة وأغرب ما في هذا الموسم هو كم الأموال التي تم ضخها من خلف الستار من الداخل والخارج ودخول وكالات الإعلانات والفضائيات شريكاً في الإنتاج واستحواذ بعضها علي مسلسلات بعينها بنظام الحصري مثل مسلسل «مع سبق الإصرار» لغادة عبدالرازق علي قناة cbc وأيضاً زيادة حجم الشراء لهذه القنوات وفي مقدمتها قنوات الحياة بأكثر من 11 مسلسلاً ثم cbc والنهار ودريم والمحور.. بينما حقق الفنان عادل إمام أكبر حجم بيع في الخارج يليه محمود عبدالعزيز.. ورغم عدد المسلسلات إلا أن المسلسلات ذات الطابع الديني قليلة باستثناء مسلسل «الإمام الغزالي» لمحمد رياض ومسلسل «عمر بن الخطاب» وهو يثير ضجة الآن وربما يتم منعه من العرض في مصر.. ومن أعمال السيرة الذاتية التي قلت جداً هذا العام لا نجد سوي «بيرم التونسي» لفاروق الفيشاوي وأم الصابرين ونابليون بونابرت وكاريوكا. ومن الأعمال ذات الطابع السياسي التي تتطرق لحالات الظلم والقهر ما قبل الثورة «باب الخلق» و«عرفة البحر» و«علي كف عفريت» و«يأتي النهار» و«سيدنا السيد» و«قضية معالي الوزيرة» و«ابن موت» و«خطوط حمراء» و«البلطجي» و«البحر العطشانة» و«خرم إبرة» .. بينما هناك أعمال تحتك مباشرة بإسرائيل مثل «فرقة ناجي عطا الله» و«الصفعة». تغير الجلد الفتي ويشهد هذا الموسم تغير اتجاه لبعض النجوم والنجمات إلي الكوميديا مثل الفنان خالد صالح في «9 جامعة الدول» ويسرا في «شربات لوز» بجانب كوميديا عال إمام في «ناجي عطا الله» ومحمود عبدالعزيز في «باب الخلق» وأيضاً «الخواجة عبدالقادر» ليحيي الفخراني ومسلسل «مدرسة الأحلام» لميرفت أمين و«كيد النسا» و«ابن النظام» و«الزوجة الرابعة» و«فرتيجو». أكشن ومطاردات وأعمال عديدة تشهد عنفاً وأكشن ومطاردات منها أعمال الكبار نور الشريف، محمود عبدالعزيز وفرقة «ناجي عطا الله» عادل إمام مع مسلسلات الشباب «أحمد السقا - كريم عبدالعزيز - أحمد رزق» في «الإخوة الإعداء» و«ابن موت» خالد النبوي و«علي كف عفريت» خالد الصاوي، و«طرف ثالث» لمحمود عبدالمغني وعمرو كرارة «البلطجي» لآسر ياسين و«خرم إبرة» لعمرو سعد و«الصفعة» لشريف منير وهيثم أحمد ذكي. والظاهرة اللافتة في رمضان هذا العام هو زيادة مسلسلات السيت كوم ونجد منها أعمالاً استقطبت نجوم مسلسل «لسه بدري» لسمير غانم ودلال عبدالعزيز «التنين» لأحمد الفيشاوي «الباب في الباب» لأحمد خليل وشريف سلامة و«عروسة يا هو» لإداورد و«عائلة أبوحديد» لنشوي مصطفي «وبنسيون أم بطة» لطفي لبيب وأحمد راتب وعايدة رياض. متاهة المولد والخلاصة أن موسم دراما رمضان تحول لمولد تدخل لتجد نفسك في متاهة قد لا تخرج منها بشيء إلا قليل جداً.. وفي الإعادة إفادة وإما أن يكون هذا الموسم هو جني الأرباح أو تتحقق الظنون وتتحول شائعة شبه غسيل الأموال لحقيقة مؤكدة.. المهم أنه لا توجد دولة في العالم تنتج هذا الكم من المسلسلات إلا مصر وفي مثل هذه الظروف.. ورغم كل ذلك قد تظهر أعمال تخطف الجمهور المصري من هذا المارثون الممل لأعمال تهبط من الخارج بدأت تعلن عن نفسها منها «عمر بن الخطاب» ومملكة النمل.. عن قصة سيدنا سليمان والمهم أننا ربما سنحصل علي اجازة من التركي، التليفزيون المصري يعود للمنافسة هذا العام بشاشة متنوعة ودسمة تعتمد علي إنتاجه لأكثر من 16 مسلسلا بخلاف سعيه لعرض بعض أعمال الكبار بنظام المشاركة في نسبة الإعلانات قبل مسلسلات «شربات لوز» ليسرا و«سيدنا السيد» لجمال سليمان و«في غمضة عين» لأنغام وداليا البحيري و«سر علني» لغادة عادل، بخلاف نجومه من ميرفت أمين وصابرين وخالد زكي وعزت العلايلي ورولا سعد ومحمود قابيل وأبطال مسلسلاته «ابن ليل» و«النار والطين» ومجدي كامل وياسر جلال ورغم الفترة المالية إلا أن هناك إصراراً علي تذوق «تورتة الإعلانات» التي بالتأكيد لن تسدد سوي 40٪ من فاتورة التكاليف سواء في القطاع العام أو الخاص والباقي في العرض الثاني.