لم يشهد سوق صناعة الدراما في مصر موسما أكثر إنتاجا وضخامة في التكلفة مثل هذا الموسم الرمضاني، الذي يتنافس فيه نحو 60 مسلسلا وتضم كتيبة نجوم الصف الأول في السينما والدراما وجميع النجوم علي مستوي الوسط الفني . وهذا الموسم لم نره من قبل حتي في ظل توهج وتصاعد سوق الإعلان وارتفاع مؤشرات السوق الاقتصادي ولعل البعض يرجع كثرة هذه المسلسلات وضخامة إنتاجها حيث تقترب ميزانياتها من المليار جنيه وهو رقم غير مسبوق في سوق الدراما - الي وجود شبهة غسيل أموال في الصناعة يقف وراءها من خلف الستار رجال أعمال وصناعة وبزنس من رجال الحقبة الماضية وكذلك قنوات فضائية ومسئولون سابقون في الإعلام علي المستوي الرسمي وكذلك هناك بعض المشاركات الخليجية هذا العام وكذلك زاد من سخونة المنافسة دخول بعض وكالات الإعلان والفضائيات صناعة الدراما فيما ساهم دخول كبار النجوم بمسلسلات درامية هذا العام لجني الثمار. وتحسبا للمستقبل الذي كان ومازال يشوبه الكثير من الغموض جعل جميع النجوم والنجمات - سينما ودراما - يدخلون السباق في دراما رمضان القادم تخوفا من صعود التيار الإسلامي للحكم وتحسبا لتغير اتجاهات الفن الذي قد يعرضهم للبطالة الإدارية. ورغم الأزمة الطاحنة في الاقتصاد المصري وتراجع معدلات التسويق الخارجي خاصة الخليجي في شراء الدراما إلا أن كثرة القنوات الفضائية المصرية التي خرجت من رحم الثورة كانت دافعا قويا لجرأة المنتجين للدخول بأكثر من عمل وبميرانيات ضخمة وأيضا لأن تجربة العام الماضي التي أعقب الثورة كانت مشجعة في البيع والتسويق. لكن الأمر الذي ساهم في ارتفاع تكلفة موسم رمضان الدرامي هو زيادة عدد العاملين به من فنيين وكاسيت تصوير وإنتاج وتمثيل مدفوعين بهاجس الخوف من المستقبل ويمكن تصنيف الأعمال الدرامية لمستوي ممتاز وهو يضم نجوم السوبر ستار مثل مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» الذي وصلت تكلفته نحو 90 مليون جنيه وشارك التليفزيون المصري وقنوات الحياة والمنتج صفوت غطاس وهو الوحيد الذي قفز بميزانية لهذا الرقم لتكلفة التصوير الخارجي في أكثر من دولة منها: دبي وإحدي دول أوروبا وتضم قائمة نجوم السوبر ستار مسلسلات تتراوح ميزانياتها لأكثر من 50 مليون جنيه مثل مسلسلات: «المولد» لهيفاء وهبي وفيفي عبده و«الخواجة عبدالقادر» ليحيي الفخراني و«عرفة البحر» لنور الشريف و«باب الخلق» للنجم محمود عبدالعزيز، وكذلك مسلسل «نابليون» لليلي علوي ومسلسل «الأبعدية» لمحمد سعد ومسلسل «شربات لوز» ليسرا ويأتي بعدها في التكلفة بميزانيات تخطت حاجز ال30 مليون مثل «الصفعة» لشريف منير ومسلسل «خطوط حمراء» للنجم أحمد السقا و«شارع جامعة الدول» لخالد صالح و«علي كف عفريت» لخالد الصاوي ومسلسلات تخطت ميزانياتها حاجز ال25 مليون جنيه منها مسلسل «كيد النسا» لفيفي عبده ونبيلة عبيد ومسلسل «مع سبق الإصرار» لغادة عبدالرازق و«سر علني» لغادة عادل و«قضية معالي الوزيرة» لإلهام شاهين و«سيدنا السيد» لجمال سليمان و«الإخوة الأعداء» لصلاح السعدني و«كاريوكا» لوفاء عامر و«الصقر شاهين» لتيم الحسن و«ابن موت» لخالد النبوي ومسلسل «الدم» لعبلة كامل و«الزوجة الرابعة» لمصطفي شعبان و«الأخت تريزا» لحنان ترك و«البلطجي» لآسر ياسين و«في غمضة عين» لأنغام و«البحر والعطشانة» لرولا سعد و«خرم ابرة» لعمرو سعد و«فرح العمدة» لغادة عادل و«حافة الغضب» لحسين فهمي. وهناك مسلسلات الإنتاج الرسمي التي تضم إنتاج شركة صوت القاهرة وقطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي منها «ابن النظام» للمدينة وتخطي ال20 مليون جنيه بينما «ابن موت» تخطي ال25 مليون جنيه بسبب تكلفة التصوير الخارجي بينما مسلسلات صوت القاهرة وتضم نحو 10 أعمال تكلفتها تتخطي ال200 مليون جنيه منها: «البحر والعطشانة»، «النار والطين» لياسر جلال إخراج أحمد فهمي عبدالظاهر و«ابن ليل» لمجدي كامل ويوسف شعبان للمخرج إسماعيل عبدالحافظ وتكلفته 20 مليون جنيه وكذلك «ويأتي النهار» للمخرج محمد فاضل بطولة عزت العلايلي وفردوس عبدالحميد وتأليف مجدي صابر و«الخفافيش» لبوسي و«حارة 5 نجوم» لخالد زكي وإخراج أحمد صقر وكذلك هناك مسلسلات للقطاع الخاص تكلفتها تخطت ال20 مليون جنيه منها «ذات» لنيللي كريم، «كيكا علي العالي» لنادر جلال ولميس حمدان، «فيرتيجو« لهند صبري، «العهد» بطولة غادة عادل، «طرف ثالث» لمحمود عبدالمغني، «جميلة» لزينة وعمرو واكد. بينما قطاع الإنتاج لديه «الإمام الغزالي» لمحمد رياض و«بنات في بنات» لرانيا فريد شوقي و«طيري يا طيارة» لبوسي ومصطفي فهمي ومسلسل «أشجار النار» لفتحي عبدالوهاب وداليا مصطفي ومسلسل «الرجل الغايب» بخلاف عدد كبير من مسلسلات «السيت كوم» منها «بنسيون - أم بطة» لصوت القاهرة و«عائلة أبوحديد» إنتاج خاص و«لسة بدري» لسمير غانم ودلال عبدالعزيز وأكثر من 6 مسلسلات سيت كوم أخري تكلفتها بين 6 و8 ملايين جنيه. وحول أسباب هذا الارتفاع الكبير في تكلفة هذه المسلسلات هذا العام يقول المنتج محمد فوزي الذي أنتج وشارك في إنتاج نحو 4 مسلسلات للأسف توقعنا أن يحدث تخفيض في أجور النجوم وتكلفة الإنتاج لكن هذا لم يحدث بل زاد الطين بلة وتضاعفت التكلفة بسبب ما يسمي «الدلع الإنتاجي» ووصل لحد غير طبيعي فنجد النجم والمخرج ومدير التصوير أكثر من 3 و4 يخدمونه تحت مسمي مساعدين بخلاف أن الماكيير والكوافير واللبيس ومسئول الإكسسوار والملابس والإضاءة كل واحد له أكثر من مساعد تحت مسمي «أكل العيش» وطبعا كل هذه العناصر بفلوس علي الأكثر به ما يزيد علي 100 شخص حتي النجوم وأنصاف النجوم و«العيال» كل واحد معه مساعد واثنان وثلاثة، وكل هذا يؤخر ويربك العمل. وأضاف: المسألة كلها بحاجة ل«سيستم» ونظام ويحتاج لوقت كبير لضبطه والخروج عليه. وعن أجر النجوم أضاف: بصراحة النجم اللي يستحق يأخذ لأنه كما يأخذ فلوس بيجيب فلوس وتكلفته في العملية الإنتاجية تنحصر ما بين 20 و30٪ حسب أجر ونوعية العمل، مكلف أم غير مكلف وهناك تصنيف لمستوي أعمال النجوم فمثلا عادل إمام مكلف جدا به سفر وأكشن وإبهار ووصل حجم ميزانيته ل90 مليونا بينما أعمال مثل كريم عبدالعزيز والسقا وشريف منير وهيفاء وهبي تنحصر بين ال40 وال50 مليونا لأن به أكشن ومطاردات وسفر للخارج، فالعمل مكلف وهذه الأعمال كما هي مكلفة فهي تحقق عائدا جيدا للمنتج والموزع وهناك أعمال تنحصر بين ال40 مليونا حتي 25 مليونا بينما الفئة الأقل تنحصر بين 13 مليونا حتي 20 مليونا ويبقي الفيصل هو عائد البيع فهناك مسلسلات تباع ب100 ألف دولار للحلقة وأخري تباع ب5 آلاف جنيه للحلقة. بينما يقول المنتج أسامة رشاد المنتج المشارك مع صوت القاهرة لمسلسل «مدرسة الأحلام» للنجمة ميرفت أمين إن ارتفاع التكلفة يعود لنوعية العمل والنجم الذي يعتلي البطولة وكل واحد منا يريد أن يظهر عمله بأفضل صورة حتي يتمكن من المنافسة وسط هذا العدد الضخم من المسلسلات ومثلا في مسلسلي معنا نجمة مثل ميرفت أمين تتنافس مع نجوم الصف الأول ونوعية العمل كوميدي ويدور حول إشكالية التعليم الخاص في مصر والمدارس الخاصة فهي بحاجة لديكور ومناظر مبهرة وأضاف رغم أن العمل مصنف مستوي أول بمضمونه ونجومه إلا أن الصعوبات المالية في القطاع العام لم تمنعنا من توفير كل عناصر النجاح.