تجرعت سيناء علي مدي تاريخها العريق الطويل كئوس الإهمال والنسيان اللهم إلا إطلاق الشعارات الزائفة الكاذبة عن الاهتمام بها وتعميرها وتنميتها بما يتناسب مع أهميتها كركيزة من ركائز الأمن القومي المصري بل الأمن القومي العربي. حتي المشروع القومي لتنمية سيناء الذي وضعته حكومة سابقة توقف في ظروف غامضة وغير مفهومة، ولم يفصح أحد حتي الآن عن السبب الحقيقي لهذا التوقف المشبوه، هل هو سبب خارجي أم هو سبب داخلي. سيناء بتاريخها ومواقفها المشرفة أثناء تعرضها لسلسلة الاعتداءات المتكررة من العدو الصهيوني فما لانت لها قناة، ولا انكسرت لا شوكة، وأيام الحكم الإنجليزي والمحافظ الإنجليزي ظلت صامدة شامخة بإخلاص رجالها ووطنيتهم ذات المعدن النفيس النقي، فلا أحد في سيناء ينسي أن آخر المحافظين الانجليز اللواء همرسلي باشا الذي كان ضابطا بالجيش المصري اقتلعه من منصبه المرحوم الأستاذ عبدالرحمن القصاص المحامي ورئيس لجنة الشباب الوفديين في عام 1946 عندما شن عليه هجوماً بجريدة صوت الأمة ونشر الوثائق التي يطالب فيها المحافظ الإنجليزي بتطبيق الأحكام العسكرية علي سيناء وكذبت وزارة الدفاع الخبز فنشر الأستاذ القصاص الوثائق الدامغة بالجريدة وقدم فؤاد باشا سراج الدين زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ استجواباً الوزير الدفاع أسفر عن استقالة وزير الدفاع وإقالة المحافظ همرسلي قبل نظر الاستجواب وتولي الأميرلاي علي فهمي والد المشير محمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي في حرب أكتوبر مركز المحافظ ولأول مرة يتولاها مصري، كما كتب المستشار نور الدين صالح كريم مقالات نارية هاجم فيها المحافظ الإنجليزي. ومؤتمر الحسنة عام 1968 الذي أعد له موشي ديان ودعا صحافة العالم لتستمع إلي مشايخ سيناء وهم يعلنون رغبتهم في تدويل سيناء، فوقف الشيخ سالم الهرش يعلن ان سيناء مصرية ولا أحد يقبل تدويلها وخير لأهلها أن يكونوا في بطن الأرض خير لهم من الموافقة علي هذا الطلب. والآن ونحن في عهد الثورة نري مع الأسف أنه لم يذكر أحد سيناء حتي الآن اللهم إلا المرسوم بقانون الخاص بالتنمية المتكاملة في سيناء الذي هو والعدم سواء ولا قيمة له إذا لم يتحدث عن الملكية والاعتراف بها ولم يتحدث إلا عن حق الانتفاع الذي نرفضه. اهتموا بسيناء قبل ان تضيع منا بسبب إهمالها حيث لم يستوعب مع الأسف أحد درس 1967 حيث سيطرت إسرائيل علي سيناء في ساعات بسبب إهمالها وفراغها من البشر والتعمير. بادروا بالاعتراف بالمكلية وبدء التعمير فلا تعمير بدون الملكية وننتظر ما يقوله رئيس الجمهورية الذي لم يتحدث عن سيناء حتي الآن كما تحدث عن بقاء مجلس الشعب. أمين القصاص المحامي بالنقض عضو الهيئة العليا للوفد