تناولت صحيفة (جارديان) البريطانية اليوم مقالا تحليليا عن موقف إسرائيل تجاه الأزمة السورية ونظرتها بشكل عام لها، وقالت الصحيفة إنه على الرغم من تعاطف إسرائيل مع الرئيس السوري "بشار الأسد" فى بداية الازمة ، إلا أنها مدركة تماما أن أي محاولة للتدخل فى سوريا ستكون محفوفة بالمخاطر. وأشارت الصحيفة إلى تغير سياسة إسرائيل تجاه الأزمة السورية بعد أن وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأصبح سقوط نظام "الأسد" مسألة وقت، فأكدت الصحيفة أن إسرائيل تخلت عن الموقف السلبي الذي حافظت عليه منذ بداية الأزمة في مارس 2011، وبدأ قادة إسرائيل والمؤسسة الأمنية في البحث في التداعيات المحتملة لانهيار النظام والتحديات السياسية الوشيكة. ورأت الصحيفة أنه كان ينظر إلى موقف إسرائيل تجاه الأزمة السورية من جانبين مختلفين، الأول نشر من قبل نظام "الأسد" نفسه، مؤكدا منذ البداية أن هذه ليست ثورة حقيقية، ولكنها مجرد مؤامرة دبرتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل. والجانب الآخر يذهب إلى أن إسرائيل تفضل بقاء نظام "الأسد" تحت نظرية "الشيطان الذي نعرفه"، ومارست نفوذها في واشنطن من أجل إقناع إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بالتدخل لأسباب إنسانية خطيرة في سوريا. ويستند هذا التصور الأخير إلى الحقيقة الواقعة في مرحلة ما قبل عام 2006، ففي عام 2005، عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" عن تطلعاته إلى التدخل بسوريا، حذر رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، "آرييل شارون" من عواقب مثل هذا العمل. وأضافت الصحيفة أن حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 واكتشاف المفاعل النووي الكوري الشمالي في سوريا عام 2007 أدى إلى تغير نظرة إسرائيل تجاه "الأسد" من كونه "أقل الشرور" إلى وصفه ب"الشر" نفسه. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ومع قرب انهيار النظام السوري، تحولت سيناريوهات إسرائيل الافتراضية في التعامل مع التهديدات المستقبلية، فإسرائيل، بطبيعة الحال، قلقة على مستقبل الدولة السورية، لكونها جارة هامة، وفي حال انتشار الفوضى بها أو ظهور نظام إسلامي راديكالي فسيعود ذلك عليها بالسلب. واختتمت الصحيفة قائلة: "هناك تهديدان لإسرائيل، الأول، هو احتمال أن يطلق النظام السوري المنهار صواريخه على إسرائيل وهو أمر ليس مرجحا حدوثه بشكل كبير ولكن يجب أخذه بعين الاعتبار. والتهديد الأرجح هو خطر وقوع مخزونات سوريا من الصواريخ والأسلحة الكيماوية والبيولوجية في أيدي الجهاديين الذين توغلوا في سوريا أو المعارضة أو حتى تسليمها إلى حزب الله في لبنان مما يزيد قلق إسرائيل من أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يتطور بسهولة إلى حرب إقليمية تشمل حزب الله وربما إيران.