طاحونة البابا كيرلس السادس، تاريخ مصر القبطى حينما يتحدث، تذكرك الطاحونة" بالبابا كيرلس " القديس الذى كان يعيش بها، فتستقبلك صورة البابا المعلقة على وجه الطاحونة الامامى فور دخولك، وترى الحوائط القديمة والمعالم الأثرية فى المكان كله فيتسرب اليك عبق الزمان، فالطاحونة تعد من اشهر المزارات القبطية الأثرية التى يزورها الاقباط وغير الاقباط. وهي عبارة عن بناء من الحجر الجيرى دائرى الشكل ارتفاعه ستة امتار بقطر ثلاثة امتار، قائم على تل من تلال جبل المقطم وكان يعرف باسم تل الطواحين، حيث كان به خمسون طاحونة اقيمت ايام الحملة الفرنسية على مصر، تم هدمها عام 1986، ولكن تم الحفاظ على هذه الطاحونة والتى تتكون من طابقين الاول يحتوى على مقتنيات البابا كيرلس مثل ملابسه وصور فترة رهبنته وبعض من مقتنياته كالصلبان ونسخه من الكتاب المقدس ومقصورة زجاجية امتلأت برفات بعض القديسين، اما الطابق العلوى فهو حتى الآن لم يتغير ويمكنك الصعود إليه من خلال سلم خشبى، والذى يضم صورة كبيرة للبابا كيرلس مرتدياً زيه الباباوى ويحمل صليبه، وامامها هيكل كان يقيم به البابا قداسات يوميه. وعلى الرغم من ان رفات البابا كيرلس السادس، البطريرك ال 116 موجودة فى دير الشهيد مارمينا بكنج مريوط حسب وصيته، إلا ان كل من يريد نوال بركة القديس وشفاعته يتوجه إلى "الطاحونه" التى عاش فيها وتحولت إلى مزار قبطى بمنظمة مصر القديمه. وقد مُنح البابا كيرلس لقب "القديس" من قبل المجمع المقدس للكنائس الأرثوذكسية عام 2013 برئاسة البابا الانبا "تواضروس الثانى" وتم الاعتراف بقدسية البابا بعد مرور 43 عاماً على وفاته، وذلك تقديراً لأعماله واسهماته الكبيره فهو يمثل قيمة روحية كبيرة، واشتهر بالصلاة الدائمة والايمان القوى وحبه للآخرين وحبهم له.