قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن السيناريوهات المرعبة التي كان متوقع حدوثها إذا وصل رئيس من جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم في مصر، مثل تطبيق الشريعة الإسلامية، وضرب السياحة، وفرض الحجاب، لم يحدث منها شيء حتى الآن، إلا أن البعض يعتقد أن الجماعة ليست في موقف جيد لاتخاذ خطوات جريئة على مختلف الاصعدة. وأضافت الصحيفة بوصول الرئيس محمد مرسي لسدة الحكم في مصر كأول رئيس إسلامي توقع الجميع أن مصر تسير في اتجاه الدولة الدينية ، لكن حتى الآن لم تتخذ خطوة واحدة في اتجاه تحويل البلاد إلى دولة دينية، و استشهدت الصحيفة بالكاتب المصري أحمد سمير الذي قال: "لمدة 80 عاما.. نشرت مئات والآلاف الكتب والمقالات حول ما يمكن أن يحدث فى حال وصل رئيس من جماعة الاخوان المسلمين للسلطة بمصر.. وقيل أنه سيفرض الحجاب، وستغلق البنوك، وسيتم إعلان الحرب وغيرها، ولكن اليوم اكتشفنا أن ما يحدث عندما يكون رئيس مصر من جماعة الاخوان المسلمين بكل بساطة لا شيء". وأوضحت الصحيفة إن حديث سمير ربما يكون سابق لاوانه، لان الجماعة قد اتخذت في كثير من الأحيان طريقا طويلا، حيث يفضلون التغيير التدريجي ، خاصة أن الجيش يقيد صلاحيات الرئيس مرسي، فظاهريا الرئيس مرسي يتخذ طريقه تهدئة المخاوف من أن الإسلاميين سوف يحدثون تغييرا جذريا في المجتمع المصري، وحقق وعلى الفور وعده بالاستقالة من جماعة الاخوان وحزبها السياسي فور فوزه، واختار رئيس الوزراء هشام قنديل، غير منتمي لاي حزب سياسي أو ديني. وفي دليل على سعيه لتهدئة المخاوف، قالت الصحيفة إنه التقى البابا القبطي الأنبا باخوميوس، كما أثنى على دور الجيش كضامن للديموقراطية في مصر الجديدة، وهي كلمة كان مهدت الطريق لأن يكون المشير محمد حسين طنطاوي وزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة، بشكل ملحوظ، امتنع مرسي عن اتخاذ أي إجراء بشأن القضايا الساخنة سواء السياسة أو الاجتماعية أو الخارجية، أو حتى مناقشتها. وأضافت كما أنه لم يتعرض للسياحة أو بيع واستهلاك الكحول فلازالت قانونية، ولا احد في الدوائر الحاكمة فرض عليه ارتداء الحجاب، أو طالب إعادة النظر في معاهدة السلام مع إسرائيل، خاصة أن هذا أمر غير ممكن في غياب البرلمان الجديد، فمواقف مرسي العامة حتى الآن هي بعيدة كل البعد عن سمعة الجماعة وحتى تاريخها كحزب محافظ والتي تأسست قبل 80 عاما، ولكنها منعت طويلا من الحياة السياسية المصرية. ونقلت الصحيفة عن "شادي حامد" مدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة :"جماعة الاخوان المسلمين ليست في موقف جيد لاتخاذ أي خطوات جريئة على صعيد السياسة الخارجية على الفور .. وهو ما أصاب حركة حماس بخيبة أمل." ورغم الجهود التي يبذلها مرسي فأنه يواجه صعوبة في استرضاء المعارضين العلمانيين وغيرهم، وجماعة الإخوان لا تزال يخشاها الناشطين العلمانيين والعديد من المسيحيين، كثير من العلمانيين المصريين والمسيحيين، كان يرغبون في أن يكون الجيش الضامن ضد فرض الشريعة، وهو ما تعهد قبل أسبوعين فقط زعيم المجلس العسكري الحاكم، بأن الجيش لن يسمح ب"سقوط" مصر إلى "جماعة معينة"، في إشارة مستتره لجماعة الإخوان. وأضاف حامد:" منذ فوز مرسي اعتمد الاخوان لهجة أكثر تصالحية وبذلوا جهدا للوصول إلى غير الإسلاميين.. إلا الطرفين لا يثقان في بعضهما البعض. " وقال هشام قاسم، ناشر ومعلق سياسي :" الناس فقدوا الثقة بسرعة في جماعة الإخوان ، التي تراجعت عن وعدها بعدم ترشيح أحد للرئاسة هذا العام".