كشفت الأيام الماضية عن وجه جديد لحسام البدرى المدير الفنى لفريق كرة القدم الأول بالنادى الأهلى لم يعهده كل من يتعامل عن قرب، سواء اللاعبين أو أفراد الجهاز المعاون له أو الصحفيين أنفسهم وظهر ذلك بقوة خلال ولاية البدرى الثانية للأهلى خلفا للبرتغالى مانويل جوزيه، وهو ما يعنى أن البدرى وصل لقمة النضج التدريبى وهنا لا نقصد فنيات داخل الملعب لكن الأمر يتعلق بفكر يتبعه ألمع الأسماء التدريبية فى مجال كرة القدم العالمية بتهيئة اللاعبين والجهاز المعاون من الناحية النفسية للوصول للإنجازات والبطولات. التطورات التى ظهرت فى معاملة البدرى مع اللاعبين سواء الكبار أو الشباب جعلت هناك حالة جديدة داخل الفريق تشجع على الاجتهاد وبذل الجهد تحدث عنها اللاعبون أنفسهم فى جلساتهم الخاصة، مؤكدين أن تعاملات مديرهم الفنى معهم اختلفت شكلا وموضوعا وهى ظاهرة إيجابية جعلتهم على قناعة بأن الفريق سينعم بمزيد من الاستقرار فى المرحلة المقبلة. واللافت للنظر أيضا أن البدرى رفض التجاوز خلال التعليق على مسألة طلب محمد شوقى للرحيل عن صفوف القلعة الحمراء وتحدث عن شوقى بكلمات تحمل معانى الهدوء والرزانة نافيا ما تردد بشأن وجود خلافات أو مشادات بينهما وحتى لو كانت تصريحاته تحمل الدبلوماسية، الا أن أي مدرب فى مكانه وفوجئ بطلب أحد اللاعبين للرحيل لفتح النار عليه وملأ الدنيا بتصريحات تتضمن انه لاعب غير ملتزم بالتعليمات ولا يعرف معنى الانضباط إلا أن البدرى امتنع عن ذلك فى موقف يحسب له . اللاعبون ليسوا وحدهم من شعروا بالتغييرات التى طرأت على شخصية مدربهم، الصحفيون أيضا وجدوا "بدرى" جديدا والحقيقة أن المدير الفنى للأهلى كان يغضب من بعض الاسئلة والاستفسارات التى كانت توجه له من الزملاء الصحفيين وكان يرفض بعض النقد له ولقراراته وتغييراته خلال المباريات، لكن البدرى الآن أصبح صدره أكثر رحبا لتحمل أي انتقادات، وهو ما يؤكد أن المدير الفنى للاهلى يسعى لفتح صفحة جديدة مع الإعلام بعكس ما فعله مانويل جوزيه قبل رحيله بعد اصطدامه بالصحفيين فى أكثر من مناسبة لتصل العلاقة بينه وبين الصحفيين إلى طريق مسدود فى أيام ولايته الاخيرة مع الأهلى قبل رحيله إلى إيران كأن البدرى أصبح على يقين بأن علاقته الجيدة بالاعلام سيسهم بشكل كبير فى إضفاء مزيد من الاستقرار داخل الفريق، خاصة أن معظم المدربين يتهمون الاعلام بإثارة المشاكل داخل الفرق بنشر أخبار ربما تفتقد للدقة أحيانا. وأيضا بنظرة سريعة إلى التصريحات التى أدلى بها أعضاء مجلس إدارة الأهلى عقب الفوز على الزمالك فى القمة الافريقية سنجد أنها تضمنت مدحا كبيرا فى البدرى وهو الشيء الذى سيتحقق لكن لا يخفى على أحد أنه كان هناك اعتراضات من قبل بعض أعضاء المجلس على عودة البدرى مرة أخرى لقيادة الفريق، واتهم البعض وقتها محمود الخطيب نائب رئيس النادى بالانفراد بالقرار لكن يبدو انهم راجعوا أنفسهم ووجدوا أن البدرى سيكون قادرا على استكمال مشوار الإنجازات فى المرحلة المقبلة على المستوى الافريقى والمحلى.