«حلاوة شمسنا»، «البحر بيضحك ليه»، «الأقصر بلدنا».. لوحات إبداعية تقدمها فرقة رضا الإستعراضية التي بدأت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي تحت قيادة الشقيقان محمود وعلي رضا وقدمت عروضا لاقت القبول والاستحسان. كما أنها تعتبر أول فرقة خاصة للفنون الشعبية، وفى عام 1961 أصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام بإدارتها الأخوان «رضا» والموسيقار على إسماعيل الذى كوّن أول أوركسترا خاصاً بالفنون الشعبية بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة. وتحدثت ماجدة إبراهيم مديرة فرقة رضا الإستعراضية، ل «الوفد» وكشفت لنا أسرار قديمة عن الفرقة، ولماذا لم يتم تقديم فرقة رضا في عروض سينمائية مثل «غرام في الكرنك»، «أجازة نص السنة»، وما الإختلاف الذي مر علي الفرقة خلال تلك الأعوام الماضية. وإلي نص الحوار: « في البداية .. ما التغييرات التي طرأت علي فرقة رضا خلال تلك هذه الأعوام؟ التغيير من ناحية الشغل بصراحه أحنا لسه بنشتغل رقصات محمود رضا، لأن القطاع قام بشراء خمسة وعشرون رقصة من الفنان الكبير محمود رضا وهذه الرقصات يتم استغلالها لمدة خمسة أعوام. بينما الفرق بين عصر محمود رضا وحاليًا هو قلة الأعداد فقديمًا كان يوجد ثلاثون راقص وثلاثون راقصه وبالإضافة إلي وجود مركز صغير لتدريب الأعمار الصغيره حتي يتمكنوا من الوصول إلي الفرقة الأم. أما حاليًا فيوجد لدينا عشرة راقصين وعشرة راقصات ولا يوجد مركز لذلك لايوجد لدينا حاليًا عناصر ويتم العمل وفقًا للعدد الموجود. « لماذا لا تشارك الفرقة فى أفلام سينمائية مثلما كان يحدث فى الماضى؟ هذا يرجع إلى الإنتاج، فالمنتجين يقولون أن نوعية الأفلام الإستعراضية تكون مكلفة وليس تجارية مثل نوعية أفلام السبكي ، فالمنتج الآن لا يمكنه أن يجازف بأن ينتج فيلما كاملا استعراضيا، لأنه يفكر فى العائد المادي، وبالطبع لا ينفع أن تقدم فرقة كبيرة مثل فرقة رضا فيلم ويكون معها نوعية أفلام السبكي. ولكن نتمني بالفعل أن يتم تقديم أفلام عريقة وجميلة مثل «غرام في الكرنك» ، «أجازة نص السنة»، «حرامي الورقة» وغيرها الكثير من الأعمال. « لماذا لم يخرج من فرقة رضا الحالية ممثلين ومطربين مثل هناء الشوربجي والعزبي والكثير غيرهم؟ في الحقيقة الفرقة على استعداد تام بأن تقوم بذلك ويوجد مواهب كثيرة ممتازة ولكن المشكله أيضًا هي من الإنتاج فلم يأتي أحد إلي الفرقة حتي يكتشف المواهب التي يتمتعون بها. « من وجهة نظرك.. هل فرقة رضا تحتاج إلي دعاية لمعرفة الجيل الجديد بها؟ بالفعل فرقة رضا حاليًا ينقصها دعاية حتي تثبت وجود الفرقة، بالإضافة إلي أن الفرقة تعرض علي مسرح البالون لأنه المركز الرئيسي لها والمشكلة أن مسرح البالون تم إغلاقة عامين لتجديده وفي هذه الفترة كانت الفرقة تعمل بموسم إسكندرية علي مسرح محمدعبدالوهاب وعندما يتم طلب الفرقة لإحياء عروض في احد الأماكن نذهب إليها ولكن المكان الرئيسي للفرقة كان يتم تجديده فهذا كان عائق كبير لنا. « هل تُقدم الفرقة حاليًا رقصات جديدة؟ بصراحه شديدة لا، الفرقة تُقدم رقصات الفنان محمود رضا ال 25 المتفق عليها، ولكن أتفقت مع رئيس القطاع بأن يتم عمل رقصات جديدة لأننا نعمل فصلين ومن المقرر أن يكون فصل برقصات الفنان محمود وفصل أخر برقصات جديدة يقدمها تلاميذ محمود لأن سيكون لديهم القدرة علي العمل داخل نطاق وخط الفنان الكبير محمود. وسوف نقوم بعمل إعلان حتي يتوجه تلاميذ محمود رضا إلي التقديم ومن يكون لديه فكرة جديدة نُرحب بها جدًا. « ما المدة التي تستغرقها الفرقة لإستعداد الدفعات الجديدة؟ المدة تكون حسب استيعاب الشخص ولكن يتم تدريبة علي الرقص الشعبي والبالية وكورسات أخري، بالإضافة إلي أنه ليس مدرب واحد من يقوم بتدريب الشخص ولكنه أكثر من مدرب حتي يتمكن المتدرب من إكتساب خبرات كثيرة تؤهلة للوقوف علي خشبة المسرح أمام الجمهور. « هل الثورات والأحداث السياسية أثرت علي فرقة رضا ؟ أثرت بالفعل ولكن في شئون الفرقة فأن الحكومة وقفة التعاقد وأجر نظير عمل بعيد، فهناك العديد من الشباب يأتون للتقديم إلي الفرقة ولكن لا أسمح بدخولهم نظرًا لرفض الحكومة دخول أشخاص جداد والأجور لهم أيضًا. « هل حدث أن أخطأ شخص وخرج عن النص خلال احد العروض؟ حدث بالطبع كثير ولكن هناك شخص محترف عندما يخطأ لا يشعر بالجمهور بحدوث شئ علي خشبة المسرح فهي خبرات، وهناك شخص أخر عندما يكون أول وقوف له علي المسرح يخطأ نتيجة للقلق والتوتر. « ماهي النصيحة التي كان دائمًا يوجهها الفنان محمود رضا للشباب؟ كانت نصيحته للشباب أن يتعاملون خارج مسرح البالون علي أنهم نجوم ويفتخرون كونهم أعضاء الفرقة ولكن عند دخولهم المسرح فتكون فرقة رضا هي النجمة وليس شخص فقط. « لماذا لم يتم عمل تليفزيوني يتحدث عن سيرة فرقة رضا الذاتية؟ أتمنى أن يحدث ذلك فهي فكرة حلوه جدًا ولكن من سيوافق علي إنتاج هذا العمل ولكن أنا أتمني حدوث ذلك بالفعل حتي يتمكن الجمهور من معرفة فرقة رضا بشكل أكبر وأوسع. « فرقة رضا حرص رؤساء كثيرة علي حضور عروضها.. حدثينا عن أبرز المواقف ؟ فرقة رضا كانت هي فرقة الرياسه فكانت دائمًا الفرقة تقدم عروضها في قصر القبه وقصر عابدين، ولكني أتذكر أن نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا الأسبق عندما كنا نقدم عرض في قصر القبة وقبل وقوفنا علي خشبة المسرح كان يوجد غرف للفرقة وتفاجأنا بأن الرئيس الأسبق مانديلا يأتي إلينا حتي يتعرف علي الفرقة رضا ويراها ويلتقط معنا الصور التذكارية فكان مشهد جعلنا نشعر بسعاده كبيرة جدًا. « ماشعورك عندما تجدين أطفال من الجيل الجديد يقومون بغناء "الأقصر بلدنا" وغيرها؟ أشعر بسعادة كبيرة لأن هي دي فرقة رضا، كما أنه من الممكن أن يكون هؤلاء الأطفال يقومون بغناء هذه الأغاني دون علمهم أنها أغاني فرقة رضا ولك يكفي أن هذه الأغاني التي كانت موجودة قديمًا نالت إعجابهم يرددونها سواء في الرحلات المدرسية أو في حفلات إلي وقتنا هذا. كما أنه عندما نغادر خارج مصر في حفلات في أغاني معينه لابد من تقديمها مثل "حلاوة شمسنا"، "رقصة الكرومبة"، "الأقصر بلدنا" وإذا لم نقوم بغناء أحدهم يتم طلبهم منا. « هل حدث قصص حب داخل فرقة رضا وتوجت بالزواج مثل هناء الشوربجي وحسن عفيفي؟ بالفعل هناك قصص حب كثيرة داخل فرقة رضا فتقريبًا نص الفرقة متزوجة من بعضها فأنا أيضًا زوجي من فرقة رضا، فأن وجود شباب وبنات في مكان واحد يحدث مابينهم تفاهم وبصراحه هذا الزواج يكون من مصلحة الفرقة حتي يكون الجميع مهتم بالفرقة ولديهم حرص وخوف علي بعضهم البعض « ما الذي تعلمته ماجدة إبراهيم من الفنان محمود رضا ؟ لا تعلمت أشياء كثيرة مثل الحفاظ علي المواعيد فهو دقيق جدًا في مواعيد ولا يحب أن يتأخر شخص علي ميعاد تم تحديده، وتكلمت أيضُا منه إحترام الكبير وكيف تكون طريقة كلامي وكيف أتناول الطعام تعلمت حاجات كثيرة جدًا منه فهو مدرسة عريقة لمن يعرفه وهذه النصائح الخبرات التي أكتسبتها منه أنقلها حاليًا للجيل الجديد من شباب الفرقة.