تحت عنوان "انقلاب 1952 العسكري فشل في تحقيق الديمقراطية"، انطلقت صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية لتقول إن ثورة 25 يناير التي أطاحت بالنظام السابق وبرئيسه العسكري "حسني مبارك" أتت لتصحح لمسار ثورة يوليو. وأضافت الصحيفة أن ثورة العام الماضي أتت لتجني الثمار التي فشلت ثورة يوليو في تحقيقها حيث أطاحت بالحكم العسكري الذي طال عهده لأكثر من ستين عاما وأوقفت قطار الحكام العسكريين وأبرزت الديمقراطية الحقيقية التي مكنت "الدكتور محمد مرسي"، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين التي دائما ما كانت محظورة، من الوصول إلى سدة الحكم كأول رئيس مدني منتخب للبلاد وتحول مصر إلى الدولة المدنية التي طمح شعبها في الوصول إليها. وسلطت الصحيفة الضوء على خطاب "محمد مرسي" أمس الأحد عشية الذكرى الستين لثورة 23 يوليو في إشارة إلى فشل الحكم العسكري في العقود الماضية. ووجه "مرسى" رسالة واضحة إلى المجلس العسكري ليتنحى جانبا ويعود إلى مهمته الأساسية ويترك السلطة التي اغتصبها من الرئيس متمثلة في السلطات التشريعية التي أضافها لنفسه بعد توصيات بحل مجلس الشعب الشهر الماضي بأمر من المحكمة الدستورية العليا ولا يحول دون تحول مصر إلى الديمقراطية الحقيقية والمدنية الكاملة. وأضاف مرسي في خطابه الأول في هذه الذكرى "أن طموحات انقلاب 1952 أثبتت فشلها في العقود الثلاثة الماضية رافعا أصبع الاتهام إلى عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" مؤكدا على تعثرها في العديد من الأهداف خاصة في تحول مصر إلى بلد ديمقراطي بسبب الفساد والغش." وأشادت الصحيفة بخطاب "الرئيس مرسي" الذي لم يخل هو الآخر من الإشادة بالجيش المصري لدوره الفعال في حماية ثور العام الماضي والوقوف بجانب أبناء الشعب ودعم بناء الجمهورية الجديدة على أساس من الحرية الحقيقية المكفولة لكافة طوائف الشعب، مشيرا إلى فضل المصريين في الإطاحة بالنظام الملكي والتحول إلى الجمهورية بقصد تحقيق المساواة الاجتماعية. ونقلت الصحيفة عن بعض الناشطين السياسيين رفضهم واحتجاجهم على الاحتفال بذكرى بداية الحكم العسكري الذي أكسب الجيش نفوذا واسعا ومصالح اقتصادية عملاقة من شركات تشييد وبناء ومزارع ومرافق ومحطات بنزين فضلا عن السيطرة على المناصب الحكومية العليا. ومن جانبه، قال أحمد ماهر، أحد نشطاء حركة 6 إبريل: "إذا كان هناك من يريد الخروج في هذا اليوم فينبغي أن يخرج ليطالب بإنهاء حكم العسكر وليس الاحتفال بقبضتهم على السلطة في مصر."