نصف قرن من الإبداع والألحان المتطورة مر أمس 24 عاما على رحيل الموسيقار محمد الموجى أحد أبرز الملحنين فى القرن العشرين، كان موسيقارًا غارقًا فى الأصالة والتطوير، استطاع أن يثبت وجوده فى عصر عبدالوهاب والسنباطى مع مطلع خمسينيات القرن الماضى، ألحان الموجى مازالت وسوف تظل عنوانا للأصالة، وتجسيدًا للعصر الذهبى للأغنية المصرية والعربية. الموجى أكثر من لحن للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وأكثر الملحنين اكتشافا للمواهب منهم على سبيل المثال هانى شاكر ونادية مصطفى. يحسب للموجى الجمع بين الأصالة والمعاصرة فى ألحانه التى حملت شجنًا من نوع خاص وهو بدون أى مبالغة مدرسة خاصة فى التلحين. 24 عاما مرت على رحيله ومازالت ألحانه ملء السمع والبصر ومازلنا نعيش على ضفاف اقارئة الفنجانب واحبيبهاب وااسأل روحكب واأكدب عليكب واللصبر حدودب واالليالىب. نقدم اليوم لمسة وفاء للموسيقار الراحل. اسم محمد الموجى سيظل مقترنًا بالإبداع والفن الأصيل، مشوار فنى اقترب من نصف قرن، ألحان رائعة لا تعد ولا تحصى لعشرات المطربين، ولكن يبقى عبدالحليم حافظ علامة فارقة فى مشوار الموجى نستطيع القول إن ألحان الموجى لحليم كانت نقطة انطلاق لكليهما. بدأت ب «صافينى مرة» التى أحدثت دوياً هائلاً، وكانت بمثابة لون جديد للأغنية المصرية وشكل مختلف، موسيقى وغناء متطور جعل الملايين يتجهون لسماع اللون والقالب الجديد للأغنية المصرية. لحن الموجى لعبدالحليم 47 أغنية ما بين العاطفية والوطنية والدينية، بعضها تعتبر الأبرز فى مشوار العندليب، نذكر منها تلك الروائع: «لايق عليك الخال» و«يا حلو يا أسمر» و«الليالى» و«حبك نار» و«يا قلبى خبى» و«حبيبها» و«كامل الأوصاف» و«أحبك» و«أحضان الحبايب» و«يا مالكاً قلبى» و«جبار» وهى من الألحان الفذة لمحمد الموجى، و«رسالة من تحت الماء»، وأخيراً «قارئة الفنجان» وهى من أبرز الأغنيات فى مشوار العندليب، استخدم فيها الموجى عصارة موهبته فى التلحين لتكون خير ختام لمشوار العندليب، وغناها العندليب يوم الأحد 25 أبريل 1976 على مدى أكثر من ثلاث ساعات. ولا ننسى الأغنيات الوطنية «لفى البلاد يا صبية» و«النجمة مالت على القمر» و«على رأس بستان الاشتراكية». ولا ننسى مجموعة الأدعية الدينية «أدعوك يا سامع دعايا» و«يا خالق الزهر» و«أنا من تراب». لحن الموجى لكوكب الشرق «للصبر حدود» و«اسأل روحك» وأغنيات رابعة العدوية «الرضا والنور» و«عرفت الهوى». ويحسب للموجى فى ألحانه لأم كلثوم أنه حاول إظهار كافة إمكانيات هذا الصوت العظيم. حدث ولا حرج عن ألحان الموجى لكافة مطربى عصره، ستكتشف أن أى لحن للموجى ساهم فى نجومية أو زيادة شعبية أى مطرب أو مطربة. المطرب الراحل محرم فؤاد بدأت نجوميته على يد الموجى حينما لحن له عام 1959 «رمش عينه» و«الحلو داير شباكها» ولا ننسى «ندم». كان للموجى أيضاً فضل فى نجومية المطربة الراحلة فايزة أحمد، حينما لحن لها «يا أما القمر على الباب» و«أنا قلبى إليك ميال» و«حيران» و«بيت العز». ولحن للعظيمة الراحلة شادية «غاب القمر يا ابن عمى» و«بوست القمر» و«مصر نعمة ربنا» عقب اغتيال الرئيس السادات. ولحن لصباح «الدوامة» ورائعة «والله واتجمعنا تانى يا قمر». ولحن لنجاة «حبيبى لولا السهر» و«عيون القلب». ولحن لوردة «يا عيونى ليه تدارى» و«أحبها»، ورائعة «أكدب عليك» 1983، وهذه الأغنية لها قصة رواها لى الموجى الصغير، واللواء مجدى مرسى جميل عزيز الذى أكد أن والده حينما كتب الأغنية قبيل وفاته طلب أن يلحنها الموجى ولا أحد غيره. وقال الموجى لنجله الموجى الصغير: «هذه الأغنية بالذات ستحقق نجاحاً كبيراً بعد سنوات» وهذا ما تحقق بالفعل. يحسب لمحمد الموجى مساهمته بشكل كبير فى اكتشاف العديد من المواهب.. المطرب الكبير هانى شاكر اكتشفه الموجى فى بداية سبعينيات القرن الماضى ولحن له أول أغانيه «حلوة يا دنيا» وما زال هانى شاكر وفياً لأقصى درجة للموجى وعائلته. اكتشف الموجى المطربة نادية مصطفى 1982 ولحن لها أول أغانيها «مسافات» لتكون بداية انطلاق لمشوار من النجاح.. وكان مساهماً بقوة فى وجود كمال حسنى وماهر العطار وعبداللطيف التلبانى وأميرة سالم. مهما مرت السنوات يظل محمد الموجى علامة مضيئة فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، وكان بحق مدرسة منفردة فى تاريخ التلحين، رحم الله الفارس محمد الموجى.