عندما سحب قرعة كأس الأمم الأفريقية وجاءت قرعة المنتخب المصري ضمن المجموعة الاولى مع منتخبات زيمبابويوالكونغو الديمقراطية و أوغندا ظن الجميع ان القرعة جاءت مواتية للمنتخب المصري، وأن هذه المنتخبات ستكون بمثابة جسر سهل للصعود الى الادوار التالية لتواضع مستواها الا ان هذه المنتخبات الثلاث أظهرت حتى الان انها لن تكون أسماك صغيرة وسط كبار حيتان منتخبات القارة. نجح المنتخب المصري حتى الأن في تحقيق المطلوب منه على أرض الواقع وهو التأهل المبكر و تصدر المجموعة حتى لا يواجه صعوبات كبيرة في دور ال 16 و ربع النهائي، إلا أنه على الصعيد الفني لم يقدم المستوى المقنع الذي يرضي جماهيره الهادرة التي تملىء مدرجات استاد القاهرة التاريخي و 100 مليون مصري ينتظرون مشهد قائد المنتخب المصري وهو يتسلم كأس البطولة في المباراة النهائية. مباراتي المنتخب المصري أمام زيمبابوي ثم امام الكونغو الديمقراطية أظهرتا عدد من النقاط الايجابية اولها حالة الانسجام بين قلبي الدفاع احمد حجازي و محمود علاء و اللذين ظهرا بمستوى اكثر من جيد في المباراتين حيث كان محمود علاء هو رجل مباراة زيمبابوي فيما كان احمد حجازي احد ابرز نجوم المنتخب المصري في مباراة الكونغو الديمقراطية بينما تراوح مستوى الظهير الايمن احمد المحمدي ما بين مقبول في مباراة زيمبابوي حيث كانت هناك عدد من الهجمات الخطيرة التي شنها منتخب المحاربون من خلف المحمدي من خلال ماسكو و خاما بيليات الا انه اصبح فيس مستوى افضل في مباراة الكونغو الديمقراطية من الناحية الدفاعية بصرف النظر عن تسجيله الهدف الاول لمنتخب الفراعنة اما ايمن أشرف فحتى الان لم يقدم ما هو يقنع جمهور مصر بأنه افضل الخيارات المتاحة لدى الجهاز الفني كظهير ايسر وبالتالي فمازال يمثل ثغرة حقيقية في دفاع المنتخب المصري. وسط ملعب منتخب مصر بأستثناء طارق حامد الذي يعد احد اكثر نجوم كرة القدم المصرية ثابتا في المستوى على مدار السنوات الثلاثة الاخيرة واحد نجوم المنتخب المصري بلا منازع فمازال خط الوسط هو احد اكبر نقاط الضعف فالثنائي محمد النني و عبد السعيد غائبان تماما عن المباراتين وربما تحرك السعيد بعض الشىء امام الكونغو الديمقرالطية لكنه ليس المستوى المأمول من النجم الكبير بينما مازال محمد النني بعيد تماما عن مستواه دفاعيا وهجوميا . الثنائي محمد صلاح و محمود تريزيجيه هما امل منتخب مصر في البطولة من الناحية الهجومية وهما القوة الضاربة لمنتخب مصر من الناحية الهجومية لكن مازال محمد صلاح في طريقه للوصول الى اعلى مستوياته بأستمرار مباريات البطولة بعد الراحة السلبية التي حصل عليها قبل المباريات بعد موسم شاق مع ليفربول اما المهاجم الاوحد مروان محسن وبديله احمد حسن كوكا فهما بعيدين كل البعد عن امكانيات مهاجم منتخب مصر الاول وحتى امكانية الاعتماد عليهما في تهيئة كرات للقادمين من الخلف حتى الان معدومة . منتخب أوغندا كان احد المفاجأت السارة في الجولة الاولى بفوزه المستحق على منتخب الكونغو الديمقراطية ويبدو ان المنتخب الاوغندي مع الفرنسي سيباستيات ديسابر يسير على نفس نهج سلفه الصربي ميتشو الذي نجح في تطوير اداء المنتخب الاوغندي كثيرا قبل رحيله عن قيادة المنتخب ليأتي ديسابر وينجح في السير على نفس الطريق بمجموعة نجوم اظهروا قوة المنتخب الاوغندي في مقدمتهم الحارس الكبير دينيس اونيانجو حارس صنداونز الجنوب افريقي والمهاجم فاروق ميا احد الاكتشافات لهذه البطولة والذي يمثل مستقبل الكرة في أوغندا ونجح المنتخب الاوغندي في حصد اربعة نقاط اقتربت به لدرجة كبيرة من التأهل لكن يبقى المركز الذي سيحققه المنتخب الاوغندي سيحدد الى حد كبير امكانية تقدمه في مشوار البطولة من عدمه . منتخب زيمبابوي احد مفاجأت البطولة السارة بقيادة نجم نجومه خاما بيليات لاعب كايزر تشيفز الجنوب افريقي قدم في في مباراتيه كرة هجومية ممتعة للغاية خاصة في مباراة اوغندا حيث اهدر امكانية تحقيق فوز عريض بعدما تبارى لاعبيه في اهدار الفرص ولو كان الفريق سجل نصفها لحقق فوزا عريضا كفل له الاقتراب من التأهل للدور الثاني لكن عليه الان النظر لمباراته امام منتخب الكونغو الديمقراطية بالكثير من الحذر لان اي نتيجة بخلاف الفوز ستطيح به خارج البطولة رغم انه يستحق التواجد في الدور الثاني . منتخب الكونغو الديمقراطية كان صاحب اكبر خيبة امل في البطولة حتى الان فرغم تواجد مجموعة من اكبر نجوم القارة الافريقية في صفوفه ويقوده مدير فني مخضرم في اجواء القارة الافريقية هو فلورا أبينجي الا انه دخل اجواء البطولة بكثير من التواضع امام منتخب اوغندا وخسر بهدفين حاول التدارك امام المنتخب المصري بتغيير خمسة لاعبين اساسيين دفعة واحدة الا انه فشل في ترجمة عدد من الفرص امام المرمى المصري وبالتالي ليس امامه الا تحقيق فوز عريض على منتخب زيمبابوي في مباراته الاخيرة وانتظار نتائج المجموعات الاخرى فربما يظفر باحد بطاقات ملحق الثوالث .