لاشك أن حادثة مصرع وزير الدفاع السورى ونائبه على يد الثوار هى نقطة فاصلة فى الثورة السورية ، كما أنها تؤكد حقيقة أن الشعوب لابد أن تنتصر فى نهاية المطاف مهما مر الوقت ومهما كانت القوة التى يواجهونها ، ويجعلنا هذا نتذكر ماقاله من قبل وكرره ضباط المجلس العسكرى وعلى رأسهم المشير طنطاوى حين قالوا: " بصوا لدول المنطقة واللى بيجرى فيها ،احنا مارضيناش نعمل زيهم" والمعنى أنه كان بإمكان المجلس العسكرى أن يقتلنا ويدمر مصر مثلما قتل معمر القذافى وزبانيته شعبهم ودمروا بلدهم ومثلما يفعل بشار وزبانيته الآن فى سوريا.. وأنهم -أى المجلس العسكرى- تلقوا أوامر باطلاق النار لكنهم رفضوا تنفيذها – أنكروا ذلك فى المحكمة لاحقاً- يعنى أنهم يمنون علينا بأنهم لم يقتلونا ، وتعالوا لنحسبها ، ماذا كان سيحصد المجلس العسكرى لو أنه – لاقدر الله – نزل تقتيلاً فى المتظاهرين السلميين ..يقول التاريخ أن من كل من يفعل ذلك يلقى مصير معمر ومن على شاكلته ..كما أنه سيلقى من بعدها ربه ليسأله لماذا قتلت الناس الذين ائتمنوك على أرواحم بالسلاح الذى ائتمنوك على استخدامه ضد أعداء الوطن لاضدهم هم ..ثم سيدخل النار فيكون قد خسر الدنيا والآخرة. المجلس العسكرى مازالت أمامه الفرصة للانسحاب بسلام من الحياة السياسية فلا مكان للعسكر فى السياسة بل مكانهم ومهمتهم العظيمة السامية والتى تزيدهم شرفاً هى على الجبهة فى مواجهة الأعداء الحقيقيين. الاعلام الاعلام حين تطالع الصحف المسماة بالقومية وغيرها وترى المانشيت الرئيسى فيها كلها يتعلق دائماً بالمشير طنطاوى بينما أخبار وقرارات رئيس الدولة فى زاوية من الصفحة ويحدث هذا كمبدأ بتكرار واصرار فلابد أن يلح على ذهنك السؤال من هو رئيس الدولة فى مصر..ولماذا أجريت انتخابات الرئاسة من الأساس مادام الرئيس المنتخب سينحى جانباً ويحل محله رئيس غير منتخب ..طبعاً ليس من الذكاء أن نتصور أن الاعلام كله أجمع على نفس الفعل غير المهذب فجأة فى نفس الوقت من تلقاء نفسه فمن الذى يحركه ..وسيتنامى عندك الشعور بالمؤامرة حين ترى وسائل الاعلام المرئية كلها تقريباً تفعل نفس الشئ ،حيث غالباً مايتم تجاهل أخبار الرئيس تماماً وكأنها لم تحدث من الأصل أو كأن الرئيس محمد مرسى مجرد شخصية افتراضية لاوجود لها على أرض الواقع الا فى مخيلة السذج من الناس . وحين يترك صاحب قناة جاهل لينشر الفتن فى المجتمع حتى وصل به الجنون لدرجة تحذير الشعب الاسرائيلى من خطورة الرئيس مرسى وجماعة الاخوان على أمنه القومى ..وعندما يؤلب القوات المسلحة بعضها ضد بعض فى تحريض صريح على الانقلاب العسكرى ..فكيف يتم السكوت على هذا المجنون ولمصلحة من والكل يعلم خطورة مايفعل خصوصاً وقد صار له الكثير من التأثير على بعض الفئات الأمية وشبه الأمية..أشياء تحدث فى مصر لايكاد يصدقها عقل. وأين السيد الرئيس من كل ذلك ..نعم نعلم حجم الضغوط الرهيبة التى يواجهها ولكنه يعلم أيضاً أن غالبية الشعب قد ضجرت من استمرار تحكم المجلس العسكرى فى كل شئ..ولهذا فمعظم الشعب معه الآن بشرط حسن استغلاله لعامل الوقت والا فسيفقد هذه الورقة أيضاً ..ياسيادة الرئيس تحرك قبل فوات الأوان ..اتخذ القرارات التى ترضى ضميرك ولاتخش غير الله ..فذلك الذى نتوقعه منك وذلك الذى من أجله اخترناك.