"زي النهاردة من سنة بالضبط حصلت الحادثة اللي بسببها أصبحت رجل مشلول".. بتلك العبارة بدأ محمد المالكي حديثه، ذلك الشاب ذو ال32عاما والذي يعيش الآن حبيس الفراش إثر إصابته بشلل في قدمه ويده بسبب إعتداء مجموعة من البلطجية عليه بعد محاولته إستعادة سيارة صاحب المحل الذي يعمل به. تبدأ وقائع المأساة – كما يرويها محمد - عندما سُرقت سيارة صاحب محل قطع غيار السيارات الذي يعمل به ، وقام السارقون بالإتصال بصاحب المحل لمساومته على إعادة السيارة مقابل 10 آلاف جنيه . ذهب محمد مع ثلاثة موظفين آخرين بالمعرض بالمبلغ المطلوب إلي مكان تسليم السيارة والفلوس بالفيوم، ولكنهم فوجئوا بأن السارق لم يُحضر السيارة وأراد أن يأخذ مبلغ العشرة آلاف جنيه قبل أن يخبرهم بمكانها، مما جعل محمد وزملاءه يقومون بضربه وتسليمه لقسم شرطة "بندر" الفيوم . كمين وأضاف المالكي أنه فوجيء بمعاملة ضباط القسم لهم كما لو كانوا مجرمين، وطلب منهم الضابط دليلاً على سرقة سيارتهم، فأخبروه برقم المحضر الذي تم تحريره بقسم الهرم الخاص بسرقة السيارة .. وأثناء ذلك فوجئوا بدخول ثلاثة بلطجية من أهل السارق إلي قسم الشرطة، ليهددوهم بالقتل أمام الضباط عقاباً لهم على ضربهم للسارق وتسليمه للشرطة. وإستطرد: " وعندما أردت أنا وزملائي الخروج من القسم وجدنا البلطجية ينتظروننا بالمتوسيكلات فعدنا مرة أخرى للقسم طلباً للحماية ، وحاولنا إقناع ضباط القسم باللجوء للجيش طلبا للمساعدة إلا أنهم رفضوا، وفي خلال دقيقتين وجدنا الضابط يتحدث مع البلطجية لينصرفوا بعدها، ثم قامت سيارة الشرطة بتوصيلنا لمكان تابع لقسم "سنورس" وتركونا بمنطقة مليئة بالمطبات. وبعد إنصراف بوكس الشرطة ظهرت سيارة نصف نقل من الأراضي الزراعية، وغمرونا بوابل من الرصاص من سلاح آلي كان بحوزتهم. وتابع المالكي: "كنت جالسا بالخلف وأصبت بطلقتين واحدة في كتفي والثانية بظهري أصابت الفقرة الخامسة والسادسة فأدت لإصابتي بالشلل .. وبعد ذلك أرسل لي قسم شرطة "سنورس" أمين شرطة في المنزل لأخذ أقوالي لأنني لا أستطيع الذهاب إلي هناك بعد إصابتي بالشلل .. وعلي الرغم من ذلك لم يتخذ القسم أي خطوات بالرغم من أن البلطجية معروفين لديهم بالإسم" . على نفقة الدولة وعن مصدر دخله أوضح المالكي أنه قام ببيع بعض مقتنياته ويعيش من ثمنها حتى الآن ولا يوجد لديه مصدر دخل آخر، وأن صاحب العمل وقف بجواره في البداية وتحمل تكاليف العمليات الجراحية. وأكمل: " أحتاج لزرع خلايا جذعية لكي أتمكن من الوقوف علي قدمي مرة أخري وتربية إبنتي الوحيدة .. ولكن للأسف العملية يتم إجراؤها في ألمانيا بتكاليف مرتفعة جدا لا أستطيع تدبيرها .. لذلك أناشد المسؤلين في الدولة للوقوف بجانبي لكي أستطيع إجراء هذه العملية علي نفقة الدولة والقبض على هؤلاء البلطجية لتأخذ العدالة مجراها".