- قبل أن تقرأ: إذا كانت دولة مبارك.. «الساقط مبارك» هى دولة سيادة القانون فهذا معناه أنها كانت دولة العدل.. دولة العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص، وسيادة القانون الذى يطيق على الجميع..!! فلماذا – إذن - ثار شعبنا (الغبى جداً جداً) على «مبارك» وأسقطه.. وحاكمة وحكومته وأركان دولته واتهمه بالخيانة واللصوصية والفساد؟؟! «غبى» شعبنا هذا.. فكيف له أن يسقط دولة، القانون فيها هو السيد.. والبوليس فيها لا يعرف القمع.. والتلفيق والتنكيل والقتل.. وأمن الدولة يحترم المواطن ويحمله على كفوف الراحة من المهد الى اللحد.. وعصر تزية القوانين لا وجود له.. ولا حتى فى أضابير المحاكم الدستورية!! -دولة «مبارك» مازالت «عميقة» وفى قول آخر «غويطة».. ورجالها لايزالون باسقين.. شامخين.. لم يسجنوا معه بعد.. بل يحاولون بقوة ألا يحدث ذلك.. يستخدمون كل السبل.. حتى القانون الذى أهانوه واعتدوا عليه وأهدروا قيمته أعواماً.. وظفوه لخدمتهم.. وأصبح لهم وجود.. ومرشحون رئاسيون.. ورموز مجتمع ونواب (باطلون!) ورجال قضاء.. وحتى الفاسدين فى النظام السابق ومن لعقوا الأيادى وأكلوا على كل الموائد وجدوا لهم دوراً وتمويلاً وأنصاراً ومنصات إعلامية.. او تظاهراتية!! - ولأن «الإخوان المسلمون» شيطان رجيم.. فإنك تجد كثيرين يقفون فى خنادق الفاسدين والساقطين وترزية القوانين.. «آل إيه بحجة الدفاع عن دولة الدستور وسيادة القانون».. (دستور يا مبارك.. يا باشا يا جامد ده إحنا ساعتك اللى مابنعرفش نتحكم!!) النائب الثائر حمدى الفخرانى يتوعد رئيس الجمهورية بعد مائة يوم من حكمه.. وبعد أن واجه فساد «مدينتى» - ودولة رجال أعمال مبارك - الآن انتقل إلى «معسكر المنصة».. ومعه «أبوحامد» و«بكرى» وإلهام شاهين.. وربما «آلدو» ووو إلخ.. فى عملية مكشوفة هدفها النهائى إسقاط الرئيس محمد مرسى، اللادستورى واللاقانونى، ودولة «الإخوان» التى تصر على عدم إدراك حقيقة المشهد السياسى الحالى.. وفى مقدمته السعى الى اصطفاف المعارضة ضدها لإسقاطها - ورئيسها - كما سقط مبارك.. وبعد ذلك من يدرى ربما أصبح الزميل مصطفى بكرى أو النائب «أبوجامد» الجامد منافسين على رئاسة الجمهورية. - الإخوان شيطان رجيم نعم.. والدولة الدينية فاشية يجب النضال ضدها وفضحها وأهدافها.. هذا فكر جماعة عمرها 8 عقود.. وهى لن تتغير ولن تتنازل عن مكاسبها إلا بالآليات نفسها التى جعلتها تتصدر المشهد.. لكن هذا الرئيس الجديد لم يقض بضع أيام فى الحكم.. وعملية تشويهه واغتياله تتم على قدم وساق.. تحاصره المطالب والمظالم.. تلاحقه الدسائس والمؤامرات والفتن.. تتحرك ضده الآلة الإعلامية الجهنمية كل لحظة.. فإذا تأنى فى اختيار رئيس وزرائه قالوا إنه تأخر وتباطأ أو أنه ينتظر الأوامر من بديع والشاطر.. وفى قول آخر خائف وربما مذعور من «الإخوة العسكر».. إذا تحرك للعمل حاصروا موكبه وقطعوا عليه الطريق.. إذا فاضل بين مرشحين لرئاسة الحكومة أدلى بعضهم بتصريحات وردية وتحدثوا عن انجازات رهيبة لرئيس الحكومة الجنزورية الحالية، التى لم يخجل بعضهم من أن يكتب عن تجاهل رئيسها لمقام رئيس الجمهورية؟ الجنزورى يتجاهل «مرسى».. والعسكرى يهدد مرسى، وشيخ الأزهر «زعلان» من مرسى.. والأقباط يتوجسون من «مرسى»، والفقراء والجياع والمحرومون والمخدوعون والمطرودون من جنة مبارك أصبحوا الآن ساخطين على «مرسى»؟!!.. كما لو أن هناك مخططاً تآمرياً محكماً يديره جهاز ضخم يمتلك إمكانيات هائلة لإسقاط الرئيس «مرسى».. يبدأ بغل يده وشل إرادته، مروراً بكسر هيبته وإهانته وانتهاء بقيام الثورة العظمى ضده وخلعه.. وبدء اللعبة من أول وجديد.. و.. فتش عن المستفيد؟ - أليس غريباً أن المتحلقين حول النظام القديم عند المنصة لم يتحلقوا مثلاً حول رموز وطنية ونظيفة ولا غبار عليها مثل د. حسام بدراوى، على سبيل المثال، وهشام خليل وغيرهما فى حين أنهم يتجمعون»....... حول «عوكشة» و«شفشق» و«تهانى» - خيبت ظنى - وصاحب الصناديق والأيام السودة..؟؟ لماذا لا نرى من المنصة إلا «كل» - واعتذر عن تعميم غير مقصود - كريه.. مخادع.. العبان .. تعبان.. ومالياً عيان ويحتاج حقن فساد للاستشفاء.. لماذا لا نرى رموزاً وطنية شريفة نثق فى أن محركها وباعثها على الخروج وشق الصف وتعميق الانقسام الحالى - وهو صنيعة المجلس العسكرى بامتياز بشع - هو أن لديها رؤية ووجهة نظر.. ولديها حجة قوية تريد إثباتها؟ - بعد أن قرأت: تمنيت لو انتبه الناس لحاجتنا الحقيقية للتوحد خلف الرمز المصرى الحالى.. وأن نمهله بعض الوقت لكى يقوم بعمل شىء.. على الأقل علاج بعض المظالم ومنح الأمل لبعض الناس وخاصة الفقراء (ألا ترونهم وأنتم فى سياراتكم يقتربون منكم ويشيرون لكم بأيديهم فى ذلة ومسكنة إشارة من يريدون قليلاً من «المم»)!! لا مصلحة لمصر فى محاولة البعض قيادة عملية منظمة لإسقاط الرئيس.. قد يكون مفيداً التحلق حول هدف مهم، وهو حل الأحزاب القائمة على أسس دينية وتحويل «جماعة الإخوان المسلمين الى جمعية دينية دعوية غير سياسية، هذا نقرة وندافع عنه.. أما رئيس الجمهورية فأرجوكم دعوة يحاول العمل لرسم بعض البهجة على قلوب وشفاه حزينة.. مازلنا رغم ثورتنا الينايرية العظيمة نتألم ونتكدر لانها تصدمنا كل يوم!!