انثى فى سن السبعين

انهت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اول زيارة لها بعد تولي الرئيس محمد مرسى مرشح الاخوان المسلمين مقاليد السلطة في البلاد.وقد اجرت هيلاري مباحثات مطولة مع الرئيس الجديد فى قصر الاتحادية والمعروف ان هذه الزيارة جاءت في توقيت مريب ومتعجل وقيل انه لترتيب الاوراق وبحث الاولويات وفك الخيوط والخطوط من بعضها البعض.
( فرحانة خرجت هيلاري الى المؤتمر الصحفى و قد تعلقت بها عيون البشر والكاميرات)
قالت:اشكر من اعماق قلبى الرئيس مرسى مبارك 00عفوا عفوا انه من لبس الشيطان كما تقولون وهو ايضا خطأ سببه الاعتياد00 والعشرة الطويلة مع الرئيس السابق مرة اخرى اشكر الرئيس الجديد الذي اتاح لي هذه الزيارة التي حلمت بها طويلا وكنت والرئيس اوباما قد انفقنا وقتا ممتدا لترتيب الاوراق وتحديد الاولويات وعلي راسها السلام مع اسرائيل جارتكم القلقة الان لكني اطمئنها الان وانا نفسي مطمئنة والحق ان ما امضيناه من وقت وجهد لم يذهب سدى لان الرئيس مرسى بدوره كان متهيئا وجاهزا بالافكار الخلاقة واقول امام العالم من خلالكم ان الرئيس المصري قطع امامي ماعاهدكم به عليه وانه قط قط قط لن يخون الله فيكم ولن يخونكم فيه00ونحن في الحقيقة مهتمون بل مبهورون بفصاحة مرسى بل اعلن ان رئيس مصر افصح من رئيس امريكا واوباما بالنسبة له نصف لسان ..سيدي الرئيس كم اود الساعة ان اكون مصرية00
اقول لكم ايضا اننا جئنا لنتعلم من حكمة وحنكة وخبرة السيد الرئيس مرسى حكيم المنطقة بلا منازع نقولها ملء الفم لاننافق فنحن لانحتاج النفاق بل نقول بصواريخنا للاعور انت اعور والرئيس مرسي ليس اعور بل هو مفتوح العينين والبصيرة والضمير وما يقوله في الغرف المغلقة هو مايعلنه في الغرف شبه المغلقة .. رجل حكيم خبير بالنبض السياسي الاقليمى للشرق الاوسط 0
انه رجل حدد الداء ووصف الدواء كما تقولون في الثقافة الاسلامية هنيئا لكم ايها السادة بالرئيس الذي سنساعده ليساعدنا ويساعدكم حتى تبلغ مصر اعلى مراتب الديمقراطية فائقة الجودة فى السوست الالمانية الصنع .. ( يتهدج صوتها )
كم تاثرت بالصدق فى عيني مرسى .. جذبنى اليه جذبة المريد المشتاق .. 0
( تنزل دموع من عينيها الزرقاوين )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(تصفيق حاد وتزاحم نحوها وسقوط الكاميرات والميكروفونات .. تعود قائلة )
-على فكرة .. فيه 250 مليون دولار .. شوية فكه كده .. مشوا نفسيكو ا بيهم على ماتفرج
-2-
(مطار واشنطون . بيل كلينتون يقبل هيلارى ببرود .
جموع الصحفيين حولهما . هيلارى تزغد زوجها وتهمس لكن الميكروفونات تنقل صوتها عالياً )
-اخبار البت مونيكا ايه؟ خلصت علبة السيجار ولا لسه .. ؟!على فكرة .. ليلتك سووووووودة
(انفجار فى الضحك بين الحاضرين ويحمر وجه الزوج وتواصل هيلارى كلامها لهم)
-ده ماصدق انى رحت مصر .. اصل قاعدة على قلبه من 15 يوم وكلكوا عارفين انهارده عيد ميلاد الصفرا
مونيكا .. ( ضحكات وهمهمات ) .. المهم عايزه اقول لكم اننى عائدة لتوى من اهم دوله عربية .. من مصر وتكلمت بصراحة
ووضوح وقوة مع الرجل الذى يحكم هذا البلد من وراء تنظيم معقد جدا هو تنظيم الاخوان المسلمين .. ولقد ضمنت عبر اللفاء امن اسرائيل لنضمن لرئيسنا اوباما اربع سنوات اخرى فى البيت الابيض نواصل خلالها خطتنا التى كنا بداناها بالزيارة التاريخية للرئيس اوباما فى جامعة القاهرة .. لقد اكدت للرئيس مرسى ان احترامه للسلام مع اسرائيل هو وحده الذى سيضخ للمصريين بقية فلوس المعونة ولقد لاحظت ان الرجل مهتم بالسلام والمعونة رغم علاقته القوية بحماس ..!
سؤال : كيف ترفضين حماس فى غزة وتوافقين على حماس فى القاهرة ؟ !
ضاحكة : انا لا ارفض .. مصالح الولايات المتحدة هى المعيار .. حماس غزة عايز السيطرة عليه من حماس القاهرة
فالقوم والعشيرة الذين يحكمون مصر الان بوسعهم احتواء المتهوريين الطائشين من اصحاب الصواريخ الزلط فى غزة
سؤال ثان : رفضتم الديمقراطية التى جاءت بحماس فى انتخابات حره سابقة فى فلسطين .. وقبلتم التى جاءت بفرعها الاخر
بالقاهرة ؟! لماذا الكيل بمكيالين ؟ لماذا التعامل مع الارهاب .. ما هو السر ؟!
هيلارى : الارهاب صار مسألة نسبية و الفرعان ينتميان لشجرة الاخوان وستبقى تصرفاتهم فى القاهرة تحت المجهر فى مايتعلق بحقوق الاقباط والمراة والنوبيين وهو ما نظن انه سيوفر الفرص المناسبة للتدخل من وقت الى اخر .. وعلى اية حال ..
(بيل كلنتون يقاطعها ..)
بيل كلينتون : الكلام ده جامد اوى سويت هارت . كدة كشفتى وفضحتى الخطط والاسرار
هيلارى : ( تخاطبه بحدة ) اسكت يا مفضوح مش انا اللى بكشف وافضح دا انتى اللى كشفت عن رجلين مونيكا اللى زى الزكيبة وخليت رقبتى زى السمسمة قدام الفور سيزون فى مصر
بيل : اسف اسف سويت هارت
هيلارى : اخرس بقى خلينى اكمل كلامى .. على فكرة .. انت خنقتنى وانا اصلاً جايه من هناك مخنوقه .. عموما لم تنطلق صواريخ حتى الان من قواعد بالقاهرة.. ان فعلوا سنحاصرهم كما تحاصر اسرائيل غزة .. بس عايزاكوا تعرفوا
ان البوص مرسى زى ما بيسميه المصريين رجل رشيد عاقل خبير حكيم ..
سؤال : قلنا هذا الكلام من قبل على الرئيس مبارك !
هيلارى : ( ضاحكة ) لا مبارك خلاص ذهب مع الريح .. سنظل نقول هذه الكلمات الحلوة المهدئة للاعصاب لحكام العرب .. كلهم بالذات المصريين يحبون القرع !
سؤال : الكرع .. you mean the pumpkin ?
هيلارى : ( ضاحكة ) نعم القرع هذا تعبير مصرى شعبى حكايته طويلة وليس مجاله المؤتمر الصحفى تحت مطر واشنطون الصيفى هذا ارحموونا بقى خلونا نروح نشوف ليلتنا السودة مع الاخ ده ( تشير الى كلنيتون ) على فكرة انا عايزه اجرب السيجار !
كلينتون : ( يسحبها مهرولا برفق وخجل ) اهمدى بقى احنا على الهوا
هيلارى : جبت السيجار ؟
كلينتون : معايا اثنين .. ليكى وليها
هيلارى : يافاجر
مراسل (مقاطعا ) معايا سيجار افغانى بس حامى على صدرك .. مع مونيكا يبقى كدة .. يولع
هيلارى : (متوقفه فى وصلة ردح ) نفسى اعرف ياغجر عملت ليكوا ايه البروس دى. نفسى اعرف فيها ايه ماكانش فيا ومش لسه فيا..
نشفت وكبرت وعجزت ؟! بس روحى من جوه قايده اتخنها شنب فى اي بلد بحس بعينيه مخبيه ايه .. (بصوت عال جدا )
ياجماعه انا انثى فى السبعين وما ادراك ما السبعين ..
( يجرها كلينتون وسط ذهول الصحفيين والاعلاميين )
-3-
كلينتون يشخر فى الفراش و قد ادار ظهره لهيلارى التى تنظر اليه فى حسرة وغيظ
هيلارى : ( بصوت عال) نايم ..على طول نايم .. خليك نايم فى الخل ! لما هاتخطف منك
كلينتون : امتى بس .. امتى
هيلارى : بتقول ايه ؟!
كلينتون : نامى
هيلارى : اصحى يا بيل !.. بل ريقى بتوع الشرك الاوسط هدوا حيلى وكل رحلة برجع منها بحس ان مية جسمى نشفت واتسحبت من تحت جلدى ..
كلينتون : انا تعبان ياهيل .. انتى ناسيه انى عامل عملية فى القلب ولا ايه ؟ اهمدى واتهدى
هيلارى : ماهوده اللى بيهدنى .. عايزه حقوقى الشرعية ياخويا
كلينتون : انتى كنتى فى مصر ولا فى افغانستان ؟!
هيلارى : الجغرافيا ملهاش دعوة بالاحياء .. ماتتهربش من الموضوع .. كنت فى مصر مع حكيم العرب الجديد
كلينتون : (مستديرا نحوها ) كلمك فى ايه ؟ مفتكرتيش مبارك وانتى معاه ؟
هيلارى : لا مفتكرتوش ومش هافتكرو .. مرسى كلمنى كلام كبيراوى عن الحقوق الشرعية للرجل فى اربع نساء متزامنات
وحق كل واحدة الشرعى فى بعلها !
كلينتون : انتى ح تألفى ؟ بس ايه بعلها دى ؟!
هيلار : جوزها يا ابو جهل
( يرن التليفون فجأة .. تقفز هيلارى من الفراش وعلى وجهها الرعب وتصرخ )
هيلارى : امتى الكلام ده ؟فى مصر ؟ ثورة تانى.. من ورانا ؟! هما لحقم ؟!
صوت : نقول ايه فى البريفنج سيدتى الوزيره
هيلارى : هانقول ايه غير اللى قولناه ايام الرئيس مبارك .. هانقول الحكومة قوية ومستقره ونستنى لما نشوف هاترسى على مين ؟! ولا اقولك .. هات الشاشات والميكروفونات ولم لى الصحافة وتعالوا بسرعة
-4-
مطار واشنطون .. مؤتمر صحفى موسع جدا .. هيلارى تتوسط الجموع متهللة الوجه
هيلارى : ازف اليكم اليوم اخبارا سعيدة لقد ذهب مرسى وحصل بجداره على لقب الرئيس المخلوع وجاء الرئيس الشاطر
وفى لقائى معه ادركت وتأكدت وايقنت انه فعلا شاطر .. ونتمنى له النجاح والسداد .. واهم ما يلفت النظر احترامه للسلام مع اسرائيل وحقوق النساء .. وبالمناسبة الرجل شاطر ومحافظ على حقوق اكثر من سيدة فى عصمته .. ونحن بدورنا سنقدم له ولمصر ال 250 مليون دولار اياها .. كده برضه على ماتفرج وبوسعى ان اقول ان الشاطر حكيم و حليف وخبير ومحنك
ويستحق من اجل هذا لقب حكيم العرب00ثم هو قارئ جيد للمشهد السياسى الاقليمى بوعى ومنهجية.
(يتقدم احد رجال هيلاري مسرعا اذ تهم بالرحيل ويستوقفها وبيده ورقة صغيرو تقرأها بصوت مذهول)
هيلاري: ايها السادة ؟انتبهوا.. التطورات سريعة جدا .. لقد ذهب الرئيس الشاطر وظهر انه مش شاطر ولاحاجة لقد ذهب مع الريح.. هههههههههه.. 0الموقف الان في مصر ملعبك مرتبك يعني كلمااحببنا رجلا منهم خطفته الريح منا.. سنعلن الحرب
المقدسةعلى الريح المصرية وعموما00موقفنا يتحدد فيما يلى : الثبات على مسافة واحدة من كل الاهواء والرياح والتيارات
الموسميه والشمالية الغربية والخماسين والجنوبية الشرقية واى نسمة هوا تفكر بس مجرد تفكير انها تقف ضدنا
( يضع الرجل امام عينيها تقرأها وهى تصرخ مغادرةً المؤتمر الصحفى فى هرولة اصطدمت خلالها بالميكروفونات والكاميرات )
هيلارى : يالهوى هو راح لها تانى واما اقرب منه يمسك قلبه ويقول انا فاتح شريان .. حالا قيها منين ولا منين ..من مبارك
ولا مرسى .. م الشاطر ولا كلينتون . ؟!
(تسقط مغشياً عليها وهى تردد ومن فوق وجهها العدسات ونقلت الصورة والصوت كاملين )
هيلارى : انا انثى فى السبعين .. انا انثى فى السبعين ..ببيع سياسة من جوه على بره ومن بره على جوه بس ماليش بخت !
( تنخرط فى بكاء شديد )
ستار