خلق «سعار» الإعلانات التليفزوينة حالة عامة من الابتذال الرخيص لشخوص المادة الإعلانية التي يتفنن المعلنون في شططها ويتبارون في تأكيد أننا أمام ابتكارات لا تمت بصلة لأي إبداع!، والإعلانات ذاتها تغمرنا في الطريق إلي أيام رمضان بكثافة مجنونة ذات تكاليف عالية باهظة تضعنا أمام سؤال لابد من طرحه من جانب ضحاياهم من المشاهدين لإعلاناتهم: إذا كان هذا حجم إعلاناتكم.. وبالكيفية التي يتتابع بثها للإعلان الواحد.. فكم تكسبون إذن!، خاصة وأن الذين يعلنون لا يتوقفون عن الشكوي من «بؤس الحال ووقف الحال» في ظل ركود اقتصادي تجاري عظيم!، وهم لا يبوحون بأرقام مكاسبهم بالطبع!، ولكنهم يفرضون علينا حالة قاتلة من السأم والضجر!، فلم تعد لأي مادة «حرمة»!، ولم تعد هناك حرمة لهذا المشاهد ولا احترام!، والفقرات الإعلانية أصبحت مطولة إلي الحد الذي يفقد المشاهد الرغبة في استئناف متابعة المادة التي داهمتها فقرة إعلانية مطولة يتكرر الواحد أكثر من مرة بأسلوب يمتهن رغبة المشهد في ألا يري مادة مملة يعلن عنها صوت مذيع إعلاني لاهث!، أو فنان شهير شاء أن يبتذل نفسه بحركات رخيصة تجعله عجينة طرية يلعب بها المعلن كيفما شاء!، وما داموا يدفعون لهذا الفنان ما يريده فالمطلوب منك وأنت تراه في مشاهد تهريجية أن تنسي له ما يردده هو عن «الرسالة المقدسة للفن»، و«تاريخه الطويل» الذي رفض أدوارا تسئ إليه وتخل بشرفه الفني»!، الآن دعوكم من هذا الوارد علي لسانه لصحف أو برامج تليفزيونية فلا تذكروه بما قال في هذه وتلك!، وعليكم ألا تدققوا كثيرا فيما تقاضي!، فهذا مما لا ينبغي أن يعلن!، وهو ليس موضوع أحد سواه، وعليكم أن تشاهدوه فقط كما أراد له المعلنون أن يكون! وبعض الذين ينتدبونهم لأداء هذه الإعلانات يراهم الأطفال والمراهقون، ولابد أنهم يرون فيما يقدمه هؤلاء في إعلاناتهم ما يستحق المحاكاة والتقليد!، فتري الأطفال والمراهقين يتعاملون مع المنتجات المعلن عنها بنفس أساليب البلاهة التي تغرقنا في بحار من الزيوت والمعجنات والأجبان!، وتزاحمها إعلانات «دينية» و«عالمات» متخصصات في الأبراج والنجوم والحظ والكف، ومناشدات لمن يرغبون في الزواج من الجنسين ليتم المراد بكامل السرية، فقط علينا جميعا الاتصال بالتليفون الدائب والمستمر حتي آخر قرش في جيوبنا تتلقاه خزائن شركات الاتصالات، وهذا ثمن الجحيم الذي يحتوينا جميعا بلا رحمة مادام عندك تليفزيون!