الصديق الجميل الرائع المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي قضاة مصر السابق وعضو حركة «قضاة من أجل مصر» فاجأني بمكالمته الهاتفية التالية. ألو. قال: ألو أيها الشاعر العظيم قلت: شكراً أيها المستشار الأعظم. قال: نوارة ليه مابتردش علي الموبايل؟ ضحكت وقلت: الحقيقة أنا كنت أريد أن أوجه لك هذا السؤال ولكنك سبقتني. ضحك وقال: وانت أيضا يا عم أحمد؟ قلت: وأنا أيضاً ياسعادة المستشار. فقال ضاحكاً: والعمل؟ قلت: نتربص بها ونقبض عليها ونستنطقها. قال: المشكلة مع نوارة أنها علي حق وأنا وانت نعرف هذا ولكن. قلت: ولكن ماذا يا سعادة المستشار؟ قال: - ولكن مالا يدرك جله لا يترك كله أليس هذا ما سمعناه من الذين من قبلنا؟ قلت: هو كذلك ولكن نوارة تذكرني بالأسياخ قال: تقصد طائفة السيخ؟ قلت: بل أقصد كوادر حزب العمال الشيوعي المصري الذي بزغ في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بقيادة الناقد الأدبي ابراهيم فتحي.. كانوا مقاتلين أشاوس وكان شرفهم يُخجل بعض الرفاق الذين اتعبهم النضال الطويل فركنوا الي المساومة. قال: المساومة التي قد تدفع الي الخيانة مثلاً؟ قلت: لا وألف لا أنا أحدثك عن مناضلين طبيعيين اختاروا طريقهم بمحض إرادتهم وهم يدركون أن الوصول الي نهاية الطريق أمر بالغ الصعوبة ولكن وعورة الطريق فاجأتهم في بعض المراحل فتساءلوا وهم علي الطريق أين النهاية؟ قال: رحمة الله علي من مات منهم وكل المجد والاحترام لمن عاش منهم وإن أعجزه المشيب عن الحركة والكلام. قلت: كنت اسمي هؤلاء الشباب الأشاوس ب «الأسياخ» وأنا فرح بهم وأحبهم وأتمني زيادتهم في مصر المحروسة التي تحتاج الي ملايين الأسياخ وهي في رأيي قادرة علي انجاب أضعاف ما نحتاج مش بنقول. مادامت مصر ولادة فيها الطلق والعادة حتفضل شمسها طالعة برغم القلعة والزنازين