ربما كثر الحديث عن المستشارة تهانى الجبالى لإثارتها مواضيع تتعلق بحكم الرئيس بعودة البرلمان الذى حلته المحكمة الدستورية العليا، واستباقها لكثير من الأحكام بعرض رأيها كقاضية او عضوة بالمحكمة الدستورية، والحقيقة أنها نالت كثيراً من الهجوم والتطاول من قبل المصريين سواء فى تغريداتهم او فى أحاديثهم التى لم تسمعها، فاستحوذت على نصيب الأسد من السخط الشعبى الذى إذا تناول رئيس دولة وليس قاض لاستقال من منصبه، فلا يمكنه البقاء فى منصبه بعد كراهية عامة لدى الشعب، إلا إذا كان يعبد الكرسى والمنصب، ولا يستطيع برضاه تركه، فهناك الكثير من الشخصيات بالفعل تجد نفسها عاجزة عن اتخاذ قرار مثل هذا، وإذا كانت المستشارة قد شعرت بأنها محصنة مثل قرارات محكمتها من التعرض لها بما حدث من تغريدات او غيره، فإنها لم تقرأ المشهد بشكل سليم، كما لم يقرأه الرئيس السابق، ولعل حصانة المستشارة جعلتها ترد على تلك التغريدات، وما جعلنى أندهش للغاية ليس تصريحاتها، فقد أصبح خطها أو لونها معروفًا ربما قبل ان تتحدث، لكن أدهشنى تصريحاً فى منتهى الخطورة قالت فيه: "إنها سوف تقدم للنيابة كل من تناولها فى تغريداته"، فى مواجهة جديدة بين الشباب الثائر على قرارات وشخصيات يراها تقف أمام ما يرغبه من قرارات، وما صرحت به المستشارة نوع من الترهيب للمصريين، وأنها لم تعِ أنها بتلك الطريقة سوف تحاكم ملايين من المصريين، وأنها تمارس تخويفاً للأقلام والمعارضين للذات الدستورية، إنه تصريح أرى أنه يعاقب عليه القانون، فى مشهد مختلط بين الخطأ والصحيح، فأهل القانون يستخدمونه فى مواجهة الثوار وليس لخدمة قضايا الدولة، وما يدور فى ذهنى سؤال فى منتهى الأهمية، لماذا "تهانى الجبالى" وضعت نفسها فى المواجهة بجانب الزند- فى مواجة الثورة والتغيير؟ وبالطبع الإجابة أنها تشعر بالقوة بما فى يديها وما خلفها من مساندة ودعم، فمن يدعم تحالف الجبالى- الزند؟ فتصريحات "الجبالى" تنقص من هيبة القضاء والقانونيين ومن احترام الشعب لهما، وتضع المحكمة فى بوتقة القيل والقال، وتنزع عنها قدسيتها التى كان يسمع عنها كل مصرى. المستشارة "تهانى الجبالى" لقد أخطأتى فى حق الملايين بدعواكى بالترهيب والتخويف لهم، بأنك تريدين أن تحجرى على تعلقاتهم وردودهم، فالرئيس د.محمد مرسى يتلقى يوميًا انتقادات فى الإعلام الحكومى وفى الصحف القومية وفى تغريدات المصريين، ولم نسمع عن تصريح مثل تصريحك، فالفارق كبير بين رجل يدرك ان المصريين أبناؤه وأن عليه ان يقدر ويتحمل آراءهم ويسعى لرضاهم ويستمع لكل كلمة ويدونها له المتابعون لذلك، إنه تواضع سيادة الرئيس، وبين المستشارة الجبالى التى تريد ان تغلق أفواه المعارضين لها، هكذا الفرق بين فترتي - فترة مبارك ونظامه والفترة الحالية، فكان مبارك ورجاله يمارسون القهر الفكرى على الإعلام والأقلام وما كان يجرؤ مصرى أن يخطر فقط فى باله ان يعترض على قرار او أسلوب إدارة مبارك أو أحد رموز النظام السابق، وها هى المستشارة تمارس نفس الفكر وتطبقه، فهى تملك كل العذر فقد عايشت مبارك ونظامه ونشأت فيه، أكثر من رؤيتها لما هو حادث من تغيير جوهرى، وما على الشعب إلا الانتظار والصبر على تلك الشخصيات، حتى يحدث الله أمراً كان مفعولاً، وكلنا إيمان أن التغيير مستمر وأن الثورة لا تزال قائمة، الأستاذه تهانى الجبالى .. منه لله مبارك الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى