موعد تغيير التوقيت الصيفي في مصر 2024 رسميا.. قدم ساعتك 60 دقيقة    «التموين»: الاحتياطي الاستراتيجي من السلع يكفي لمدة 4 على الأقل    أسوق أسماك بورسعيد: الأسعار انخفضت 70%    مصطفى الفقي: فترة حكم الإخوان كانت ممكن أن تؤدي إلى كارثة في الصراع العربي الإسرائيلي    أمير هشام: إمام عاشور لم يتلقى عروض للرحيل ولا عروض ل "كهربا" و"الشناوي"    أرسنال يحسم ديربي لندن بخماسية في شباك تشيلسي بالدوري الإنجليزي    عاجل - تحذير من موجة حارة تضرب مصر خلال ساعات    الموت له احترام وهيبة..تامر أمين ينفعل بسبب أزمة جنازات الفنانين    موعد عيد شم النسيم 2024: توضيح الإفتاء وتأثيره على الاحتفالات    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    طريقة تحضير دونات محلات.. اطيب دونات هشه وخفيفه حضروها بالبيت    ضبط طن وربع رنجة غير صالحة للاستخدام الآدمي في الغربية    تعرف على طرق وكيفية التسجيل في كنترول الثانوية العامة 2024 بالكويت    ما أهمية بيت حانون وما دلالة استمرار عمليات جيش الاحتلال فيها؟.. فيديو    عاجل.. تشافي على بعد خطوة واحدة من تمديد عقده مع برشلونة    تفاصيل.. دياب يكشف عن مشاركته في السرب    مع اقتراب عيد تحرير سيناء.. أماكن لا تفوتك زيارتها في أرض الفيروز    وزيرة الثقافة ومحافظ شمال سيناء يشهدان احتفالية تحرير أرض الفيروز بقصر ثقافة العريش    نائب سفير ألمانيا بالقاهرة يؤكد اهتمام بلاده بدعم السياحة في أسوان    صلاح يفاجئ الجميع بطلب غير متوقع قبل الرحيل عن ليفربول.. هل يتحقق؟    منى أحمد تكتب: سيناء.. أرض التضحيات    كفر الشيخ الخامسة على مستوى الجمهورية في تقييم القوافل العلاجية ضمن حياة كريمة    أمين الفتوى: "اللى يزوغ من الشغل" لا بركة فى ماله    دعوة أربعين غريبًا مستجابة.. تعرف على حقيقة المقولة المنتشرة بين الناس    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    "سياحة النواب" تصدر روشتة علاجية للقضاء على سماسرة الحج والعمرة    مدرب جيرونا يقترب من قيادة «عملاق إنجلترا»    جامعة المنوفية توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة القومية للاعتماد والرقابة الصحية    عادات خاطئة في الموجة الحارة.. احذرها لتجنب مخاطرها    الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضيه    دياب يكشف عن شخصيته بفيلم السرب»    مقتل وإصابة 8 مواطنين في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة حانين جنوب لبنان    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    «بروميتيون تاير إيجيبت» راعٍ جديد للنادي الأهلي لمدة ثلاث سنوات    يد – الزمالك يفوز على الأبيار الجزائري ويتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس    عمال سوريا: 25 شركة خرجت من سوق العمل بسبب الإرهاب والدمار    أبو عبيدة: الرد الإيراني على إسرائيل وضع قواعد جديدة ورسخ معادلات مهمة    بائع خضار يقتل زميله بسبب الخلاف على مكان البيع في سوق شبين القناطر    إنفوجراف.. مراحل استرداد سيناء    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    السياحة: زيادة أعداد السائحين الصينيين في 2023 بنسبة 254% مقارنة ب2022    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال التطوير بإدارات الديوان العام    مجلس الوزراء: الأحد والإثنين 5 و6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العمال وشم النسيم    غدا.. اجتماع مشترك بين نقابة الصحفيين والمهن التمثيلية    عضو ب«التحالف الوطني»: 167 قاطرة محملة بأكثر 2985 طن مساعدات لدعم الفلسطينيين    إحالة شخصين للجنايات بتهمة الشروع في قتل شاب وسرقة سيارته بالسلام    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    عربية النواب: اكتشاف مقابر جماعية بغزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولى    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    منها الطماطم والفلفل.. تأثير درجات الحرارة على ارتفاع أسعار الخضروات    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    بدأ جولته بلقاء محافظ شمال سيناء.. وزير الرياضة: الدولة مهتمة بالاستثمار في الشباب    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محو الأمية أهم أسس نهضة الأمة الإسلامية.. والوحدة الفكرية طريق المستقبل
د. محمود فهمى حجازى رئيس الجامعة المصرية الكازاخية الإسلامية الأسبق:
نشر في الوفد يوم 24 - 05 - 2019

انحدار مستوى اللغة العربية تهديد لصلة العربى بتراثه وواقعه ومستقبله
الترجمة وسيلة لمعرفة الحضارات الأخرى.. والمجامع لن تؤدى دورها إلا باستقرار المنطقة
جمع الدكتور محمود فهمى حجازى الرئيس الأسبق للجامعة المصرية الكازاخية بين الثقافتين العربية والغربية؛ حيث مكث فترة طويلة فى ألمانيا لتلقى العلم؛ وكان له الفضل فى إدخال اللغة العربية فى مناهج التعليم فى مدارس ماليزيا وجزر القمر وكازاخستان؛ كما أنه ترجم العديد من كتب التراث العربية وتحقيقها لنشرها فى الدول الغربية؛ كما أسهم على مدار ثلاثين عاماً فى تقديم المشورة لعدد من الدول العربية والإسلامية فى مجالات تعليم اللغة العربية لأبناء اللغات الأخرى منها الكويت وقطر وماليزيا ودول أخرى؛ وعمل كبيراً للخبراء اللغويين بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالقاهرة؛ مؤخراً حصل «حجازى» على جائزة الملك فيصل العالمية التى تعد بمنزلة «نوبل العربية» بالاشتراك مع المغربى الدكتور عبدالعالى ودغيرى.
«الوفد» أجرت معه حواراً موسعاً؛ حيث أكد «حجازى» أن انحدار مستوى اللغة العربية نذير وتهديد لصلة العربى بتراثه وواقعه ومستقبله؛ لكن على الجانب الآخر بوصف العربية لغة الإسلام فإنها محفوظة ومستمرة؛ وأضاف عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة أن المجامع اللغوية تؤدى رسالتها ودورها لكنه طالب بالمزيد منها؛ مؤكداً أنه لن يتحقق ذلك الانطلاق إلا باستقرار المنطقة وبعمل سياسة لغوية عربية تشارك المجامع فيها بدور كبير؛ فإلى نص الحوار:
بداية كيف تري السبيل لتحقيق وحدة الأمة فكرياً وثقافياً فى الوقت الذى صارت فيه الفرقة والانفصام سمة أساسية فى كل قضايانا المصيرية؟
- يتطلب النهوض الفكرى والثقافى إتاحة المعرفة الجادة على مستوى عريض، وجعل الثقافة من مكونات وعى الإنسان بذاته ومستقبله.فهناك شعوب عربية كثيرة تعانى من مشكلات سياسية ويركز عدد كبير من المفكرين والكتاب على أمور سياسية، ونأمل أن تنتهى هذه الأزمات السياسية فى أقرب وقت وأن تتحول الرؤية إلى ما يدعم الانتماء ويفتح آفاق الرؤية المستقبلية، فالفرقة كارثة، والوحدة الفكرية طريق المستقبل بالتعليم الجاد والثقافة الواعية؛ وقبل هذا كله فإن محو الأمية بشكل كامل من أهم أسس النهوض.
وكيف ترى واقع اللغة العربية فى مجتمعاتنا اليوم؟
- واقع اللغة العربية فيه جوانب إيجابية ينبغى دعمها وجوانب سلبية يجب التخلص منها. ومن الإيجابيات انتشار التعليم العام الذى أصبح للملايين، ومن السلبيات أن مدارس الصفوة فى عدة بلدان عربية تعلم كثيراً من المواد بلغة أجنبية وتجعل اللغة العربية مجرد مادة دراسية. واللغة العربية أصبحت اللغة الدولية السادسة فى الأمم المتحدة واليونسكو ومنظمات دولية أخرى.
وواقع اللغة العربية من حيث عدد أبنائها هى اللغة الخامسة على مستوى العالم، ولكن المشكلة أن أكثر المجالات فى الحياة تتم بالعامية أو بالدارجة المحلية فى كل بلد عربى أو بلغة أجنبية.
وحجم الإنتاج الفكرى العلمى والفكرى دون مستوى الطموح العربى، والحل لغوى وعلمى وثقافى.
تعلم أن اللغة تعانى من ضعف تعليمى فمن المسئول وما الحلول؟
- الضعف التعليمى أساسه فى بعض البلدان العربية ازدحام الفصول، وبذلك لا يمكن التعامل الصفى باللغة العربية السليمة بين المدرس والطالب، والتركيز قليل على المهارات اللغوية الاستماع والقراءة والتحدث والكتابة، وبذلك تتحول مادة اللغة العربية، وكذلك المواد الأخرى، إلى مجرد مواد تعليمية للحفظ والاختصار والامتحان، والمواد التعليمية المشوقة والجادة محدودة، لا يكاد التلميذ يسمع اللغة العربية إلا من المدرس وفى أوقات محددة. والمناخ العام للوعى اللغوى المنشود ينبغى أن يجعل العربية لغة للحاضر والمستقبل وليس مجرد لغة نصوص قديمة تلقن للحفظ والامتحان فقط، وقبل هذا كله، فإن تدريب المعلمين محدود جداً، ولهذا يظل تطوير العملية التعليمية مرهوناً بمستوى المعلمين.
فنصوص التراث لها أهميتها ولكن المهارات اللغوية منشودة ويجب العناية بها.
البعض يرجع تدنى المستوى إلى حاجة المناهج للتطوير.. فما تقييمك لمناهج اللغة العربية؟
- المناهج وتطويرها ليس مجرد تعديل فى المقرر، بإحلال نصوص محل نصوص أخرى أو بتعديل بعض مصطلحات النحو والبلاغة.
هذا كله مهم ولكنه لا يكفى. التطوير الحقيقى يكون فى المناخ التعليمى والثقافة اللغوية التى تجعل التلاميذ يحبون اللغة العربية فى تراثها وواقعها ويقبلون على إتقانها كما يتقن التلاميذ الألمان لغتهم الألمانية، وكما يتقن التلاميذ الفرنسيون لغتهم الفرنسية.
البعض يؤكد أن انهيار العربية يمثل انهياراً للثقافة العربية بكل تاريخها بل إنه يمثل خطراً حقيقياً على الإسلام العقيدة والشريعة والنص القرآنى فما رأيك فى هذا
الطرح؟
- العربية لغة القرآن الكريم وهى أيضاً لغتنا التى نريدها للحياة والثقافة والعلوم. ولا شك أن اللغة أهم وسائل التعبير عن الثقافة والانتماء وثقة الفرد فى نفسه. ومن هنا نجد انحدار مستوى اللغة العربية نذيراً وتهديداً لصلة العربى بتراثه وبواقعه ومستقبله، ولكن الدين عالمى، وأكثر مسلمى العالم ليسوا عرباً وهم يؤدون الشعائر بالعربية ويفكرون بلغاتهم. ولا نريد أن يفقد العرب معرفتهم الجادة بلغتهم ويصبحوا أعاجم يستخدمون لهجاتهم المحلية ويحفظون قدراً يسيراً من العبارات والآيات لأداء الشعائر. والعربية بوصفها لغة الإسلام محفوظة ومستمرة، ولكن المشكلة فى استخدام العربية فى مجالات الحياة والعلم؛ إن التخصص فى الدين يتطلب المعرفة بلغة النصوص الدينية الأساسية، ولا يمكن التخصص فى العقيدة أو الفقه بدون معرفة عميقة باللغة العربية.
اللغة هى الهوية والتعبير عن التفكير فكيف تقيم تدنى مستوى اللغة والمصطلحات الحديثة الشائعة بين الشباب حاليا؟ وما الحل؟
- عبارات الشباب موجودة فى كل العصور، إنها للدعابة أو لإثارة الشعور بالود أو لغير ذلك، وأكثرها يختفي بمضى الوقت ويظهر غيرها، والقليل من هذه الكلمات أو العبارات يستقر فى اللهجات المحلية، وقد يدخل فى الحوار فى بعض الأعمال الأدبية، وفى كل الحالات فإن نشأة هذه الكلمات أو العبارات يرجع فى جانب منه إلى قصور فى المعرفة اللغوية، ليس الحل أن ندين أو نعاقب هؤلاء، بل الحل فى المعرفة اللغوية.
ترأست الجامعة المصرية الكازاخية الإسلامية «نور» بمدينة ألماطى الكازاخية ماذا عن دورها فى هذه البقعة من العالم وما الهدف من إنشائها؟
- الجامعة المصرية الكازاخستانية «نور مبارك» جامعة صغيرة متخصصة فى الدراسات الإسلامية والعربية وما يتصل بهما من دراسات التاريخ والفلسفة ومقارنة الأديان وعلم اللغة العام والمقارن واللغة القازاقية واللغة الإنجليزية.
والهدف من إنشائها هو دعم هذه المجالات، وفى هذا الإطار كان للجامعة دور كبير فى تعرف تراث كازاخستان باللغة العربية عبر عدة قرون وعلاقات كازاخستان التاريخية بالبلاد العربية.
فأكثر المماليك كانوا من هذه المنطقة وأسماؤهم قازاقية، ولذلك يعد عصر سلاطين المماليك فى مصر وبلاد الشام تراثاً مشتركاً مع كازاخستان. وبعض بحوث الطلاب لدرجة الماجستير كانت عن الفارابى المعلم الثانى والفارابى اللغوى وعن سيرة الظاهر بيبرس.
وقد نجحت الجامعة فى تقديم الصورة الحضارية للإسلام وتكوين متخصصين فى مجالات عمل الجامعة، كل الطلاب يتعلمون اللغة العربية بشكل جاد وبعضهم يتخصص فى الإنجليزية مع العربية. والجامعة ذات مكانة عالية فى المجتمع الكازاخستانى، وبعض خريجيها يعمل فى السلك الدبلوماسى والترجمة والتدريس والبحث والوظائف الدينية.
ما تقييمك لجهود كازاخستان فى الحفاظ على الثقافة الإسلامية وإرساء مبدأ الحوار وتصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين؟
- جهود جمهورية كازاخستان ناجحة بكل المقاييس: وأهمها العودة إلي الدين بدون تطرف والسعى الجاد نحو التقدم بالمعايير العالمية واحترام الدستور والحرص على تطبيق مفهوم المواطنة.
فمنذ أن بدأت المشكلة فى أمريكا 2001 أعلن رئيس الجمهورية فى كازاخستان أنه لا صلة بين الإسلام والإرهاب، وبعد ذلك قامت مؤسسة حكومية بهدف دعم حوار الأديان والثقافات، وتعقد بشكل منتظم مؤتمراً دولياً يضم عدداً من زعماء الأديان والمفكرين وأصحاب الرأى لدعم حوار الأديان.
وكان لكل هذا أثر فى ترسيخ فكرة القيم الدينية التى تدعو إليها الأديان وأهمية العلاقات على أساس الاحترام المتبادل وترسيخ فكرة أن الإسلام يدعو إلى السلام والحوار وحقوق الإنسان. وهذه الجهود كان لها أثر إيجابى فى الاستقرار المجتمعى وتحقيق التقدم.
كيف ترى دور المنظمات العربية والإسلامية الثقافية فى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام مثل «الإيسيسكو» و«الألكسو»؟
- دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) فى دعم تعليم العربية فى الخارج- إلى جانب اهتمام إدارة التربية بتطوير تعليمها فى الداخل- بدأ فى أواخر سنة 1974 فى عهد الدكتور محيى الدين صابر
عندما كلفتُ بوضع خطة الدراسة والبحوث لمركز الخرطوم لإعداد خبراء فى تعليم العربية لأبناء اللغات الأخرى.
ونفذت الخطة بشكل جاد، وأضيف إليها إعداد رسالة لمنح الطالب درجة الماجستير. وكان الطموح كبيراً ولكن عواصف السياسة جعلت الانطلاق محدوداً.
أما المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ركزت فى البداية على الدورات التدريبية لمدرس العربية فى الجامعة. ونفذت لها دورات كثيرة من 1984-1994 فى ماليزيا وتضمنت تدريب عدة آلاف من المدرسين والموجهين فى التدريس الحديث وفى تأليف الكتب وإعداد الاختبارات. وعندما كنت رئيساً للجامعة المصرية الكازاخستانية نفذت الإيسيسكو دورة تدريبية لطلاب الدراسات العليا. ونجحت الإيسيسكو برئاسة الدكتور عبدالعزيز التويجرى فى هذه الأعمال، إلى جانب حوار الأديان والثقافات.
وكل هذه المشروعات تقدم صورة حضارية للإسلام والمسلمين.
ماذا عن دور الترجمة فى نقل علوم الحضارات الأخرى بلغتنا العربية وما ردك على من يقولون إن الترجمة خيانة للنص الأصلى؟
- كل لغة لها سماتها فى الصياغة، ومن المبالغة ترديد العبارة الفاسدة بأن الترجمة خيانة للنص الأصلى. فالترجمة أهم وسيلة لتعرف حضارات الآخرين. فهل يجوز أن ننظر إلى عمل مترجمى العلوم والفكر عند اليونان وغيرهم هذه النظرة. إن الإسلام يدعو إلى أخذ العلم من كل مصادره. والفضل لمن يترجم ولمن يدعم الترجمة ولم يضف إلى الترجمة بحوثاً فيها الجديد والمهم. ولولا ترجمة الأوروبيين فى القرنين الثانى عشر والثالث عشر للعلوم عند المسلمين لما حدث عصر النهضة فى أوروبا.
وماذا عن الترجمات المنتشرة فى العالم بأسره للقرآن الكريم.. وهل تسمى قرآناً أم معنى للقرآن؟
- الترجمات التى نشرت فى مصر والعالم الإسلامى لا نزعم أنها نقل كامل للنص القرآنى، بل هى ترجمات لمعانى القرآن الكريم، إنها نوع من التفسير بلغة أخرى، ولكنها مفيدة للقارئ المسلم غير العربى.
وكل الدول تعلم بلغاتها الوطنية كل التخصصات، ولكنها تهتم فى الوقت نفسه بتعليم التلاميذ والطلاب لغة أو لغتين أو ثلاث لغات أجنبية. فهناك فرق بين لغة التعليم ولغات البحوث والمراجع.
ما تقييمك لتجربة سوريا فى التعريب؟
- تجربة سوريا ناجحة، ونجد هذا النجاح فى زملائنا الأطباء السوريين فى مجمع اللغة العربية بالقاهرة. فالتعليم بالعربية سهل لهم التحصيل، أما قراءة الكتب والبحوث فيكون بلغة أخرى أو بلغتين أجنبيتين، وهذا يتيح لهم الصلة المنشودة بالتقدم العلمى.
هناك اتهام لمجامع اللغة العربية بأنها لا تعمل ولا تنتج، بل تنكفئ على الماضى ولا تساير ركب الحضارة المعاصرة.. فما تعليقكم؟
- مجامع اللغة العربية منها مجمع القاهرة، الذى يعمل فى إنتاج المعاجم العامة ومنهم المعجم الكبير وطبعات متجددة للمعجم الوسيط والمعجم الوجيز ومعجمات المصطلحات العلمية والحضارية وبحث كل جديد فى اللغة من ألفاظ وأساليب. وكل هذه الأعمال يُعرض على مؤتمر المجمع فى مارس- أبريل من كل عام. أما المجامع الأخرى فإن لها ظروفها، وهل يمكن مطالبة المجامع اللغوية فى سوريا وفلسطين وليبيا بتجاوز ظروف تلك الدول أكثر مما تتحمله الحياة العامة فيها.
وما أبرز التحديات والعوائق التى تواجهها المجامع اللغوية.. وهل أدت رسالتها المنوطة بها بالفعل؟
- المجامع اللغوية تقوم برسالتها ولكنا نطمح إلى المزيد، ولن يتحقق هذا الانطلاق إلا باستقرار المنطقة وبعمل سياسة لغوية عربية تشارك المجامع فيها بدور كبير.
على الرغم من ضرورة الانفتاح على الآخرين وهى سمة أرشدنا لها الإسلام، لكن كثيراً من المسلمين يلجأون للتقوقع.. فما سبب ذلك فى رأيك.. وما حدود الانفتاح على الآخر؟
- لم يحقق التقوقع والانكفاء على الذات تقدماً فى أى بلد.
وعلينا- مع الاعتزاز باللغة- الانطلاق لتعرف ما عند الآخرين. وهكذا حدث التقدم فى الحضارة الإسلامية فى العصر العباسى وحدث التقدم الحديث فى أوروبا.
ما تقييمك لجهود المملكة العربية السعودية للنهوض باللغة العربية؟
- جهود المملكة العربية السعودية للنهوض باللغة العربية كثيرة ومشكورة وعلى وجه الخصوص فى تعليم العربية لأبناء اللغات الأخرى، معاهد فى عدة جامعات وسلاسل كتب ودورات تدريبية ومؤتمرات علمية. ووصلت هذه الجهود إلى قمتها بتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولى لخدمة اللغة العربية، يضم نخبة من أصحاب الخبرة من المملكة ومن خارجها، والأمل كبير فى هذه الجهود.
ماذا عن دور الإعلام.. هل يساعد فى نشر اللغة أم يعمل على إضعافها خاصة أن البعض يرى أن وسائل الإعلام هى المعول الأول لهدم اللغة بقصد أو غير قصد؟
- تقنيات الإعلام ترسخ الصيغ والتراكيب عند ملايين المشاهدين والقراء. فقد كان للصحافة والدوريات العربية فى أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين أثر كبير وحاسم فى ترسيخ قدر كبير من ألفاظ الحضارة الحديثة والمصطلحات العلمية.
وإلى اليوم تعد الصحافة مصدراً مهماً لكل جديد.
وللتلفاز دور كبير فى هذا المجال، ولهذا من المهم التوعية بدور الإعلام وبأثره فى التغير اللغوى وتحديد مسار التغير.
فى دول أوروبا يعد الأداء اللغوى الإعلامى قدوة وأداة مهمة وحاسمة فى ترسيخ النمط اللغوى المنشود.
هل ترى أن الدول الإسلامية تعانى من غزو ثقافى أثر سلباً على لغتها وهويتها؟
- لم يحضر الأوروبيون والأمريكيون اليوم لغزونا ثقافياً، بل نحن طلبنا حضورهم وأنشأنا المدارس. والمشكلة عندنا فى عدم وجود سياسة لغوية واضحة، تصنع اللغة العربية فى أماكنها الصحيحة، وتهتم إلى جانبها باللغات الأجنبية. وفى كل الأحوال علينا أن يكون التعليم جاداً ومنافساً على المستوى الدولى.
أخيرا.. رسالة توجهها فماذا تقول؟
- اللغة ركن من أركان الدولة الحديثة، ونحن بحاجة إلى وعى لغوى واضح وسياسة لغوية شاملة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.