الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء في السودان    هربوا من الحر فاحتضنتهم الترعة.. نهاية مأساوية لثلاثة أطفال غرقوا بقرية درين في نبروه بالدقهلية    محافظ الإسكندرية: توجيهات رئاسية بإعادة إحياء موقع أبو مينا الأثري    الإسكان: تفاصيل طرح سكن لكل المصريين 7 غدا ومميزات المبادرة    وزير العدل يتفقد أعمال تطوير محكمة جنوب الجيزة الابتدائية    انتقدت خطة ترامب لتهجير مليون غزاوى إلى ليبيا .. حماس : ليس من حق أى طرف خارجى الحديث نيابةً عن الفلسطينيين    مصطفى مدبولي يستعرض مقترحا حول الاستغلال الأمثل لمسار العائلة المقدسة    إزالة 88 حالة تعد ضمن المرحلة الأولى للموجه ال 26 بأسوان    غادة إبراهيم وبوسي شلبي.. تصاعد الخلاف بين الفنانة والإعلامية بسبب مقطع «أوضة ضلمة» (قصة كاملة)    ياسمين صبري تشارك متابعيها كواليس «فوتوسيشن» جديد    في جراحة دقيقة وعاجلة.. فريق طبي ينقذ يد مريض من البتر ب مستشفى السنبلاوين العام    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    القائم بأعمال سفير الهند: هجوم «بهالجام» عمل وحشي.. وعملية «سيندور» استهدفت الإرهابيين    وفاة طفلين توأم في انقلاب سيارة بترعة في البحيرة    المحاولة الخامسة منذ 2008.. توتنهام يبحث عن منصات التتويج أمام مانشستر يونايتد    تجهيز اللاعبين وجوانب خططية.. الزمالك يختتم معسكره استعدادا لمواجهة بتروجيت    أول رد من بيراميدز على تصريحات سويلم بشأن التلويح بخصم 6 نقاط    تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات بين الأهلي ووادي دجلة (مستند)    «بعد حديث مهيب».. أسامة حسني يكشف تفاصيل تمديد عقد إمام عاشور مع الأهلي    بآلة حادّة.. شاب يقتل والدته جنوبي قنا    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    بث مباشر.. الأهلي 13-11 الزمالك.. دوري السوبر للسلة    محافظ سوهاج يسلم التأشيرات والتذاكر للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    جدل لغز ابن نجم شهير.. هل موجود أم لا ؟ | فيديو    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    رئيس الوزراء يعرب عن تقديره لدور «السعودية» الداعم للقضايا العربية    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    بالصور.. يسرا وهدى المفتي من كواليس تصوير فيلم الست لما    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    مهرجان كان يمنح دينزل واشنطن السعفة الذهبية بشكل مفاجئ |صور    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    "أمين عام مجمع اللغة العربية" يطلب من النواب تشريع لحماية لغة الضاد    جامعة سوهاج تعلن انطلاق الدورة الرابعة لجائزة التميز الحكومى العربى 2025    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: تصريحات يائير جولان إقرار واضح بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    «الوطني الفلسطيني» يرحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا لوقف العدوان على غزة    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القارئ الشيخ محمود الشحات محمد أنور: قرأت القرآن أمام ملوك ورؤساء وأمراء
نشر في الوفد يوم 22 - 05 - 2019


أسمع جميع الأصوات.. وتأثرت بوالدى
أعتذر عن تقاعسى فى الانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم
«الفيوضات الربانية».. حقيقة لا يعرفها إلا أهل التلاوة
أتجاهل الشائعات.. وأعتبر نفسى سفيراً لمصر
القارئ الشيخ محمود الشحات محمد أنور هو نجل القارئ الكبير الشحات محمد أنور، أحد سفراء القرآن، وقام بتمثيل مصر فى الكثير من المحافل الدولية، وشدا بصوته العذب أمام رؤساء دول وملوك وأمراء، له مئات الآلاف من المُريدين والمغرمين بأدائه فى التلاوة.
يكشف الشيخ «محمود» فى هذا الحوار عن بدايته ونشأته فى كنف والده الذى أحبه ورعاه، وكيف تأثر بالقرآن مُنذ صغره، حدثنا عن أمانيه وأحلامه بشهرة المشايخ والمعممين والقراء على الصعيد العالمى، وأشار إلى مدى سعادته عندما يدخل أحد الإسلام متأثراً بصوته، مهتديًا به كرمز دينى إسلامى، يطرب القلوب بكلمات الله عز وجل.
وشدد خلال حواره على أهمية الإخلاص والتفانى فى العمل، وأبرز رفضه لتعدد الزوجات، وأخبرنا بعلاقته الطيبة بشقيقه الشيخ أنور، والذى قال إنه كان يقدمه فى الحفلات والمناسبات الدينية، ويشد من عضده أمام المنتقدين، ويقول لهم الشيخ محمود أفضل منى.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن البداية والنشأة؟
- نشأت كأى طفل عادى، وكان القرآن دائمًا فى بيتنا، والدى كان حافظًا للقرآن، وكان أحد عمالقة القرآن فى العالم الإسلامى، وهو الأمر الذى جعلنا نتأثر بالقرآن، وعند بلوغى العام الثامن، كنت أسمع الوالد فى الإذاعة وشرائط الكاسيت، وكنت أجلس فى غرفتى وأقلد صوت والدى، وفى مرة من ذات المرات استمع الوالد إلى صوتى، وقال لى إن صوتك جميل، وسأقدم لك فى مسابقات القرآن الكريم وبالفعل فى عام 1997م، قدم لى فى مسابقة ليلة القدر، وكان عمرى آنذاك 13 عامًا، والحمد لله نجحت فى القرآن، ومُنحت الدرجة الأولى فى حفظ القرآن، والدرجة الأولى فى الصوت، ورُشحت للقراءة أمام السيد رئيس الجمهورية، وكانت هذه انطلاقة لى فى القرآن، والفضل الأول فى الحفظ وحب القرآن يرجع إلى الوالد رحمه الله عليه.
هل نشأتك فى بيت الشيخ الشحات أنور جعلتك تسير على نهجه؟
- بالطبع، النشأة تؤثر على الشخص، وخاصة عندما يكون الوالد من المؤثرين، فأنا كنت أحبه وأحب أن أقلده، وأن تكون فى كنف رجل قرآنى هو أمر له تأثير كبير عليَّ.
وما فضل القرآن عليك؟
- القرآن جعلنى أرى فى حياتى أكثر مما كنت أتمنى، فكان لدى من العمر 25 عامًا، وأُستقبل استقبال الأمراء والرؤساء فى الدول الإسلامية، وكان ينتظرنى مسئول كبير فى المطار، وأخرج منه فى سيارات خاصة، وعندما بدأت فى قراءة القرآن وجدت الكثير من المستمعين، وفضل القرآن على منذ نشأتى وحتى الآن خير مستمر لا ينقطع وربنا يديمها علينا نعمة.
من رحلاتك وجولاتك المتعددة فى الخارج هل تذكر لنا موقفاً لا تنساه؟
- هناك مواقف كثيرة، على سبيل المثال كنت فى لندن عام 2006م، وعندما نزلت من السيارة وبدأت فى الترجل للوصول إلى المسجد، وجدت أتوبيسات وسيارات ممتلئة والجميع يشير لى، ويحيوننى، ونحن فى دولة ليست إسلامية، مما جعلنى أشعر بالفرحة، وأشعر بالسعادة عندما يثنى الناس على صوتى وهذا حدث فى بلاد كثيرة والحمد لله فى لندن، وفرنسا، وجنوب أفريقيا، وأمريكا، وهذه من أعظم الأمور فى حياتي.
ما طقوسك الخاصة فى رمضان؟
- فى البداية أقرأ الورد القرآنى، ويومى غالبًا حتى صلاة المغرب يرتكز على قراءة القرآن والأذكار والتسابيح، وبعد الإفطار تبدأ الحياة العملية.
هل لديك طقوس معينة قبل قراءة القرآن فى المناسبات المهمة؟
- فى الحقيقة حتى الآن أشعر بنفس التوتر والارتباك الذى شعرت به عند قراءتى لأول مرة، لذلك أتغلب على هذا الأمر بالأذكار والتسابيح حتى أشعر بالراحة، وعند بدء القراءة يفتح الله عليَّ.
يقر الكثير من قراء القرآن ب«الفيوضات الربانية» هل تحدثنا عن هذا الأمر؟
- هذه حقيقة، والأمر يحتاج إلى ساعات طويلة، فالقرآن مليء بالأسرار، لا يشعر به إلا من داوم على قراءته، وفى بعض الأيام أكون مجهدا أو متعباً أو قليل النوم وعند بداية القرآن تتحسن صحتى، وكذلك الدراويش الذين يحيطون بى فى كل مسجد أو مكان أقرأ فيه فهؤلاء الأشخاص يعطوننى القوة، ويملأون المكان بالنور، والقرآن له العديد من الكرامات التى لا مجال للحديث عنها أو ذكرها.
هل يمكن أن تذكر لنا موقفاً وجدت فيه كرامة كبيرة بينك وبين الله؟
- هذا الأمر حدث كثيرًا، وسأذكر لك مرة منها حيث كنت أقرأ سورة الرحمن، حتى وصلت إلى قول الله عز وجل «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» وشعرت بعظمة وهيبة الله تملأ المكان، وتملكتنى القشعريرة، وكأنه عز وجل تجلى علينا، فما عدت أتمالك نفسى، وعلى الفور اختتمت القراءة.
وفى مرة أخرى كنت أقرأ فى سورة آل عمران، ووصلت حتى قوله تعالى «وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين» وأنا أقرأ شعرت به صلى الله عليه وسلم كأنه أمامي.
كيف تتعامل مع ردود الأفعال غير المتوقعة أثناء التلاوة؟
- عندما تكون مسئولاً فى مجال معين، يتوجب عليك أن تعذر الإنسان الذى أمامك، وهناك أشخاص يصدر منهم تصرفات أو أقوال أثناء التلاوة، وأنا أدرك جيدًا أن البعض يدخل فى حالة غير طبيعية، وهناك أحد الذين يحضرون غالبية المناسبات التى أقرأ فيها، وهذا الرجل تحدث له حالة أعرفها من شكله، وأحاول أن أقول له بعد القراءة حاول أن تهدأ، ولكنه يعاود الأمر، فالقرآن يخرج من الناس أمورًا لا يدركونها.
هل إخلاص المحبين للقرآن فى العالم مثل المحبين من المصريين؟
- بالطبع فى مصر له روحانيات مختلفة، مصر فيها مستمعون
جيدون للقرآن، ولهم طبع خاص يجعلونك تقرأ بشكل معين، يطلبون آيات معينة، إنما فى الخليج هم يريدون الشيخ «الشحات» فقط، ولا يطلبون آيات أو سورا معينة كما يحدث فى مصر، وانفعال المصريين مع القرآن أمر خاص، والبعض يُنكر هذا الأمر ولكن لا يعلم هذا الأمر إلا القراء، فكان والدى أثناء تلاوته يرى انجذاب الناس، وفى إحدى المرات كنت فى بلد وقصوا علىّ قصةً، وكنت مع شيخ أزهرى يحفظ القرآن بالقراءات السبع، وكان والدى رحمة الله عليه يقرأ سورة «ق» وعند قول الله عز وجل «فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد»، فقد هذا العالم عقله لقرابة الدقيقتين وتجول فى المكان ذاكرًا لله عز وجل بصوت عالٍ، ثم عاد وجلس فى مكانه، وفاق مما كان فيه، وهذا نوع من أنواع الانجذاب، ويحصل كثيرًا، فمصر لها طبع خاص فى سماع القرآن وحب وترتيل القرآن.
ما السورة الأقرب إلى قلبك ولها مكانة خاصة؟
- أنا أحب: سورة يوسف، وسورة الشورى، وسورة الشمس، وسورة النمل، وهذا بسبب تألق الوالد فى تلاوتها.
يتساءل البعض: أين أنت من اعتمادك لدى إذاعة القرآن الكريم؟
- إذاعة القرآن الكريم من أهم الإذاعات فى العالم، وهناك بعض الشروط التى يجب توافرها، وانشغالى وضيق وقتى لم يمكننى من الاستجابة لتلك الشروط، وأنا أعتذر عن ذلك.
هل لك مشروع تسجيل القرآن مجوداً ومرتلاً؟
- نعم، حالياً أقوم بتسجيل المصحف المرتل، والمجود يحتاج إلى وقت ومجهود، وبإذن الله خلال عام أو اثنين سيكون القرآن متوفرا مرتلًا كاملاً، وهناك العديد من القنوات طالبتنى بالتسجيل، وخلال عام أو أكثر سيكون متوافرا.
هناك علاقة خاصة بينك وبين الوالد ولكن لماذا لم تجمعكما مناسبة لقراءة القرآن معاً؟
- فى الحقيقة عندما بدأت لم يكن والدى متواجدًا فى المناسبات، وكنت أرافقه فى صغرى، وعندما بدأت كان هو قد اعتزل بسبب مرضه.
حصلت على الكثير من الجوائز.. هل هناك جائزة معينة لها شعور خاص؟
- أول مسابقة فى حياتى «مسابقة ليلة القدر»، لكن جائزتى الحقيقية هى أمر تمنيته من الله عز وجل عند بدايتى للقراءة بأن يكون لى تأثير ومحبون، والحمد لله عز وجل، ولم تكن تلك رغبتى للشهرة، ولكن أكون مؤثرا فى العالم الإسلامى بالصوت والإحساس بكلمات الله عز وجل، والحمد لله الشباب الصغير والأطفال يحبون سماع القرآن وقراءته وحفظه بسببى، والحمد لله أنى قدوة فى قراءة القرآن، وفى مرة شاهدت فيديو لطفل صغير يبلغ من العمر عامين وهو يقول أنا أحب الشيخ محمود الشحات، وهو أمر عظيم أن يعرف طفل صغير قارئ قرآن ويحبه، وهذه معجزة ورضاء من عند الله جل جلاله.
بعيداً عن الوالد.. من تحب سماع صوته من قراء القرآن؟
- جميع القراء القدامى ذوو قدر كبير، ولكنى دون التقليل من أحد لا أحب الاستماع إلا لوالدى، لأننى وجدت فيه جميع ما يكفينى ويغذى روحى، ومع ذلك فأنا أستمع لجميع المشايخ القدامى والحاليين، ولكن التأثر والحب هو لصوت الوالد.
علاقتك بالشيخ «أنور» شقيقك لها طابع مميز.. هل تحدثنا عنها؟
- الشيخ «أنور» دائمًا ما يعاملنى كابنه، وعندما كنت أبلغ من العمر 10 سنوات حدث لى أمر تسبب فى حجزى بالمستشفى لمدة أسبوع، وكان يرافقنى خلالها، وطبعًا سن العشر سنوات فى الماضى ليس كاليوم، ولم نكن متفتحين كاليوم، وخلال هذه الفترة كان يقوم الشيخ أنور بإطعامى والعمل على راحتى والاهتمام بى، مما يجعله يمثل لى حياتى، وهناك أيضاً أمر فعندما بدأت القراءة كان والدى اعتزلها، وكان الشيخ أنور يقدمنى فى حفلاته بالرغم من اختلاف الناس معه، وكان هناك من يقول له أنت أفضل، فيقول لهم محمود كويس وأفضل منى، حتى أكرمنى الله بسببه، لذلك فالشيخ أنور له مكانة كبيرة فى قلبي.
ما قصتك مع سورة «الشورى»؟
- هى سورة صعبة فى قراءتها، خاصة لأنها تتحدث عن الدين، وكيف عرض على المشركين ولم يتمكنوا من فهمه واستيعابه، تروى لك قصة كبيرة جدًا، وهناك آية، «وأقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» كلام كبير جداً لا تتحمله العقول.
ما الحلم والهدف الذى تسعى لتحقيقه؟
- فى الحقيقة، أى شخص وطنى عندما يصل إلى مكانة معينة فى حياته، يجب أن يضع بلده فى الصدارة، وهذا طبع قديم لى، فمنذ أن بدأت الخروج والسفر كنت أهتم بمظهرى وتمثيلى لبلدى، فقد قرأت أمام ملوك وأمراء ورؤساء جمهوريات، وكان لابد لى وأنا قارئ مصرى أن أكون على قدر المسئولية، فهى رسالة علينا تأديتها على أفضل ما يكون، ثم الرسالة القرآنية، ويجب عليك أن تخدم بلدك فى هذه الفترة وكذلك فى كل وقت، فيجب أن تُضحى كما يفعل البعض وتقدم لبلدك الكثير، وكذلك أتمنى من الله أن يكون قراء القرآن من مشاهير العالم كله.
ما هواياتك؟
- حالياً، لا شيء غير اللعب مع أولادى، فأنا رزقنى الله بنجلاء ونور ومحمد، وبعد الانتهاء من اللعب نبدأ فى حفظ القرآن، وقبل الأولاد كنت أخرج أنا وأسرتى لرؤية الأماكن والتنزه.
هل قمت بالتلاوة فى عزاء دون مقابل مادي؟
- كثيراً، ولن أقول أين.. لأن هذه الأمور بينى وبين الله، ولا يوجد هناك شخص قصدنى وهو رجل صالح إلا لبيت دعوته، وأبتعد عن أى شخص صاحب سمعة سيئة حتى ولو سيجزل لى العطاء.
حدثنا عن بعض الصعاب التى واجهتها فى حياتك؟
- لقد مررت بالكثير حتى أصل إلى ما أنا فيه، والحمد لله، عندما بلغت الثلاثين عاما كنت من القراء المهمين فى العالم، ومن المؤثرين أيضاً، وهناك من يريد أن يعطل مسيرتك إما بدافع الحقد أو الحسد أو خشية تسببك فى انتشار الدين وكلام الله، ولقيت من هؤلاء الكثير، وهناك من يخاف تفوقك على تاريخ فلان أو علان، فنحن جئنا إضافة على تاريخ هؤلاء العظماء، ووجود جيلنا إضافة للجيل القديم وهكذا الحياة جيل بيسلم جيل، ومن المؤكد أن أى شخص يريد النجاح سيواجه الكثير من الصعوبات.
اذكر لحظات صعبة مرت عليك؟
- وفاة الوالد رحمة الله عليه، وهى من أصعب المواقف فى حياتى حوالى شهرين توقفت حياتى، واعتزلت الحفلات والمناسبات لأن والدى لن يسمعني.
ماذا تقول لعاق والديه؟
- الأب والأم، لا يعوضان، فيجب أن تنظر كيف عانى والداك فى تربيتك وتعليمك، وانظر إلى ما قاله الله عز وجل فى الوالدين، سورة قرآنية كاملة تتحدث عن الوالدين، وتجرم العقوق، وأنا أعتبر عقوق الوالدين جريمة، سيعاقب مرتكبها فى الدنيا قبل عذاب الآخرة.
هل تعتبر نفسك محظوظاً أم أنها دعوة والديك؟
- نحن أهل قرآن، ولا يوجد حاجة اسمها حظ، هو دعاء والدى الذى كان يقول «ربنا يجعل فى وشك القبول» بالإضافة إلى الاجتهاد والإخلاص فى العمل والتطوير وإرضاء المستمعين.
هل تؤيد تعدد الزوجات؟
- لا، أنا أؤيد أن يكون لديك أسرة واحدة حتى تستطيع تربيتها تربية جيدة، فالزواج الكثير لا يُفيد.
ماذا تفعل فى كثرة الاتصالات بك؟
- فى الحقيقة الأمر صعب جدًا، وأنا أعتذر عن عدم ردى فى كثير من الأوقات، لأن الهاتف لا يتوقف عن المحبين ومن يسأل عن أمور فى الدين أو القرآن أو من يريد التعلم، وحاجات كثيرة جدًا وتأتى لى اتصالات من دول كثيرة وليس مصر فقط، وأحدد أوقاتاً معينة للرد على الناس.
من الشخص الذى تُجيب عليه وتنتظر اتصاله؟
- كان والدى رحمة الله عليه، هو من كنت أنتظر اتصاله يومياً، وكان يحدثنى مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، وهو الذى كان يشعرنى بالسعادة، والآن أحب من يكلمنى ويقول لى «إنى حبيت القرآن بسببك، وبقيت أصلى بسببك، وأنت سبب تغيير فى حياتي»، هذه أسعد الأمور فى حياتى، وقتها أشعر بأننى حققت شيئاً مهماً فى حياتى، وأقول له لا أريد أن تكون «متزمتا» أو «متشددا» كل ما أريده أن تلبس ما تحب وتعمل ما تحب وتصلى وتسمع القرآن الكريم.
هل سبب فكرك المعتدل يرجع لتربيتك فى بيت قرآنى أم بسبب خبرتك وفهمك للحياة؟
- السبب أولًا هو أن كل إنسان مؤمن يعلم أن كل شيء بسبب الله عز وجل، مما يجعلك تستغنى عن كل شيء، وفى المرحلة الثانية الاجتهاد فى الحياة، والرئيس السيسى يشير فى أحاديثه دائماً إلى أهمية العمل، والاجتهاد فى العمل حتى تصل إلى النجاح.
هل ترى أنك حققت الكثير من طموحاتك؟
- لا أعتقد، فأنا طموحى متغير، والإنسان طماع، فأنا نفسى أكون معروفا فى العالم الإسلامى وغير الإسلامى، أتمنى أن يكون المعممون مشهورين فى العالم كأصحاب المجالات الأخرى، وعندما يتحقق هذا الأمر سأقول لك وقتها أنا بالفعل حققت أحلامى وطموحاتى.
كيف تنظر للمسئولية المجتمعية لكل شخص ناجح؟
- هذا أمر مهم جداً يجب أن ينظر له كل شخص فى حياته، وهناك مدرسة تعليم قرآن مجانية الآن فى لندن باسم الوالد، وكذلك أخرى فى إندونيسيا، وهذه المدارس مجانية، ومدرسة إندونيسيا سنشارك فيها، وبالنسبة لأعمال الخير، يجب أن تكون نصب عين كل مقتدر، والله عز وجل حثنا على فعل الخير فى السر والعلن، وأنا أدعو كل مقتدر فى أن يقدم ما يستطيع للفقراء والمساكين.
هل هناك مشروع لتخريج شباب قرآنى من مدرسة تقوم على إدارتها فى مصر؟
- إن شاء الله، فى رأسى الموضوع، وحتى يتم الأمر على أكمل وجه، يجب أن يكون هناك تفرغ، لذا عندما سنبدأ فيه بإذن الله سأكون متفرغًا تفرغا تاما لهذا الموضوع.
ماذا تقول لكل عاشق لصوتك؟
- أقول له شكرًا، تشرفت أنك سمعت صوتى وأحببته، وإن شاء الله سيكون هناك الأحسن والأحسن، سنطور فى قراءة القرآن الكريم، حتى يتماشى مع المجتمع، مع الحفاظ على القرآن وأحكامه.
ماذا تقول عن الشيخ الشحات أنور؟
- هو حياتى وكل شيء لى، وكل ما أملكه هو صاحب فضل فيه، وأشكره على أنه حببنى فى القرآن.
ماذا تقول لكل من أساء وتحدث بغير حق عنك؟
- أقول له أيضاً شكرًا، ولك الحق فى النقد ولكن أتمنى أن تنتقد بأسلوب أفضل من هذا، فالنقد لا يعنى البذاءة والسباب، ويجب عليك أن تتعلم النقد الصحيح ولا تنسى أن كل إنسان «مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ».
كيف تحافظ على تواضعك كقارئ للقرآن؟
- هذا فضل من الله عز وجل، وهو أمر غير موجود فى ناس كثيرين، وديننا والقرآن يعلمانا التواضع، وتعلمنا من القرآن حب الناس والتعامل معهم والتواضع، ثم يأتى بعض ذلك الأسرة العريقة فى التربية السلمية.
هل حقاً هناك من يقرأ من القلب وهناك من يقرأ من اللسان؟
- نعم، وللأسف هناك الكثير منهم، ومن يقرأ من القلب أصبحوا قليلاً فى وقتنا الحالى.
ماذا تقول عن مصر الوطن والتاريخ والحضارة؟
- مصر هى أم الدنيا، ووطن جميل له طعم خاص، وعندما أسافر إلى أى دولة أريد العودة منذ اليوم الثانى، وهناك من يطلب منى الاستمرار فى شهر رمضان فى بلده ولكن هذا مستحيل، لأنى عاشق لتراب مصر والأحبة والأصحاب، وسُئلت عنها من مسئولين فى الخارج، وحتى فى أصعب الظروف، كنت أقول مصر جميلة جدًا، وأمان جدًا، وتقدر تمشى فى الشارع براحتك وتروح أى مكان، وأنا من الذين يشعرون بالغيرة على بلدهم.
كان لك فى الكعبة دعاء خاص ماذا تقول عنه؟
- عندما سافرت لأول مرة ووقعت عينى على الكعبة، فكان لى مطلب من الله عز وجل، وتحقق بعد عودتى بشهرين وحتى الآن، وكان مضمونه أننى طلبت منه أن يكرمنى ويزيدنى فى قراءة القرآن، ويجعل القرآن الخارج منى كله نورا وصدقا، حتى يصل إلى الناس ويتأثروا به.
ما الدعوة التى تحرص عليها دائمًا؟
- الدعوة لأولادى بحفظ القرآن، لأن من يحفظ القرآن يمتلك الدنيا، وكذلك أدعو بالولد الصالح الذى يدعو لى، وأن يحفظ بلدى ويجعلها خير بلاد الدنيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.