هل هناك من بحث عن حكمة الله سبحانه وتعالى فى قوله (ولا تلمزوا أنفسكم). وذلك فى لمز الانسان لأخيه .. وعندما نهى سبحانه عن الغيبة قال: (ولا يغتب بعضكم بعضا)... سورة الحجرات قال العلماء ان فى اللمز.. تحدث سبحانه عن المؤمنين بالنفس الواحدة.. واللمز.. هو أن تعيب المرء فى وجهه. واشار العلماء الى ان الغيبة.. هى ذكرك أخاك بما يكره.. أو تعيبه غيباً. وأوضح العلماء ان الجهر المباشر بالسوء يلهب النفس.. ويشعل الغضب.. ونحن من نفس واحدة.. فقد قال تعالى.. ولا تلمزوا أنفسكم.. ولم يقل.. ولا يلمز بعضكم بعضا.. لأن اللمز مباشر.. ومن شخص لآخر. وأضاف العلماء ان الغيبة فيها التعدد.. لأن المغتاب له شريك فى غيبة الغائب الذى يغتابانه.. وربما يغتابون عدة أشخاص.. وهى أقل أثرا على النفس من اللمز.. لأن الغائب لا يعلم بما يقال.. لذا قال سبحانه.. ولا يغتب بعضكم بعضا.. ولم يقل ولا تغتابوا أنفسهم. وفى قوله سبحانه.. (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ). [البقرة 84] أوضح العلماء انه سبحانه عبر بالنفس عن الغير.. فى الجهر بالعدوان كالقتل والطرد.. لأننا من نفس واحدة. وقوله سبحانه فى سورة النور.. (فَإِذَا دَخَلتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُم تَحِيَّة مِّن عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَة طَيِّبَة). عبر سبحانه بالنفس عن الغير.. والمقصود ألقوا وتحروا السلام لأهل البيت الذى تدخلونه. والله أعلم بمراده...