قال العلماء بعض الناس يقول العيشة ضنك ونكد والزوجة ضنك ونكد ومكان العمل ضنك ونكد وقال تعالى (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) الإعراض عن منهج الله يجعل المعيشة كلها مشقة ونكدا وضنكا والعلاج هو الرجوع إلى الله وإلى كتاب الله وذكر الله وقال تعالى «مَنْ عَمِلَ صَالِحا مِّن ذَكَرٍ أو أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فصاحب الحياة الطيبة راض بقضاء الله طائع لربه، متبع لرسوله، صلى الله عليه وسلم، يحمل القناعة فى نفسه، والرضا فى قلبه، يسلم لله فيما كتب من الأقدار، إذا أعطى شكر، وإذا ابتلى صبر، وإن أذنب استغفر، وأجمل وصف له هو قوله، صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن»، ومفتاح السعادة الإيمان به جل فى علاه وامتثال أمره واجتناب نهيه مع حسن معاملة عباده، وقد جمعها، صلى الله عليه وسلم، فى قوله: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن». ويفهم الإنسان حقيقة الدنيا أنها عقد مؤقت والمالك هو الله، وأن مع النافع كله منافع وألا يبعد عن الله والله هو النافع، وأن من مع الواحد يعزه كل واحد ويغنيه عن أى واحد ولا يحوجه لأى واحد، وأن من مع الله معه كل شىء ومن يبعد عن الله ليس معه شىء، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «من كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته منها إلا ما كتب الله له»، وهمه الدنيا على طول حاقد وحاسد وساخط دائما يقول «هو ده أكل هو ده شرب هى دي حياة شوف الناس إللى عايشة، ربنا كرمه بسيارة وشقة ونعم كثيرة» ودائما يشتكى، وورد فى الحديث من اشتكى إلى الناس زاد البلاء ومن اشتكى إلى الله رفع البلاء وما كانت الآخرة همه جمع الله له شمله وجعل غناه فى قلبه وأتته الدنيا وهى راغمة. دائما يقول الحمد لله ويحمد الله على البلاء ويشكر على العطاء وابن القيم يقول الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا فالدينا امتحان كل واحد يشغل باله بما عليه، رب العالمين سيكفيه شر من حواليه وقال تعالى «مَنْ عَمِلَ صَالِحا مِّن ذَكَرٍ أو أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»،