يقوم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة رسمية إلى مصر لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وترسخ عمق العلاقات الإستراتيجية التي تربط بين مصر والبحرين، بل في إطار ما يجمعهما من روابط مشتركة متميزة وعلاقات تتسم بالاستقرار والأخوة على كافة الاصعدة. وتعد زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمثابة سلسلة من اللقاءات التي جمعت بينه وبين نظيره الرئيس عبدالفتاح السيسي في المحافل الدولية لما يجمعهما من رؤى واحدة تجاه القضايا الإقليمية المشتركة. وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين للقاهرة مهمة وتأتي في ظل العديد من التطورات السياسية التي تمر بها المنطقة العربية بأسرها، مؤكدا أن الزيارة ستناقش في المقام الأول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وكيفية تطويرها. وأضاف رخا، في تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد"،أن الزيارة ستشهد التشاور بشأن العلاقات الاستثمارية والتجارية المتبادلة بين القاهرة والمنامة، مؤكدا أن لقاء الزعماء العرب للتشاور والتباحث في الملفات الإقليمية. وأشار مساعد وزير الخارجية الاسبق، إلى أن من أهم الملفات المطروحة التي ستناقش خلال هذه الزيارة هي الأزمة القطرية باعتبار أن مصر والبحرين من الدول المقاطعة لقطر مشيرا إلى أنه قبل زيارة ملك البحرين للقاهرة بأيام حدث اتصال بين رئيس وزراء البحرين وأمير قطر، فضلا عن مناقشة التوتر الذي تشهده العلاقات الأمريكيةالإيرانية باعتبار البحرين أقرب دولة الحدود مع إيران، والأزمة اليمنية إلى أين وصلت الحرب باليمن باعتبار أن البحرين ومصر أعضاء في التحالف من أجل الشرعية اليمنية برئاسة المملكة العربية السعودية، فضلا عن التشاور بشأن قضية فلسطين وصفقة القرن، على حد قوله. وأوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى مهمة للتأكيد على الحضور المصري في التعامل مع تطورات الأوضاع في منطقة الخليج، مؤكدا أن الزيارة تبعث برسائل مهمة للأطراف الإقليمية بأهمية دعم التعاون مع دول الخليج العربي في ظل التصعيد الأمريكي الإيراني الأخير. ولفت فهمي، إلى أن أهم الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة هي تأكيد التنسيق المصري مع دول المقاطعة إزاء قطر ودعم مواقف دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات الراهنة، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين تعد نموذ جيد للتوافق في كافة الملفات الإقليمية والثنائية، ومناقشة التعاون الإستراتيجي والتدريبات والمناورات المشتركة التي تجمع البلدين، فضلا عن مواجهة الارهاب. وأكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ملك البحرين أتاحت الفرصة لمناقشة كافة القضايا الهامة بالمنطقة العربية، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية- البحرينية تتسم بالوعي الإستراتيجي والفهم المتبادل لمتطلبات الامن القومي العربي والخليجي. وأضاف حجازي، أن العلاقات بين القاهرة والمنامة يجمعهما تطابق سياسي وتعاون تنموي واستثماري في إطار التفاهم المتبادل للبلدين، مؤكدا أن كلا البلدين تقدران حجم التحديات والمخاطر الراهنة على أمن الخليج وأهمية التصدي للتدخلات الإيرانية ودعوتها بعدم التدخل في الشأن العربي، مشيرا إلى أن أمن واستقرار الخليج مسئولية جماعية وأن الحفاظ على أمن وسلامة دول المنطقة هي مصلحة تحقق أهداف الجميع. ورأى مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن التصعيد الأمريكي الإيراني الأخير يعد أحد الدلائل على أن أمن الخليج والمنطقة يحتاج لضبط النفس، مؤكدا أن قضية فلسطين والمقترحات الامريكية بشأن صفقة القرن ستكون محور الملفات التي ستناقش خلال هذه الزيارة، على حد تعبيره. وتابع الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للقاهرة لها خصوصية نظرا لطبيعة العلاقات التي تربط بين مصر والبحرين، مشيرا إلى أن الأوضاع الراهنة في العالم العربي تستدعي لزيارات متقاربة ومتبادلة بين البلدين. وأضاف غباشي، في تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد"، أن المحور الأهم في زيارة ملك البحرين للقاهرة هي كيفية التصدي للمواجهات الإيرانية في العالم العربي، مشيرا إلى أن المنطقة العربية مقدمة على موقف غامض نظرا للصراعات الموجودة في الشرق الأوسط. وذكر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه إذا احتدم الصراع بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران فإن النار ستطال دول الخليج لا محالة، مؤكدا أن أبرز القضايا المطروحة خلال الزيارة هي مناقشة الوضع في سوريا واليمن وليبيا وقضية فلسطين.