في كتاب عن الجمال يقول كاتب بريطاني إن هذا الحيوان ربما ظهر قبل نحو 40 مليون عام وإن له صفات نادرة منها الخجل وتذوق الجمال الموسيقي وهذا ما اكتشفه الرعاة منذ القدم إذ استعانوا بالغناء لحث الجمال على السير. وينقل روبرت إيروين عن رائد علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون 1332-1406 إن مصر كان فيها معلمون تخصصوا في تعليم الحداء وهو غناء قادة الجمال كما يسجل أيضا أن الحداة السود كانوا يغنون ألحان الحب والشجاعة فينسى الجمل هديره الشهواني ويوجه أنفه في اتجاه مستقيم نحو الأفق. ويضيف إيروين في كتابه "الجمل: التاريخ الطبيعي والثقافي" أن أقدم الجمليات لم تكن أكبر من الأرنب البري وأنها أمضت 36 مليون عام من وجودها في أمريكا الشمالية التي لا توجد فيها حاليا جمال إلا في حدائق الحيوان أو في مزارع المزارعين غريبي الأطوار. ويوضح أن الأمريكتين كانتا قارتين منفصلتين وأنهما اصطدمتا قبل 2.5 مليون عام وأصبح بينهما جسر أرضي سمح للجمليات بالهجرة جنوبا. ويقول إيروين إن الجمل الذي يوصف بأنه سفينة الصحراء يسير أربعة أيام متواصلة من دون ماء وإذا حكمت الضرورة، أربعة عشر وإنه سهل القيادة ما عدا في موسم التكاثر وكأنه يتذكر ما لقيه من سوء معاملة من قبل. يعض سائسه ويوقعه أرضا ويرفسه ثم يعود إلى وداعته السابقة. ويضيف أن الناقة تنجب للمرة الأولى في سن الخامسة وأن الجمل يصبح ناضجا جنسيا في سن السادسة وأنه لا اهتمام للجمال بالجنس في فصل الصيف ويمكن للذكر الواحد تلقيح أكثر من 50 أنثى. ويوصي المؤلف بحسن معاملة الجمل وخصوصا في نهاية الرحلة فله طريقته في الاحتجاج على المعاملة غير المعقولة وهي أن يموت. وينصح بتجنب غضب الجمل الذي يمكنه أن يرفس بقوة من الجانب وللأمام وللخلف وإذا هاجمك جمل شبق فعليك أن تخلع ملابسك وتلقي بها أمامه فربما يقبل هذا على أنه استحواذ وربما يوسع الملابس ضربا وتمزيقا.