العمالة تناشد الحكومة إنشاء مصنع لإنتاج الخامات تعتبر حرفة الصدف من الحرف التراثية، التى تمثل الهوية المصرية منذ العصور الأزلية، ولكنها بدأت الآن تندثر فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها سواء من ارتفاع أسعار الخامات أو قلة العمالة، ويستخدم الصدف فى تطعيم الصناديق الخشبية «الشكماجية» وألعاب الطاولة والشطرنج وكذا الأثاث. وفى هذا السياق قال إبراهيم يوسف، عضو مجلس إدارة جمعية خان الخليلى، وصاحب ورشة صدف: إنه ورث هذه المهنة عن أجداده، حيث عمل جده فى حرف الصدف والأرابيسك منذ أواخر القرن الماضى ليكمل والده المسيرة، لافتًا إلى أن والده كان من أوائل الحرفيين فى مهنة الصدف، الذى درب صغار العمال عليها، بمنطقة الجمالية فى حى خان الخليلى. واستطرد قائلا: والدى بدأ عمله بصحبة صبى صغير معه، ثم أصبحت الورشة مع مرور الزمن أربع ورش حيث كان يستخدم خامات طبيعية آنذاك ومع غلاء الأسعار تحولت إلى مواد صناعية. وعن أماكن الحصول على تلك المنتجات، أشار إلى أن الخامات الطبيعية تجلب من الهند وأفريقيا والصين مثل العاج والبولستر التى تصنع منها الألوان، كما يتم الحصول على الصدف الطبيعى من أستراليا واليابان وعمان، بالإضافة إلى أنه متواجد فى منطقة البحر الأحمر، مؤكدا أن القطعة الفنية لو تم صناعتها بالكامل من الصدف الطبيعى يرتفع سعرها، لذا يتم إدخال الصدف الصناعى مع الطبيعى لتقليل سعر تكلفة المنتج. وأفاد بأن العمالة كانت منتشرة منذ بداية الصنعة، ولكن مع ارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الصعبة التى يمر بها العمال أدت إلى عزوف الصناع عن المهنة، ما أدى إلى تدهور المهنة وبداية انقراضها، مؤكدًا أن المهنة تتطلب مرحلة عمرية مبكرة لتعليمها منذ البداية. وتابع: الشباب فى المرحلة الحالية لا تناسبهم المهنة نظرًا لأنهم يحتاجون عملًا يدر لهم دخلًا أسرع وفى وقت قصير، بل وأصبحوا ليس لديهم طاقة وصبر لتعلم حرف تراثية وإتقانها يجلب لهم الأموال فيما بعد. وبسؤاله عن دور المدارس الفنية فى إحياء الحرف المندثرة، أجاب: فى عام 2003 إلى 2005، الدكتور عبدالرحيم شحاتة، محافظ القاهرة الأسبق بالتعاون مع الجهات المختصة شن عدة دورات تدريبية فى جميع الحرف منها النجارة والأسطر والجلود والسبح وغيرها، وتم تدريبهم. وناشد الحكومة بأهمية إنشاء مصنع يعمل تحت مظلة الدولة لكى ينتج خامات الحرفيين بأنواعها وأشكالها، لافتًا إلى أن الأماكن الحالية التى يتم تصنيع هذه الخامات بها غير مرخصة بالإضافة إلى أنها تعمل فى مناطق مهجورة. قال محمد إبراهيم. عضو جمعية خان الخليلى، إنه فى حرفة الصدف منذ 70 عاماً، مشيراً إلى أن المهنة حدث بها تطويرات حديثة أدت إلى قلة الوقت الذى يستغرق فى عمله القطعة. وعن المواد الخام التى يستخدمها فى صنعته، أوضح أنه كان زمان يستخدم الأبانوس وظهر السلحفاء وقرن الخرتيت التى يعتبر أغلى من أنياب الفيل، لكن مع تطور الأوضاع وزيادة أسعار هذه الخامات تم استبدالها «بالطبخ والأكلريك» حيث يتم الحصول عليهم من هولندا، مشيراً إلى أن الصدف يطعم به الأرابيسك، الذى يستخدم فى صناعة الأثاث، حيث كان صناعة الأرابيسك فى السابق تتم عن طريق نواة البلح. وأردف «نظراً» لأنه يحتاج لدقة عالية ومهارة فائقة فى الشغل، حل مكانه الخشب والبلاستيك عن طريق صبه فى قوالب ومن ثم دهنه، وبالتالى الزبون لا يستطيع التفرقة بين الخشب والبلاستيك. وأشار إلى معاناة، حيث إنه يوجد عدد قليل جدًا من مستوردى الصدف فى مصر يتحكمون بسعره، متابعًا هذا بدوره يخلق أزمة بينى وبين العملاء، بمعنى الخلاف فى السعر مع تجار الصدف، بيغلى سعر المنتج فى النهاية وهذا بدوره يؤدى إلى فقدان المصداقية مع الزبائن». ونوه عن عرقلة تواجه فى حيازة الصدف، حيث إنه لا بد من حصوله على جواب من حديقة الحيوان وأيضًا جواب من وزارة البيئة، ليثبت أن منتج الصدف غير ضار بالبيئة، مؤكداً أن هذا يستغرق الكثير من الوقت، وبالتالى يجب تسهيل الإجراءات.