رمضان شهر البركة والخيرات، فيه تفتّح أبواب الجنة وتغلّق أبواب النار، فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، يتقرب فيه المسلم بالطاعات والعبادات، يتعلم منه المؤمن الزهد وترك متاع الدنيا من شهوات وطعام وشراب ليتقرب به إلى الله عز وجل. فمع بداية شهر الصوم اهتم العالم الإسلامي بالظروف المحيطة بالصيام من مواقيت الصلاة إلى ظروف المناخ مرورًا ب"عدد ساعات الصيام ". وقد بدأ نحو مليار ونصف المليار مسلم حول العالم صيام شهر رمضان المبارك وسط تباين ملحوظ في زمن "يوم الصيام" وفقا لما أعلنه علماء الفلك في العديد من دول العالم. وكان الفارق بين أقصر أيام الصيام وأطولها على مستوى العالم يصل إلى نحو 10 ساعات، ويقل هذا الفارق على مستوى الدول العربية والإسلامية ليصل إلى نحو ساعتين. ويرجع سبب اختلاف عدد ساعات الصيام بين دول العالم إلى الموقع الجغرافي وبعده وقربه من خط الإستواء، فكلما كان الموقع الجغرافي أقرب إلى خط الإستواء كانت ساعات الصيام فيها أقل عن غيرها تلك التي تبتعد أكثر عن خط الإستواء، كما أن الدّول الواقعة شمال خطِّ الاستواء تشهد ساعات صيام أطول من الدّول الواقعة جنوبه، وينتج عن ذلك تفاوت في عدد ساعات الصيام في مختلف دول العالم يصل أقلها إلي عشر ساعات فيما يبلغ أكبرها اثنتين وعشرين ساعة ، والجدير بالذكر أن هناك بعض البلاد التي لا تغرب شمسها، وكذلك هناك بعض البلاد التي لا تري الشمس فترات طويلة . أطول ساعات صيام في العالم: احتلّت الدول الإسكندنافية "السويد، والدنمارك، وآيسلندا، والنرويج"، المرتبة الأولى من حيث أطول مدة صيام في العالم والتي بلغت فيها ساعات الصيام ما بين احدى وعشرين ساعة واثنتين وعشرين ساعة،ثم تلتها ألمانيا بعدد ساعات صيام سبعة عشر ساعة وثلاثون دقيقة، كما وصل عدد ساعات الصيام في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ستة عشر ساعة وعشر دقائق . جاءت الجزائر على رأس الدول العربية من حيث أطول عدد ساعات صيام، حيث بلغت ستة عشر ساعة وثلاثون دقيقة. واحتلت سوريا ولبنان المرتبة الثانية، حيث يبلغ عدد ساعات الصيام في تلك الدول ستة عشر ساعة ودقيقتين، أما العراق والمغرب فيبلغ فيها عدد ساعات الصوم ستة عشر ساعة ودقيقة. وفي الأردن تبلغ عدد ساعات الصيام خمسة عشر ساعة وأربعة وخمسين ساعة، تتقارب فلسطين ومصر في طول عدد ساعات الصيام حيث تصل الأولى إلى خمسة عشر وستة وأربعين دقيقة، فيما تصل الثانية إلى خمسة عشر ساعة وثلاثة وأربعين دقيقة. اما عدد ساعات صيام الكويت تصل إلي خمسة عشر ساعة وأربعة وثلاثين دقيقة، أيضًا في البحرين تصل إلى خمسة عشر ساعة وخمسة عشر دقيقة، وفي السعودية تصل إلى خمسة عشر ساعة واثنتى عشر دقيقة، وتتقارب عمان والإمارات في عدد ساعات الصيام بفارق دقائق فتصل الأولى إلى خمسة عشر ساعة ودقيقة فيما تبلغ الثانية أربعة عشر ساعة وثمانية وخمسون دقيقة، ثم اليمن بعدد ساعات أربعة عشر ساعة وسبعة وعشرين دقيقة. لتصبح بذلك الصومال أقصر البلاد العربية بمعدل عدد ساعات صيام أربعة عشر ساعة وثلاثين دقيقة ولكن على الصعيد الدولي تحتل دول أمريكا اللاتينية خاصة الأرجنتين مرتبة أقصر عدد ساعات صيام تصل إلى عشرة ساعات. مدن لا تغرب شمسها ومدن غيرها نادرًا ما تري الشمس : جزيرة جرينلاند واحدة من أكبرجزر العالم، تقع بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلنطي تتعرض لظاهرة فريدة تسمى ظاهرة "شمس منتصف الليل" مصطلح يطلق على ظهورالشمس لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة في فترة زمنية محددة في المناطق القطبية. وتشرق شمس جزيرة جرينلاند فقط في الفترة ما بين أواخر مايو إلى نهاية يونيو، كذلك تتعرض السويد لهذه الظاهرة في بعض الأماكن خلال فصل الصيف كما تعاني بعضًا من مدنها من الظلام التام الذي يمتد لوقت طويل خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى مدينة "أوميو" التي تغيب عنها الشمس خلال ساعات النهار ولا تزورها خلال فصل الشتاء. فيما تسطع الشمس في أقصى شمال فنلندا ثلاث وسبعين يوماً بشكل متواصل خلال فصل الصيف، وتغيب بشكل تام لمدة واحد وخمسين يوماً خلال فصل الشتاء. وتشهد ألاسكا "شمس منتصف الليل"، حيث تقضي ستة أشهر في النهار فقط، ومثلهم في الليل. كذلك تضم روسيا وكندا مناطق تنقطع عنها الشمس بشكل متواصل أو تشرق عليها بشكل متواصل مثل مدينة مورمانسك التي يقضي سكانها مدة ستة أسابيع بدون ضوء الشمس، ومدينة "إنوفيك" بكندا التي أشرقت الشمس عليها لمده شهرين متواصلين، وكذلك بلاد الإسكيمو التي تشرق شمسها في فترة محدودة خلال فصل الصيف طوال اليوم . والجدير بالذكر أن هناك قرية لا يصوم أهلها إلا ثلاث ساعات وهي قرية عمانية تسمى "وكان" قرية جبلية صغيرة ترتفع2000 متر عن سطح البحر تشرق شمسها الساعة في الحادية عشر صباحاً وتغرب عند الساعة 2:30 ظهراً وقد أنقسم رأي الفقهاء في الدول التي تزيد عدد ساعات صيامها عن 18 ساعة والدول التي لا تتوفر فيها عملية التبادل بين الغروب والشروق إلى عدة أقسام : وهناك من أفتي بجواز الإفطار إذا شقّ علي مواطني تلك الدول الصيام مع قضاء هذه الأيام في الوقت الذي يسمح بقضائها صيفاً أو شتاء. وأخرى تقول أن يعتمد مواطني هذه المناطق على أقرب بلد إليه في تحديد مواقيت الإفطار والإمساك وبداية الشهر ونهايته وهذا ما يسمى بالتقدير. والرأي الأخر وهو ما تراه دار الإفتاء المصرية : نلجأ إلى التقدير مع لزوم أن يكون هذا التقديرعلى مكة بحكم أنها أم القرى فيصوم بمعدل عدد الساعات وأيام الصيام في مكة، فيحسب المسلمون في تلك البلاد عدد ساعات صيام أهل مكة ويطبقونه على البلد التي يعيشون فيها، فلو كان عدد ساعات الصيام في مكة خمسة عشر ساعة يبدأ المسلم الصيام من وقت الفجر في البلد التي يعيش بها فيصوم لمدة خمسة عشر ساعة ثم يفطر .