«وحوى يا وحوى» أغنية من التراث لأطفال يحملون الفوانيس، يتجولون فى حوارى وأزقة المناطق الشعبية منذ العصر الفاطمى، ليزفوا الفرحة والسعادة بقدوم شهر رمضان، ومعه البركة والغفران، لتتوارث عاداتها الأجيال ومعها ذكريات الزمن الجميل. وفى الدقهلية ومنذ 800 عام ورمضان يعيش فى وجدان شعب المنصورة فى صناعة الفوانيس والذى تمركز بسوق الخواجات أقدم شوارع مدينة المنصورة، حيث شهدت ازدهار صناعة الفوانيس، والتى كانت تمثل لعائلات صناعة يتوارثها الأبناء من الأجداد ومن بينها عائلة «الحسينى» والتى ما زالت تتحدى الصعوبات والتطور الذى يعيشه فانوس رمضان فى هذا الزمان. ويروى عم على السيد أحد أحفاد عائلة «الحسينى» 56 سنة، تفاصيل الزمن الجميل قائلا توارثنا هذه المهنة من والدى الذى توفى منذ 3 سنوات فقط، عن عمر يناهز ال70 عاما وقد علمنا مهنة صناعة الفوانيس أنا وشقيقتى ياسمين، وكان قد تعلمها من جده، الذى توارثها من جدود الجدود، لنصبح أقدم عائلة فى المنصورة احتفظت بتلك الصناعة. وقال: كان والدى يرفض دخول أى خامات غير الصفيح والزجاج فى تصنيع فانوس رمضان لأنه تاريخ وتراث الأجداد حيث روى أن الأجداد كانوا يصنعون الفوانيس بداية من لمبة الجاز الملقبة « نمرة 10»، ثم فانوس القطارات، والذى كان يحمله العطشجية «عمال السكة الحديد» سواء للكشف على القضبان ليلا أو لإيقاف القطار حال حدوث مشكلة، كما كانوا يقومون بصناعة فوانيس الإنارة للشوارع بعد المغرب والتى كانت تضاء بالجاز ويأتى عامل لإطفائها فى الصباح، وكانت الفوانيس مصنوعة من زجاج شفاف ليزيد من قوة الإضاءة. وكانت صناعة الفوانيس للأطفال تختلف من حيث التلوين للزجاج، وكذا باب للفانوس ومكان لوضع شمعة داخل الفانوس يضاء ليصبح كرنفالا يبهج ويسعد الأطفال والكبار، ويستمر التطور ومسميات ما زالت تحمل ذكريات ملوك وعصور ماضية، وأشهر الفوانيس (فانوس تاج الملك، واللوتس، والمصحف، وشويبس، وشق البطيخ، والنجمة، وكرزمة، والعربى، فانوس اسمه اللوز ومطلعين عليه دلوقتى اسم المخمس عشان مخمس بخمسة أضلاع وفيه فانوس اسمه طبلة العالمة وفيه فانوس بتيرتر، وفيه فانوس اسمه الصاروخ وفانوس فاروق)، وجميعها صناعات تعتمد على الزجاج الملون والصاج، واللحام، ودخل عليها الطباعة والألوان، وكتابة الأسماء بالكمبيوتر وإضافة لمبات الكهرباء. وتضيف ياسمين السيد حفيدة عائلة الحسينى قائلة بعد وفاة والدى منذ 3 سنوات وكنت أعرف كل شىء عن الصنعة فقد تربيت معه منذ أن كنت طفلة ولازمته فى شراء الخامات من التجار، ورأيته وهو يقوم بالتصنيع، وعرفت أسرار المهنة، وكانت وصيته الاستمرار فى مهنة الأجداد وتزوجت وأنجبت ونجلى رغم صغر سنة 5 سنوات فقط إلا أنه كان يلازمنى، وهو سيورث المهنة فهو يحبها. وحافظت على صناعة الفانوس الصاج فهو الأكثر رواجا، حيث تأتى الأسر لتسأل عن الفانوس أبو باب، ويضاء بالشمعة، حيث تقول الأم: عوزاهم يشوفوا ما كنا نفعله ونحن صغار، ليعيشوا تراثنا وعادتنا الجميلة، إلا أننى أدخلت بعض التعديلات لتواكب التطور فى الصناعة ومنها الأركت الخشب، والفرم، واللمبات وأفرع النور، والفوانيس البلاستيك بوجى وطمطم، وفوانيس مطبوع عليها نجم الكرة محمد صلاح، وهذه الفوانيس الأرخص ثمنا. مؤكدة أن الفانوس المصنوع من الصاج يمتاز بالفن والزخرفة وهو الذى يقبل عليه معظم الأسر، فهو هدايا الخطيب لخطيبته، ويتم وضعه كأنتيكة فى المنزل، كما يتم وضعه فى البلكونة، ويتجمع الشباب ليجمعوا ثمن الفانوس والذى يصل حجمه من 20 سم إلى 120 سم ويتجاوز حجمه إلى 2 متر ونصف المتر ليتم وضعه فى الشارع وأمام المحلات. أما عن الأسعار فتقول إنها لا تزيد على 10% حسب زيادة الزجاج، والصفيح، ومع هذا فالسعر يبدأ من 20 جنيها وحتى 350 جنيها، حسب الأحجام والشغل للموديل، إلا أننا نراعى ظروف الأسرة فى البيع وممكن نتهاود فى السعر فهناك من يدفع بلا مفاصلة، وهذا يعوض الذى لا يستطيع، والحمد لله قاربنا على أن ننهى الموسم والإقبال كبير على الفوانيس منذ بداية شهر رجب، على أن نبدأ فى التصنيع لرمضان المقبل بعد عيد الفطر مباشرة، ونظل فى عملية التصنيع طول السنة، ونفتح مرة أخرى للبيع فى 3 أشهر فقط رجب وشعبان ورمضان، المهم فى النهاية نحافظ على مهنة الأجداد ونضفى على الأسر وأطفالهم البهجة والسعادة. ووسط هذا الاستعداد من محلات وخيم على أرصفة ميادين المنصورة بمحافظة الدقهلية، احتفالًا باستقبال شهر رمضان، والتى تمركزت فى ميدان الهابى لاند، وشارع بورسعيد، والعباسى، والتى حملت حالة رواج فى أسواق بيع الفوانيس وزينة رمضان ومن بينها فوانيس الخشب الاركت والتى تحمل صورا لمن يرغب، وكذا فوانيس الخيامية والتى يتم وضعها أمام المحلات التجارية، والكافيهات، ويأتى فانوس اللاعب محمد صلاح نجم ليفربول ومنتخب مصر ليجد إقبالاً كبيرًا رغم ارتفاع سعره الذى يتراوح من 200 إلى 1500 جنيه.