لبنان: رئيس مجلس النواب يقود مساع للمصالحة بين جنبلاط وحزب الله

ترأس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، ظهر اليوم الأحد، إجتماعاً حضره قيادات بالحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه السياسي الدُرزي وليد جنبلاط، وعدد من قيادات حزب الله، بعد تطور الخلافات السياسية بين الجانبين مؤخرا، على خلفية هوية منطقة مزارع شبعا الحدودية التي تحتلها إسرائيل.
وحضر الاجتماع ممثلا عن الحزب التقدمي الأشتراكي وزير الصناعة وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، في حين حضر من جانب حزب الله المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، ومسؤول وحدة الأرتباط والتنسيق بالحزب وفيق صفا، إلى جانب مشاركة ممثلين عن حركة أمل (التي يتزعمها بري) في مقدمتهم وزير المالية علي حسن خليل والذي يعد بمثابة المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب.
وقال وزير المالية – في تصريح للصحفيين عقب اللقاء
الذي عقد بمقر إقامة بري بقصر عين التينة – إن المناقشات جرت في أجواء من الصراحة والوضوح، وتناولت كافة القضايا بين وفدي الطرفين، وتم الاتفاق على استكمالها وصولا إلى ما يطمح إليه كل الأطراف.
وأضاف الوزير خليل: "بالنسبة لنا.. مزارع شبعا هي أرض لبنانية وهذه المسألة محسومة، وجرى التأكيد على هذا الأمر بشكل واضح والتزام كافة الفرقاء السياسيين اللبنانيين به خلال جلسات الحوار الذي أجري بمجلس النواب في عام 2006 ، وهذا موضوع برأيي خارج النقاش كليا" . على حد تعبيره.
وبدأ الخلاف بين وليد جنبلاط وحزب الله، بعدما ألغى وزير الصناعة في الحكومة الحالية - والذي
ينتمي سياسيا إلى فريق الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط - ترخيصا لعمل مصنع أسمنت يتبع أحد رجال الأعمال المحسوبين على حزب الله، وهو الترخيص الذي كان قد منحه في الحكومة السابقة وزير الصناعة من فريق حزب الله حسين الحاج حسن.
وتصاعدت حدة الخلاف بين الزعيم السياسي للدروز في لبنان وحزب الله، على نحو وصل إلى حد القطيعة والاشتباك السياسي بين أنصار الطرفين عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، بعدما أعلن وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني أن مزارع شبعا ليست أرضاً لبنانية وإنما هي أرض سورية، مؤكداً أنه قد طرأت عملية تغيير للخرائط بعد الأنسحاب الإسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000، وضم تلك المنطقة إلى لبنان من الأراضي السورية.
وبادر حزب الله إلى شن هجوم إعلامي ضخم على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عقب التصريحات التي أدلى بها، خاصة وأن حزب الله يتذرع - بشكل أساسي - باحتلال إسرائيل لتلك المنطقة الحدودية، للإبقاء على منظومة أسلحته.