فى الاحتفال بعيد العمال، كان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، نابعاً من القلب فوصل إلى قلوب المصرين سريعاً، حديث الرئيس حمل رسائل كثيرة للمصريين كلها إصرار وعزم على المضى قدما نحو المستقبل فى ظل بناء المؤسسات الوطنية، بهدف تحقيق الدولة العصرية الحديثة التى يحلم بها المصريون، ويأتى على رأس هذه الرسائل قضية الوعى التى يتمتع بها الشعب، ويدرك تماماً كل التحديات التى تواجه الدولة المصرية، بعد عقود طويلة من الخراب والدمار الذى حل بالبلاد، خلال زمن الفساد الذى ضرب بجذوره، وازداد التخريب والدمار خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي عاثت فى البلاد خراباً ودماراً بشعاً، الوعى الذى يتمتع به الشعب هو سبب كل النجاحات المصرية منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، والرائع فى حديث الرئيس أنه ركز على أن الفضل فى ذلك هو للشعب المصرى العظيم الذى لديه إصرار شديد على العبور بالبلاد نحو المستقبل والأفضل والأحسن للأجيال الحالية والقادمة، وقد ضرب الرئيس مثلاً فى هذا الصدد بآخر نجاح حققته مصر، هو النزول الكاسح للمصريين فى الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية، وقد ردد الرئيس عبارة كلها مشاعر وإنسانية تعبر عن حس وطنى عالٍ وهو: لقد جبرتم خاطرى وخاطر مصر خلال الاستفتاء، ما جعل العالم كله يقف مبهوراً أمام إرادة المصريين الحرة الأبية المعبرة عن النهوض بالبلاد. وهناك رسالة ثانية فى حديث الرئيس تدخل أيضاً فى إطار الوعى الذى يتمتع به المصريون وهى حرص الشعب المصرى خاصة عماله على الاستمرار فى العمل بعيداً عن أعمال التخريب، وقال الرئيس لعمال مصر: العامل المصرى لما يكون مظلوم فى مكان عمله، يعمل أكثر ولا يكون معوقاً داخل عمله، لأنه لو وقف العمل بالمصنع هل سيكون هذا لصالح الشعب؟!.. وركز الرئيس على أهمية التوعية وزيادتها بين عمال مصر الحريصين على مواجهة كل التحديات التى تتعرض لها البلاد، والدول لا تقوم إلا بأعمال شعوبها، ووجه الرئيس التحية إلى عمال مصر على كل جهودهم فى ميادين العمل خلال السنوات الماضية ولم ينس الرئيس المصاعب والمتاعب التى يتعرض لها المصريون من تبعات الإصلاح الاقتصادى، لأنه هو الذى أسهم فى الاستقرار والأمن، وما تم من إنجازات جاءت بجهد الشعب ووعيه الشديد. وكان الرئيس أكثر صراحة مع المصريين عندما قال: إن ثمار الإصلاح لم تنته عندما قال «إن نتائج الإصلاح لم تأت بعد، وهى أضعاف ما تم تحقيقه حالياً.. هو إحنا عملنا حاجة.. إحنا لسه.. المنافسة لم تنته والعالم كله يتحرك وينافس بعضه بعضاً من أجل تحقيق الخير والرخاء، وما تحقق خلال الفترة الماضية ليس معناه ثمار الإصلاح، بل هو إشارة بأنه عندما نتحمل إجراءات قاسية بكل مسئولية يكون نهاية مسار ناجح.. والرئيس كان صريحاً جداً فى رسائله التى وجهها الى المصريين، عندما قال «إن فشل كثير من القطاعات سببه الإدارة السيئة وعدم الجدية.. وتساءل الرئيس رداً على سؤال لأحد العمال: «ليه النقل العام لم ينجح فى القاهرة وأوبر نجح؟».. وأجاب الرئيس: كلنا مع بعض السبب فى الفشل والنجاح، والرئيس هنا يطالب المصريين بإعلاء قيمة العمل فى شتى المجالات من منطلق حرصهم على بناء وطن طابعه الكفاح الشريف والنية المخلصة. ويختتم الرئيس رسائله بالتذكير بأن العمل هو الفضيلة التى تفصل بين الحلم والواقع، وهذا هو شعار مصر من خلال تبنى نهج تنموى طموح وشامل ومستدام من أجل مستقبل أفضل، وبالإرادة والعزم يتحقق حلم المصريين فى الحياة الأفضل والأحسن وبناء الدولة العصرية الحديثة، كل ذلك يتحقق بأمر مهم وهو الوعى الذى يتمتع به الشعب المصرى العظيم. [email protected]