تحتفل معظم بلدان العالم في الأول من مايو من كل عام بعيد العمال، أو ما يسمى ب"عيد العمل" الذي تنظمه حركات عمالية، تقديرا وإجلالا لكل عامل في شتى بقاع الأرض، فالعمال هم المحور الحقيقي للتنمية وعصب أي مجتمع لما يمثلونه من ركيزة أساسية للنهوض الاقتصادي لأي دولة. وترصد "بوابة الوفد" في التقرير الآتي أبرز المعلومات عن يوم العمال، وسر اختيار الأول من مايو عيدًا لهم: تعود فكرة الاحتفال بيوم العمال للمرة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر في أستراليا عام 1856م، ثم امتدت الفكرة عام 1869م عندما شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا في أمريكا، ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور، وتخفيض ساعات العمل. وفي عام 1886م، شهدت مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى رأسها شيكاغو العديد من الإضرابات شارك فيها مئات الآلاف من العمال، مطالبين بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع". وتظاهر العمال في شوارع شيكاغو آنذاك، مطالبين بحقوقهم التي لاقت رفضا من قبل السلطات آنذاك، وتبادل المتظاهرين إطلاق النار مع الشرطة، مما أسفر عن مقتل العديد منهم والحكم على آخرين بالسجن والاعتقال لفترات طويلة، ثم انتقلت الإضرابات إلى عدد من المدن الأمريكية الأخرى في تورنتو الكندية، ومن ثم إلى أوروبا. ونتيجة للمواجهات المباشرة بين الشرطة والمتظاهرين، قام رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية آنذاك بوضع تسويات مصالحة مع حزب العمل خوفا من المزيد من الصراعات، وجعل هذا اليوم عطلة وطنية بعنوان "عيد العمال"، ووافق عليه الكونجرس بالإجماع بعد ستة أيام فقط من الإضراب. وفي عام 1958م أقرت منظمة العمل الدولية الأول من مايو ليكون مناسبة عالمية يتم الاحتفال بها، وتعتبره معظم الدول عطلة رسمية. وفي مصر بدأ الاحتفال بعيد العمال عام 1924م، حيث كان هناك تراثا عماليا مستقلا للاحتفال بهذا العيد، حينما نظم عمال الإسكندرية احتفالا كبيرا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه"، حيث عقد مؤتمرا ألقيت فيه الخطب، ومع وصول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للسلطة أخذت المناسبة شكلا رسميا للاحتفال به. وفي عام 1964م أصبح الأول من مايو عطلة رسمية، يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابا سياسيا أمام النقابيين وقيادات العمال.