من القرارات الحكيمة التي بدأ بها عهده.. «الرئيس محمد مرسي» قرار عدم نشر اعلانات تهنئة له في كل وسائل الاعلان.. حتى لا ندخل في «سباق للنفاق»!! مهدرين ملايين الجنيهات.. وأيضاً قرار عدم تعليق صوره في دواوين الحكومة والمؤسسات المختلفة فهى عادة تنفرد بها مصر دون سائر دول العالم.. وهى عادة قديمة منذ أيام محمد علي الكبير!! بقى الضلع الثالث من النفاق وهو اطلاق اسم الرئيس على المنشآت المختلفة. تصوروا أن هناك 3200 منشأة عليها اسم الرئيس المخلوع وزوجته!! وهناك قضية قديمة لرفع الاسمين من لافتات هذه المنشآت ولا أدري لماذا لم يصدر الحكم فيها حتى الآن؟! هناك قصة قديمة مشهورة في هذا الشأن. في بداية عام 1960 أدخلت في مصر لأول مرة الاستفتاء على اختيار «نجم الموسم» من بين لاعبي الكرة مثل كل الدول الأوروبية والامريكية.. وكان لهذا الحدث صدى ودويا ضخماً في طول البلاد وعرضها.. بدرجة أننا كنا نستعين بالشرطة خوفا من الجماهير الغفيرة التي كانت تحيط بالجريدة خاصة في ليلة مؤتمر الاستفتاء. وحدث أن تم اختيار رفعت الفناجيلي بلقب «نجم الموسم» بعد منافسة شرسة بين نجوم غوالي كبار.. فاز الفناجيلي بفارق بسيط من الأصوات.. تماما كما حدث عندنا أخيراً في انتخابات الرئاسة!! هنا قرر حمدي عاشور محافظ دمياط إطلاق اسم الفناجيلي على الشارع الذي يقطن به في دمياط!! كتب استاذنا المرحوم حلمي سلام «الزملكاوي حتي النخاع» في مجلة «الاذاعة» - لم يكن هناك تليفزيون بعد - كتب مقالاً ملتهباً وجهه لجمال عبد الناصر شخصياً وكان صديقاً له يناشده بمعاقبة محافظ دمياط.. لأن العرف العالمي القديم هو عدم اطلاق اسم أي زعيم أو رئيس أو ملك على أية منشأة إلا بعد وفاته خوفاً من أي انحراف أو خيانة في أواخر أيام الزعيم أو الرئيس. وضرب أمثلة بسعد زغلول.. لم يقم له تمثال ولا اطلاق اسمه على أي شارع إلا بعد وفاته.. بل جورج واشنطن منشئ امريكا لم يطلق اسمه على العاصمة الأمريكية إلا بعد وفاته.. وكذا غاندي مثلاً. مقال ساخن للغاية أشعل الاعلام كله.. خاصة اخواننا الاعلاميين الزملكاوية.. هرول حمدي عاشور الى القاهرة وقال لعبد الناصر إنه يخشى أن يتراجع في قراره لأن جماهير دمياط كلها ستحمل جرادل بوية وتلطخ كل شوارع دمياط باطلاق اسم الفناجيلي عليها بدلاً من شارع واحد!! وقرر عبد الناصر بهدوئه الشديد عدم اتخاذ أي رد فعل الآن.. اترك الاعلاميين يكتبون فترة.. ثم بعد حين سينسى الناس الموضوع.. وقد كان.. واسم الفناجيلي حتى الآن على شارعه رغم مرور نصف قرن. أكثر من هذا.. كان بعض المنافقين قد اطلقوا اسم عبد الناصر على استاد القاهرة «استاد ناصر» عام 1960 خلال بنائه.. فقام عبد الناصر بتغييره الى «استاد القاهرة»!! ذكريات وأيام.. ما كان أحلاها. عبد الرحمن فهمي