"بالجزمة يا شفيق"، "على جثتي توصل للرئاسة". "مرسي الاستبن"، "أنا سمعت إنهم غيّروا إسم منطقة الهايكستب إلى الهايكستبن" بعد مراسم تنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية. "أبو الفتوح مكس.. كل حاجة والعكس". "حمضين صباحي" الاشتراكي الناصري كاره الإسلام وشريعته. "المشير طنطاوي نزل وسط البلد بالزي المدني.. أنا سمعت إن فيه ناس شافوا الفريق سامي عنان بالبوكسر في مصر الجديدة". هذه عينة بسيطة جدا جدا مما يمكن أن تراه كل دقيقة على الموقع المسمّى بال"فيس بوك". مجموعة من الشباب "الفاضي" لا عمل لهم، على ما أعتقد، سوى اختراع تلك الجمل الساخرة، وتركيب صور على أحداث ربما لا يكون لها علاقة بتلك الصور، واختلاق وقائع ليس آخرها قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي، التي كادت أن تنهي العلاقة بين مصر والسعودية تماما. شبكة "رصد" الإخبارية تنشر صورة لقساوسة في طابور طويل وتقول إنهم ذهبوا "جماعة" لانتخاب الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة، وبعد قليل يتضح أن الصورة لقساوسة خلال وداع البابا شنودة. توفيق عكاشة تعرض لكافة أنواع السخرية على خلفية فيديو تقبيل يد صفوت الشريف، ونفس الشيء حدث مع الوزيرة السابقة عائشة عبد الهادي في واقعة مشابهة مع سوزان مبارك، بينما يتفاخر صفوت حجازي بتقبيل يد الرئيس محمد مرسي، ولا أحد يلومه، إلا قليلا، على نفس فعل عائشة وعكاشة، بل ويتمادى البعض في كيفية شرح وتفسير تقبيل الأيدي على "الطريقة الحجازية الإخوانية". صحف معارضة ومن بينها "الوفد"، وأخرى حكومية ومستقلة تتحدث عن وداع نجل الرئيس مرسي لراشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسي، في مطار القاهرة، وبعدها تنفي رئاسة الجمهورية الخبر جملة وتفصيلا، والمؤكد في الرواية برمتها أن أحد الطرفين "كاذب". إذا كان هذا "غيض من فيض" فيما يتعلق بسلوكياتنا الداخلية فلماذا نلوم ضاحي خلفان تميم قائد شرطة دبي على إساءته لرئيس مصر، طالما أننا أصبحنا محترفين في توجيه الإساءة وعدم الاحترام، وأصبحت الموضوعية "رجس" من عمل الشيطان، والأهواء هي الصراط المستقيم؟؟.