أدى أمس الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا.. وبدأ أمس «مرسى» أول أيام ولايته كرئيس منتخب للبلاد. ورد الرئيس محمد مرسى أمس الاعتبار للمجلس العسكرى وقيادات الجيش.. وتعهد «مرسى» فى خطابه الرئاسى الأول فى جامعة القاهرة بالحفاظ على القوات المسلحة وقادة المجلس العسكرى بعد أن نجحوا فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة لأول مرة فى مصر اختار فيها الشعب برلمانًا بغرفيته «الشعب والشورى»، وانتخابات رئاسية بعيدة عن التزوير، وقال الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب خلال حفل تنصيبه رئيسًا للجمهورية: «سأحافظ على القوات المسلحة والشرطة والقضاء وسوف أبذل كل جهدى للحفاظ على أمننا القومى وحماية حدود هذا الوطن، مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه الذى يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنها القومى». وتعهد مرسى بالحفاظ على القوات المسلحة، وأن يعلى من شأنها ودعمها، وأن يتخذ كل الوسائل والأسباب لتكون أقوى مما كانت ولتستمر راسخة وليكون الشعب معها فى كل ما تعمل. وأضاف: «أعاهد الله تعالى، والعالم يسمع ويرى والله فوق الجميع يسمع ويرى، أن أضع أمن البلاد واستقرارها نصب عينى ومسئوليتى مع رجال الشرطة الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لحماية الأرواح والممتلكات.. وأعاهد الله أن نستكمل معا استقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل وأن يحصل كل مصرى ومصرية على حقه أمام منصة العدالة العالية». وتابع: «سيعود الجيش المصرى العظيم ليتفرغ لمهمته فى حماية أمن الوطن، والحفاظ على قواتنا المسلحة فى إطار الدستور والقانون فتحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عناء.. تحية لهم على ما بذلوه من مشاق». وأكد «مرسى»، أن مصر لن تعود للوراء أبدًا.. وقال إننا نبدأ معا صفحة جديدة فى تاريخ مصر نطوى بها صحفة بغيضة ونسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ من آلاف السنين. وقال الرئيس د. محمد مرسى إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد وفى بوعده وعهده بألا يكون بديلا للإرادة الشعبية. ووجه مرسى لهم التحية على ما بذلوه من جهد من أجل مصر، كما حيا رجال الشرطة المصرية على ما ييذلونه من جهد لحفظ الأمن للبلاد. وأكد «مرسى» عهده للشعب بالحفاظ على المؤسسة العسكرية وإعلاء شأنها للحفاظ على أمن الوطن مشددا على دعمه الكامل للقوات المسلحة المصرية. وتعهد مرسى ببذل كل جهد للحفاظ على الأمن القومى المصرى ووحدة الوطن، وقال إن المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها ويعود الجيش المصرى العظيم ليتفرغ لمهمته لحماية أمن وحدود الوطن. واستقبل الحاضرون فى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري، والفريق سامى عنان نائب رئيس المجلس العسكرى ورئيس أركان القوات المسلحة بهتاف «الجيش والشعب ايد واحدة». ردًا على هتاف البعض «يسقط حكم العسكر»، ورد «مرسى» أن «الله أكبر فوق الجميع». وكان الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية المنتخب قد أدى اليمين الدستورية على بعد أمتار من محبس الرئيس المسجون حسنى مبارك فى مستشفى المعادى العسكرى أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية تنفيذًا للإعلان الدستورى المكمل الصادر من المجلس العسكرى، وبدأت المراسم بالسلام الجمهورى، وألقى الرئيس كلمة عقب أدائه اليمين الدستورية قال فيها: نحرص جميعا على تبنى هذه المؤسسات لتكون قوية وفاعلة لا يؤثر عليها مؤثر وهى مؤسسة حرة على أرض حرة مع شعب حرة. وأكد أن الشعب المصرى أسس اليوم لحياة جديدة بحرية تامة، وقال الحمد لله أن مصر لديها مؤسسات بها رجال مخلصون لوطنهم ويعرفون معنى احترام الدستور والقانون، والأحكام.. مصر اليوم دولة مدنية وطنية دستورية حديثة.. هكذا تولد هذه الدولة اليوم دولة قوية بشعبها وبمعتقدات أبنائها ومؤسساتها وفى القلب من ذلك المحكمة الدستورية. وقال الدكتور مرسى فى كلمته التى ألقاها عقب أداء اليمين الدستورية إن هذه السلطات الثلاث «التنفيذية والتشريعية والقضائية» والمحكمة الدستورية تنطلق من مكون أساسى محورى وجوهرى من هذه المؤسسات ضمن السلطة القضائية إلى غد أفضل وإلى مصر الجديدة.. إلى الجمهورية الثانية. وأصطف المواطنون على جانبى كورنيش النيل بالمعادى، لتحية الرئيس مرسى فور خروجه من المحكمة الدستورية فى موكبه الرئاسى إلى جامعة القاهرة. رفع المواطنون صور شهداء ثورة 25 يناير، والشعارات المطالبة بالعدل ومكافحة الفساد وخفض أسعار السلع الرئيسية وايجارات السكن. كما رفع المواطنون المتحشدون صور الرئيس مرسى، وتدافعوا على الباب الرئيسى للمحكمة الدستورية. واحتلفت أمس القوات المسلحة بمراسم تسليم السلطة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، بمنطقة الهايكستب، وبدأت مراسم تسليم السلطة بعزف السلام الوطنى ثم كلمة اللواء أركان حرب محمد صابر عطية رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، وبعدها حلقت الطائرات فى السماء وعليها علم مصر، وأعلام الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وألقى المشير حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلمة ثم ضربت المدفعية 21 طلقة فى الهواء احتفالاً بالرئيس الجديد للبلاد. أكد اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير الاستراتيجى أن هتاف «الجيش والشعب إيد واحدة» فى جامعة القاهرة اعتراف بدور القوات المسلحة فى الفترة الماضية ووصول الدكتور محمد مرسى للحكم بالإجراءات التى تمت لتأمين الانتخابات وشفافيتها. وأضاف «اللواء كاطو» أن جميع أبناء مصر من الشباب ينتسبون للقوات المسلحة طبقًا لقانون التجنيد. ومن جانبه، أكد يحيى القزاز، عضو فى حركة 9 مارس، أن هتاف «الجيش والشعب إيد واحدة» محاولة ذكية لاحتواء الموقف لخطة استقبال رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى. وبحسب الدكتور إبراهيم دوريش الفقيه الدستورى أن تسليم السلطة يتضمن شكلاً إجرائيًا روتينيًا، ويتم طبقا لما حدده الإعلان الدستورى الذى صدر فى مارس 2011 والإعلان المكمل الصادر الشهر الماضى. وأضاف درويش أن هذا يعنى تسلم الرئيس الجديد السلطة التنفيذية فقط كما أن له الحق فى التصديق على التشريعات التى يصدرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذى من شأنه إصدارها بقوة الدستور، وقال درويش من اليوم يحق للرئيس الجديد بعد تسلم السلطة أن يقوم بتشكيل الحكومة والاشراف على السلطة التنفيذية المؤقتة.. وهو ما يعنى أن «مرسى» هو رئيس السلطة التنفيذية. وهو ما اتفق عليه الدكتور محمود جامع الذى أكد أن الرئيس الجديد سيبحث من اليوم التشكيل الحكومى الذى سيعمل على تنفيذ برنامجه والبدء فى العمل وعن مسألة انتقاله إلى القصر الجمهورى أوضح أن هذه أمور شكلية لتسيير العمل والرئيس يرفض الانتقال ولكن هذه أمور تحددها قوات الحرس والتأمين تبعا لما يضمن سلامته وأمن أسرته. بينما يرى المستشار محمد حامد الجمل أن تسليم السلطة هو عبارة عن تنفيذ وعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن يتم تسليمها فى آخر شهر يونيو من العام الحالى. وأشارت المصادر المقربة من القيادة السياسية الجديدة إلى أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية استقر بالفعل على اسم رئيس الوزراء الجديد، والمرتقب إعلان اسمه خلال ساعات، ولم يتسرب حتى مثول الطبعة الأولى للوفد الاسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء، وعلمت «الوفد» أن شخصيات عديدة مرشحة لحقائب وزارية مهمة بما فيها وزارات سيادية، وقد حسمت وزراة الدفاع حيث يتولاها المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى العسكرى ويجرى فحص ملفاتها من جهات رقابية رسمية.